كلنا نعرف جيداً مستوى الهزل السيئ والمتنوع الذي يمر به عالمنا العربي، حتى أصبح الخوف من الانهيارات الجزئية سائداً في طبيعة التطلع تفاؤلاً أو يأساً ليقوم على رؤية لا تستند على أساس محدد بقدر ما هي تستند على ما هو فيه العالم العربي من تدافع أحداث رغم قسوتها جداً يمكن أن يقال مضحكة.. مضحكة لأننا نعرف جميعاً تعدّد التوجهات التي أخذت أكثر من دولة عربية نحو مصير الانحدارات، ونحو تتابع سرد الأحداث التي لم تكن تمثل تحوّلات دولة بقدر ما هي تمثل ما يحدث للجزئيات المتصارعة من مصير رغم قسوته يجوز وصفه بالمضحك.. محلياً؛ طبعاً لم يأت أي شيء.. ولن يمكن أن يأتي أي شيء.. والسبب لا يتوقف عند قناعة واحدة، وإنما عن جزالة حضور الوطنية المحلية والمباشرة منذ زمن طويل يرفض معظم ما كان يحدث في العالم العربي، ومعظم ما هو يحدث الآن من تواصل هبوط سيئ، ثم يأتي ما هو أسوأ.. أن الدول العربية المتصارعة داخل ذاتها لم تعد في واقع خلاف مع جوار أو ما بعد الجوار، وإن كان هذا الأمر يأتي عربياً، ليس لأنه حقيقة، وإنما لأنه يبرر عدم مشروعية ما كان يطرأ من مشاكل.. حالياً نعرف أن ما يحدث هو مشاكل طرف ضد آخر.. أو أكثر من آخر داخل الدولة الواحدة.. يقين تام، وفوارق عقلية صارخة، من أن مجتمعنا أصبح الأبعد عن كل ما هو متواجد من أخطار وسيئات.. نعرف أن موسم الحج ليس بالسهل، ومع ذلك فإن براعة تأدية العبادة وتقارب المفاهيم قبل تقارب اللغات وضعنا أمام يقين استمرارية السلام والأمن.. وتعدّد المحبة الدينية في مجتمع لم يحدث أن مرّ بأي حدث يسيء إلى غيره إسلامياً؛ ولا إلى ذاته.. نحمد الله على هذه الجزالة التي نعرف أنها تمتد تاريخياً سنوات طويلة التي أسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله.. واقعنا الذي نعيش فيه تعدّد القدرات وتعدّد اتجاهات العلوم وتعدّد تنوّع إيجابيات العلاقات.. هو ما يجعلنا في واقع يقين لم نعايش عبر ماضيه وحاضره ما هو فيه غيرنا من خوف وضياع..