هكذا وفي يوم تكريم المعلم تستعرض ذاكرتي الشخصية أمام مشاعري الوطنية صادق الامتنان وخالص الوفاء لدوره النبيل في غرس روح الوطنية إنتماء وكذا دوره في تقوية الولاء لملوك هذه الأرض المقدسة وحكامها. لتقف تلك الذاكرة شامخة بكل اعتزاز ولسان حالها يقول شكرًا لك معلمي ها أنا بعد مضي أربعون عاما وفي يوم تكريمك العالمي أعود لذاك الزمن الجميل وحقبة التسعينات الهجرية وفي تلك الأيام الشاتية عندما كنا في المرحلة الإبتدائية بين أسوار مدرسة عبدالله بن الزبير كيف كنت أستاذي تؤدي رسالتك الإنسانية والدينية والوطنية على أكمل وجه دون كلل أو ملل حيث في بيئتنا الريفية وقريتنا النائية وفي ظل ندرة وسائل الاتصال والتواصل وكذا ضعف الإمكانات المادية والمعنوية استطعت أن تبني مجتمع وطني متجانس جاءت مكوناته من جميع الشرائح التي امتدت جسور علاقة بعضهم مع بعض على ضوء مكارم الأخلاق. ولعلني هنا أنشط ذاكرتي الوطنية عندما كانت عفيف بلدتي الحبيبة على موعد مع مرور موكب جلالة الملك فيصل قادما من الحجاز متجها للرياض العاصمة في هذا اليوم بل قبله بأيام كان حديث المجتمع العفيفي تلك الزيارة الخاطفة الا أن الملاحظ في هذا الحديث هو استلام المعلم لزمام إدارته وكيف يستثمر ذلك في ملء فراغ عاطفتنا الجياشة نحن التلاميذ الصغار من خلال إجابتنا عن كل سؤال برئ نطرحه لمعرفة المزيد عن شخصية الملك وكشف أبعادها الإنسانية والدينية والوطنية والسياسية.. كانت إدارة المعلم لتلك التظاهرة الوطنية فطرية الاتجاه تلقائية التوجه تقف خلفها ثقافة الفكر الوطني المفعمة بولاء وانتماء لا يشوبهما شائب دخيل. الأمر الذي انعكس على تفويج رجال وطن من تلك القلعة الوطنية باتجاه خدمة وطنهم على أسس صلبة لاتتأثر سلبا من التغيرات أو المتغيرات المحيطة بهم فهاهم أبناء تلك القرية سواء ممن سبقنا أو لحق بنا يشاركون في صنع القرار الوطني بكل أنواعه بفضل من الله ثم بفضل الدور الوطني للمعلم الذي أتقنه بجانب دوره الأساسي في التربية والتعليم تلك الصورة المشرفة رسمها المعلم في كل قرية أو هجرة من قرى وهجر الوطن الأشم اللتان لم تقف ظروفهما الجغرافية والمادية عائقا من تحويلها الى مصنع وطني ينتج العقول النيرة والأيادي العاملة والقلوب التي تحمل بين جنباتها حب الوطن وأهله. أيها المعلم: شكرًا لك فأنت من غرست وتغرس الفكر الوطني الذي استظل به ويستظل به أبنائي وأحفادي من بعدي. والله من وراء القصد.