كانت الصورة في موسم حج هذا العام حاضرة وبقوة. الصور التي أرسلت من مختلف الأماكن التي تواجد فيها الحجاج أظهرت الحشود الهائلة وهي تؤدي نسكها بكل خشوع. هذه الصور كانت أبلغ من كل ما قيل عن الجهود المبذولة من مختلف قطاعات الدولة لخدمة الحجيج. كانت أكتاف وأيدي رجال الأمن وهي تحمل طفلاً وتساعد مسناً لوحدها حكاية مليئة بالإعجاب والفخر. حكاية رسمها رجال الأمن بكل إخلاص ومحبة عن ما يعنيه الحج لكل مواطن سعودي مهما كان انتماؤه وتوجهه. تلك الصورة التي أظهرت القيادة بأكملها وهي تتابع وبدقة كل لحظات بل وثواني الحج؛ هي التي جعلت مذيع التلفزيون السعودي يحتج وبصوت عالٍ بعد تغريدة مسيئة كتبها من عشق اﻻختلاف وامتهنه. اعترض المذيع الشاب وبشدة لأنه لم بستطع تحمل ما حملته تلك التغريدة من إجحاف ونكران وتقليل لجهود بلد بأكمله يقف طوال عام كامل وهو يخطط ماذا يحتاج الحاج الموسم القادم. لم يعد الحج مجرد مناسك تؤدى كيفما اتفق؛ بل أصبح ساحة لبذل الجهد والعرق والتعب والتحضير من مختلف القطاعات إدارة حشود في مكان محدد وأيام معددوة. حشود لابد من حمايتها أمنياً وصحياً وقد تميزت المملكة في ذلك أيما تميز وبشهادة عالمية معتبرة. الإعلام الجديد الذي يدار بأيدي هواة ومتطوعين كان أكثر أمانة في نقل الجهود الضخمة التي تبذلها الدولة لخدمة الحجيج. كان هؤلاء الهواة أكثر صدقاً من أولئك المغرضين الذين سخروا أهواءهم للنيل من الوطن وذلك عبر تغريدات انتقائية تفضح ما تبديه نفوسهم المريضة تجاه المملكة. ما شاهدناه على اليوتيوب وما صورته عيون الناس عبر كاميرات جواﻻتهم أو عدسات كاميراتهم كان أكثر مصداقية وحقيقة من تلك التغريدات الشاذة والمشبوهة، وإن تلك الصور جاءت عفوية بدون تخطيط مسبق وعكست حقيقة "لحظتها" بكل شفافية.