قلنا ومازلنا نقول عن الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الداخلية بشكل خاص والدولة أيدها الله بشكل عام في موسم الحج مع بقية القطاعات الحكومية الأخرى التي تساند بل تعمل بتنسيق وبانسجام تام مع وزارة الداخلية لخدمة ضيوف الرحمن فسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز رئيس لجنة الحج العليا-يحفظه الله ويطيل بعمره- وراء هذا النجاح المنقطع النظير لموسم الحج لهذا العام . جهود كبيرة تبذلها الدولة أيدها الله انطلاقا من حرصها الشديد للتشرف بخدمة الحجيج .فالدولة تستنفر جميع قطاعاتها الخدمية والأمنية بشكل خاص لحماية الحجيج وأمنهم وتوفير كافة السبل من اجل أداء مناسكهم بكل أمن وطمأنينة وسهولة ويسر. بقعة جغرافية صغيرة وتضاريسها صعبة يحتشد فيها أكثر من مليونين ونصف مليون حاج ومع ذلك تنجح المملكة في إدارة تلك الحشود البشرية أمنيا وتموينيا وصحيا ومواصلات ووعظا وإرشادا.. دولة عظيمة اسمها المملكة العربية السعودية ترعى شعائر ومشاعر المسلمين وأماكنهم المقدسة بكل اقتدار بعيدا عن الدعاية والبهرجة الإعلامية،وبعيدا عن غوغائية من يريدون تعطيل الركن الخامس من أركان الإسلام وإفساد موسم حج يتلهف للقائه ملايين البشر من أجل أن يؤدوا هذا الركن بدون منغصات وبدون شعارات سياسية وفوضى.فالحج يفترض أن لا يكون فيه رفث ولا فسوق بل عبادة خالصة لوجه الله جلت قدرته من خضوع وخشوع وتلبية ودعاء للمولى عز وجل . الملالي والآيات في إيران هم وحدهم من يريدون إفساد الحج مثلما أفسدوا بتدخلاتهم العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول العربية والمسلمة. فهؤلاء الحكام لا همّ لهم إلا تصدير الفتن والتحريض عليها ضاربين بعرض الحائط قدسية هذه الأماكن وأنها وضعت للعبادة وليس لتمرير أجندات سياسية وشعارات غوغائية جوفاء بهدف زعزعة أمن تلك الأماكن المقدسة وانتهاك حقوق الحجاج . ولكن تظل المملكة دائما وأبدا قادرة بفضل الله ومنته ثم رجالها المخلصين على حماية هذه الأماكن المقدسة وقطع يد كل من تسول له نفسه العبث في أمن وراحة الحجيج. فالمملكة نجحت في إدارة تلك الحشود البشرية لعقود طويلة في مواسم الحج وجندت إمكاناتها في محاربة الإرهاب واستئصال هذا الفكر الضال والفئة الضالة . حشود بشرية بالملايين اكتسبت وزارة الداخلية والقطاعات المختصة الخبرة في إدارتهم على أكمل وجه رغم كل ما يحتاجونه من خدمات جمة وعندما نقارن إدارة تلك الحشود البشرية ،على مختلف فئاتهم العمرية، بالحشود والتجمعات الرياضية ككأس العالم على سبيل المثال لوجدنا أن الجهود تبذل قبل موعدها بسنين على الرغم من أن الملاعب لا تستوعب أكثر من ثمانين إلى مائة ألف متفرج في مدن متعددة متباعدة يسهل السيطرة عليها أمنيا وخدماتيا، إنها بالفعل إدارة دولة داخل دولة بجميع مرافقها ،وهذا ليس بغريب على وزارة تعنى بالأمن وبالحكم المحلي، تسمى بأم الوزارات، تبذل قصارى جهدها بدون كلل أو ملل تعالج الأخطاء وتدرسها من مواسم ماضية وتتلافاها في المواسم القادمة ، قراراتها مبنية على أسس علمية ورجالها مخلصون يؤدون واجباتهم المناطة بهم على أكمل وجه. .جميع الدول الإسلامية والمسلمين في جميع بقاع الأرض يقدرون تلك الجهود المبذولة من قبل المملكة ماعدا مع الأسف القائمين على إيران الدولة المسلمة وليس الشعب الإيراني المسلم الشقيق الذي أبتلي ، منذ سقوط الشاه، بهذه الزمرة التي تحكمهم وتدخلهم في كل يوم من مأزق إلى مأزق آخر وتبديد ثرواته على تصدير الفتن والثورات وعلى صناعة أسلحة دمار شامل يمكن ان تؤذي الجميع بسبب هؤلاء الملالي والآيات الذين لا يفهمون أبجديات السياسة واحترام المعاهدات والقوانين والبروتوكولات والمواثيق الدولية. نخلص إلى القول أن المملكة نجحت كعادتها في إدارة تلك الحشود البشرية بكل مهنية عالية متمنين من الله العلي القدير لبلدنا المضياف والمعطاء النجاح تلو النجاح وأن يرزقنا الصحة والعافية والأمن والأمان والاستقرار والرخاء أنه سميع مجيب الدعوات .وكل عام وانتم بخير [email protected]