يعتزم الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج التوجه اليوم إلى تركيا لإجراء محادثات حول مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش". ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء النرويجي الأسبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة. وأعلن حلف الناتو امس في بروكسل أن ستولتنبرغ سيجري في اليوم الثاني من الزيارة محادثات مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو والقيادة العسكرية التركية. تجدر الإشارة إلى أن تركيا يمكنها استدعاء الحلف للدفاع عنها حال تقدم داعش في مدينة كوباني الواقعة على الحدود السورية-التركية. وكان ستولتنبرغ ذكر قبل بضعة أيام ردا على سؤال حول إمكانية تدخل الناتو في سورية أنه من الوارد إرسال قوات حال تعرض تركيا لتهديد. تجدر الإشارة إلى أن هذه ثاني زيارة خارجية رسمية يقوم بها ستولتنبرغ بعد أوكرانيا منذ توليه مهام منصبه. الى ذلك ذكر تقرير إخباري امس أن واشنطن قلقلة بشأن تردد تركيا في الاشتباك مع عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في بلدة كوباني (عين العرب) الحدودية السورية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول بارز بالإدارة الأمريكية لم يكشف عن هويته قوله "هناك قلق متزايد بسبب تلكؤ تركيا في التحرك لمنع حدوث مذبحة على بعد أقل من ميل من حدودها". وكان مسؤولون قد ذكروا الثلاثاء أن تنظيم الدولة الاسلامية أوشك على الاستيلاء على بلدة كوباني في منطقة الأكراد العرقيين في سورية من أيدي وحدات حماية الشعب الكردي، فيما تم شن غارات جوية بقيادة أمريكية على مواقع المتشددين. وذكر المسؤول "بعد كل هذه الادانات بشأن الكارثة الانسانية السورية، فإن (تركيا) تخترع الاسباب لعدم التحرك لتفادي كارثة أخرى". وأضاف "هذه ليست الطريقة التي يتحرك بها حليف في الناتو في الوقت الذي يستعر فيه الجحيم على مرمى حجر من حدودها". ونفى مسؤولون أمريكيون مبررات تركيا لعدم تحركها، قائلين إن طلب إنشاء منطقة حظر جوي فوق شمال سورية ليس منطقيا حيث ان الطلعات الجوية المتعاقبة بقيادة الولاياتالمتحدة في المنطقة تمنع بشكل فعال طائرات العدو من الاقتراب حسب التقرير. وقالت المتحدثة جين بساكي إن وزير الخارجية الامريكية جون كيري اتصل مرتين برئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو منذ الاثنين الماضي فيما تحث واشنطنتركيا على التحرك. يذكر أن وحدات حماية الشعب الكردي تربطه صلات بحزب "العمال الكردستاني" الذي تعتبره تركياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي جماعة إرهابية. من جانبها وجهت نائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت انتقادات حادة لسياسة تركيا في التعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش". وقالت روت المنتمية لحزب الخضر في تصريحات للقناة الأولى في التليفزيون الألماني "إيه آر دي" امس: "لا أتفهم إطلاقا سياسة تركيا". وذكرت روت أن مقاتلي داعش يتم علاجهم في مستشفيات تركية وتوريد أسلحة لهم عبر تركيا، وقالت: "يتعين على حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يتحدث بحسم ويقول: لا يصح أن تنتهج تركيا الشريكة في الناتو تلك السياسة القذرة". وأضاف روت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد على ما يبدو إضعاف استقلالية الأكراد في المنطقة المحيطة بمدينة كوباني الكردية المحاصرة. وحتى الآن لم تتدخل القوات التركية المنتشرة على الحدود في معارك مع داعش. وكان البرلمان التركي منح الحكومة تفويضا بالتدخل العسكري ضد جماعات إرهابية في سورية والعراق. ولا يشمل هذا التفويض مواجهة داعش فحسب، بل أيضا مجموعات كردية مثل حزب العمال الكردستاني. على الصعيد ذاته نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان امس عن أحد المحتجزين في مدرسة بقرية علي كور في الجانب التركي من الحدود المشتركة مع سورية أن أكثر من مئة مواطن كردي بينهم إعلاميون ممن احتجزوا في المدرسة بعد نزوحهم نحو الأراضي التركية قاموا بجمع حاجياتهم الشخصية وفُرشِهم بغية حرقها احتجاجاً على قرار من السلطات التركية بترحيلهم إلى السجن العسكري بمدينة شانلي أورفا التركية التي تقع قبالة مدينة تل أبيض السورية التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال المصدر إن ثمة مخاوف من قيام السلطات التركية بإعادتهم عبر معبر تل أبيض إلى الأراضي السورية التي يسيطر عليها التنظيم. وكانت السلطات التركية قد احتجزت الاثنين والثلاثاء مواطنين أكراد نازحين من مدينة عين العرب وقامت بالتحقيق معهم وكالت لهم الشتائم. وكانت قوات الدرك التركية قد اعتدت الاثنين على بعض الشبان الأكراد، وقالت لهم :"أنتم من حزب العمال الكردستاني، وكل من بقي في كوباني من حزب العمال الكردستاني يجب قتله". شرطيون أتراك بملابس مدنية في مدينة ديار بكر بعد الصدامات مع متظاهرين أكراد (ا ف ب)