تتسبب موجة ارتفاع أسعار "المواشي" سنوياً في ردود أفعال متباينة لمرتادي الأسواق، حيث يحمّل بعضهم التجار مسؤولية استغلال المواسم لمضاعفة أرباحهم أكثر من المعقول، بينما يرى آخرون أنّ زيادة الطلب وقلّة العرض سببان رئيسان في ارتفاع الأسعار، وبين هذا وذاك تظل الأسعار باهظة إلى حد ما، حتى وإن كانت تكلفة الأعلاف والبرسيم والشعير مرتفعة أيضاً. وفي ظل الظروف الراهنة من ارتفاع أسعار المواشي، قرّر عدد من المضحين تأخير شراء أضحيتهم لأيام التشريق، أملاً في انخفاض الأسعار، حيث تصل الأسعار إلى ما يزيد على (1700) ريال للحجم المتوسط من الأضاحي، وقد تفوق قيمتها ثلث راتب بعض الموظفين، وشراؤها قد يعيقهم عن تدبر أمورهم باقي الشهر، وكان حيلة بعضهم أمام كل ذلك هو تأخير شراء الأضحية حتى أواخر أيام التشريق، منتظرين انخفاض حمى غلاء الأسعار، بينما لجأ آخرون إلى الاشتراك في قيمة أضحية واحدة مع أصدقائهم أو زملائهم، فيما يستغني الغالبية عن الشراء، ويستعيضون عنها مستقبلاً باللحوم المبردة والمثلجة أو التي يتم استيرادها بأسعار معقولة تناسب ميزانية الأسرة. والجدل السنوي حول أسعار الأضاحي يعيد السؤال الدائم: لماذا لا توجد تسعيرة ثابتة تحدد قيمة المواشي بالكيلو كبقية الدول؟، خصوصاً أنّ الدولة تدعم الأعلاف والحبوب ومدخلاتها، ولا يوجد أي مسوغ لارتفاع الأسعار سوى الجشع والطمع، ولا يمكن أن تكون المصاريف التي يدفعها التاجر على مواشيه مسوغاً مقبولاً لذلك. مشروع مربح وذكر "عبدالله الحجي" - بائع - أنّ الأضاحي البلدية الموجودة حالياً في المملكة يميل إليها الناس بكثرة، فيما هناك طلب أقل على المستورد الذي يأتي من سوريا والأردن، مبيّناً أنّ أمانة مدينة الرياض تطورت من ناحية الكشف الطبي على الأضاحي، وتنظيم الخروج والدخول على السوق؛ ما خلق نوعاً من راحة البائع والمشتري، وزاد من الإقبال عن الأعوام الماضية، لافتاً إلى أنّ العميل قد يختار المواشي المستوردة لانخفاض أسعارها، فيما تتفاوت أسعار "النعيمي" و"النجدي" بين (1700-2000) ريال وقد تزيد!، موضحاً أنّ الإنتاج الحيواني من أهم المشروعات المربحة؛ بسبب الاحتياج المتكرر لها، وكل ذلك جعل للثروة الحيوانية أهمية كبيرة، وتسبب في نشاط الشباب وحماسهم لتربية المواشي ودخول هذا المجال. جمعيات خيرية فيما رأى "عبدالكريم الشمري" - تاجر مواشي - أنّ الإقبال الأكبر كان على "النعيمي" البلدي؛ لأنّه الشائع للجميع والمعروف والأكثر رواجاً، موضحاً أنّ المستورد الأردني سعره أقل من البلدي، وسعره يرواح بين (1300و1400)، بينما الأنواع البلدية قد تصل إلى (1800)، فيما يصل سعر "الحري" إلى (2000) ريال، حيث هو من أفضل الأنواع، لافتاً إلى أنّ هناك مواشي تعد من الدرجة الثالثة ك "السواكني" السوداني، منوهاً أنّ السوق يشهد هذه الأيام ثباتاً في الأسعار - نوعاً ما -، إلاّ أنّ الإقبال قليل على شراء الأضاحي، وكأن الجميع ينتظر قرب العيد حتى يبدأ الشراء، معتبراً أنّ ضعف الإقبال حتى الآن ربما يكون سببه وجود بعض الجمعيات التي تشتري الأضاحي وتوزعها على الفقراء مقابل سعر رمزي؛ ما جعل بعضهم يعزف عن شراء أضحيته بنفسه وذبحها. صورة ذهنية وأكّد "عبدالله بن خالد الخلف" - تاجر مواشي - أنّ الناس عادة ما تكون متجهة وتفضل "النعيمي" و"النجدي"، لكن الوضع اختلف من العام الماضي، حيث زاد الإقبال على "السواكني"، لافتاً إلى أنّ "السواكني" يعد الأفضل - من وجهة نظره - خصوصاً "الجذع"، حيث يعد أجود من ناحية اللحم، وأقل سعراً، وأكثر وزناً من باقي الأنواع، معتبراً أنّ عدم الإقبال على "السواكني" بسبب غفلة العملاء عنه، وانتشار صورة ذهنية معينة عن باقي الأنواع، موضحاً أنّ هناك نوعا آخر "الرفيدي"، ويعد ممتازاً وسعره جيد وفي متناول الجميع، مشدداً على أنّ "السواكني" هو أفضل الأنواع، شريطة أن يكون "جذعاً ثنياً"، منوهاً بأنّ كبير السن منه لا يصلح. اختلاف الأسعار وبيّن "عقيل العبدلي" - دلاّل في ساحة سوق المواشي - أنّ الأحواش مبالغ في أسعارها؛ لأنّ الساحة ترتفع وتنخفض يومياً، وتبتسم الساحة بالمزاد، مشبهاً ساحة البيع و"التحريج" بسوق الأسهم، لافتاً إلى أنّ ما يحدث الآن يمكن أن يستنتج منه أنّ ليلة العيد تشهد ارتفاعاً جنونياً في الأسعار. فيما عد "متعب السبيعي" - متسوق - أنّ السوق في استقرار وأسعاره مناسبة في هذه الأيام، مبيّناً أنّ الأسعار ترتفع وأنّ هناك اختلافا كبيرا قبيل عيد الأضحى، ناصحاً الشباب بالاتجاه لتجارة المواشي خصوصاً مع موسم الحج، حيث مشروع تربية المواشي يعدّ مربحاً؛ ما يشجع على الدخول في المجال، إذ يعد مصدر دخل جيّداً جداً لكثير من الشباب الذين نجحوا فيه. غش المواشي وقد دعت غرفة الرياض التجارية والصناعية إلى الحذر من ممارسات الغش التي تستهدف أسواق المواشي، لا سيما مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وقد حددت وزارة الزراعة (12) دولة حول العالم ليتم استيارد المواشي الحية منها للمملكة، حيث يتم استيراد الأغنام من الصين، ومنطقة منغوليا الداخلية، والأرجنتين، والأوروجواي، والبرازيل، واستراليا، نيوزيلندا، وإيران، ودول القرن الإفريقي: الصومال، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، والأردن، وسوريا، كما يسمح استيراد الإبل من السودان، والصومال، وإريتريا، وجيبوتي، وباكستان، ومصر، وإيران، إضافة إلى السماح باستيراد الأبقار من السودان. عدم معرفة المستهلك لعمر الأضحية يعرضه للغش متعب السبيعي متحدثاً للزميل الرشيد البحث عن مواشٍ بأسعار معقولة مهمة شبه مستحيلة عبدالله الحجي متحدثاً للزميل وليد الحمود محرجون ودلالون يبالغون في رفع الأسعار أسعار المواشي وصلت إلى أرقام فلكية