المعلم السعودي هو الناسج الوحيد المتقن لاتحاد أرض الحرمين الشريفين ووحدة إنسانها من خلال إبداعه بترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة بذهنية وعقلية وقلوب طلابه بل هو الأوحد الذي يملك التركيبة السرية لمكونات الفكر الوطني وأمنه ودليل ذلك أثره وتأثيره الحي على مسلك وسلوك من تتلمذ على يديه. بل العجيب فى ذلك أنه كلما طالت الفترة العمرية واتسعت المساحة الزمنية بين المعلم وتلميذه كلما زادت العلاقة متانة وقوة بل وكلما ازدهرت الذاكرة بأجمل المواقف وبالذات فى الجوانب الأخلاقية التى تصب في صدق الانتماء الوطني وحسن الولاء لقادة هذه الأمة وحب المجتمع السعودي وشرائحه المتنوعة. والمبرر الذي أستشهد به على مقدمة مقالي هذا وأسوقه لمجتمع التربية والتعليم كامتنان لهم بأدائهم لواجبهم العظيم وكإشارة وطنية تؤكد على الدور الوطني للمعلم في أهميته واهتمامه بقيادة الفكر الوطني للمجتمع الطلابي بكل المراحل التعليمية وكيف هو يبقى في ذاكرة تلاميذه مع مرور الأيام والليالي بل كيف يتقد في الأزمنة التي يحتاج بها الوطن أبناءه كتلك التي نحن نعيشها والحرب الفكرية التي يشنها على وطننا المقدس أعداء الإنسانية والدين الإسلامي. نعم أستشهد بالمربي الفاضل/ سعود بن عبد العزيز البيز. متعه الله بالصحة والعافية معلمي بالمرحلة الابتدائية ببلدة عفيف آنذاك الذي تتلمذت على يده الكريمة قبل 45 عاما ولم يمر يوم من أيام حياتي إلا وصفحاتي الوطنية التي تحتفظ بها الذاكرة حبا وإخلاصا يقلبها فؤادي يمنة ويسرة وهى قد سطرت من الذهب ومداده بسلوك ومسلك هذا المعلم وزملائه النجباء الذين تجلت تصرفاتهم القولية والفعلية المنطلقة من ثقافتهم الوطنية العميقة بنحت أجمل الصور الحقيقية عن الوطن وقادته ومجتمعه. الأمر الذي استنهض الهمة لدي بعد هذا العمر كله لأقول لسعادة مدير مكتب العمل بمحافظة عفيف الأستاذ إبراهيم الواصل. الذي أراد أن يكرمني بمناسبة الافتتاح الرسمي لمكتب العمل بالمحافظة تحت رعاية سعادة محافظ محافظة عفيف وسعادة مدير عام مكتب العمل بمنطقة الرياض فيما يخص مبادرة فكرية إدارية خدمية طرحتها على المسؤولين بمقام وزارة الداخلية ومقام وزارة العمل قبل أكثر من عشر سنوات أثناء عملي كمدير لجوازات محافظة عفيف وتمت الموافقة عليها وتبنيها والعمل بها فور طرحها وملخصها دمج الأداء الحكومي الخدمي بين الوزارتين تحت مظلة إدارتين متعاونتين في مبنى واحد وخدمات متحدة مع نقل وظيفة أحد منسوبي الجوازات لوزارة العمل ليصبح مندوبا لها حيث صعوبة فتح مكتب عمل بمحافظة عفيف. لتصبح قبة مبنى جوازات عفيف تجمع مندوب مكتب العمل هذا مع زملائه موظفي الجوازات ليؤدي مهامه الوظيفية مختصرا عناء سكان المحافظة في حال مراجعتهم لأقرب مكتب عمل يبعد أكثر من 300 كم ذهابا ومجيئا وهو مكتب العمل بمحافظة الدوادمي. أقول لمن أراد تكريمي مع الشكر والتقدير لهم لم تكن هذه المبادرة إلا فكرا وطنيا منحني إياه الله ثم أوجده المعلم الذي سما وتسامى برسالته الوطنية في التربية الفكرية والعلمية إبان دراستي تحت يديه. وهو الذي أهدي له مع آيات التواضع والعرفان هذا الإنجاز الذي بقي عشر سنوات يخدم بأجمل صوره الوطنية بل إنه رفع من مستوى التنسيق بين قطاع الجوازات والعمل في حينه حتى انه عمم في أنحاء المملكة كتجربة ناجحة. إضاءة: بذرة فكرية وطنية يزرعها المعلم بعقلية طلابه تؤتي أكلها ولو بعد حين. فشكرا لكل معلم وجه واتجه بشباب الأمة السعودية نحو منصات العز والشرف العلمي والمعرفي ليحملوا سلاح التطوير والتطور لخدمة مقدرات ومكتسبات أرض الحرمين الشريفين وقادتها البواسل وأهلها الأوفياء. أمل: متى نشاهد تكريم مثل هؤلاء الرواد على المستوى الحكومي من مراجعهم والأهلي من تلاميذهم.