استطاع الإنترنت أن يختصر الزمن، ويجعلنا نعيش عصراً جديداً يجمع كل الأزمنة، ويروي ظمأ كل متعطش لنهم المعرفة والاطلاع، وأضحينا نقطع المسافات بسرعة فائقة بفضل هذه التقنية، حتى جعلتنا ندخل مرحلة معرفية جديدةً، ولكن وللأسف الشديد هذا الانسياق الكبير وراء المواقع الإلكترونية أعطى فرصة لبعض الباحثين عن المال والجشعين بأي طريقة كانت لاستغلاله أسوأ استغلال، مستخدمين الإعلانات التجارية ذات الصبغة الجاذبة، بمهارة عالية لإقناع المتصفحين بكثير من السلع التجارية، ومنها الأدوية الطبية مجهولة المصدر والهوية، فيحاولون بكل الوسائل المتاحة إقناع المرضى بهذا العلاج أو ذاك وكأنة العلاج المنقذ لحالته، وبعد أن يدفع مبالغ طائلة، لن يجد الاستفادة حتى جزءاً من المؤمل والمرجو، بل وحسب ما يذكره العديد من الزملاء من الأطباء والمتخصصين الذين لهم باع طويل في البحث والدراسة في مجال تخصصاتهم المختلفة، إن الانعكاسات السلبية جراء استخدام هذه الأدوية المجهولة كبيرة جداً وخطيرة على الصحة. وفي هذا السياق أكد مستشار في أنظمة التسويق تنامي ظاهرة الترويج لأدوية وخلطات عشبية غير مرخصة تتداول محلياً عبر شبكات التواصل الاجتماعي وقال ل"الرياض" إن التسويق الإلكتروني بدأ يتنامى محلياً بشكل مخيف، وسط تزايد الطلب على المنتجات المتداولة عبر القنوات الإلكترونية. ويتطابق هذا مع تحذيرات أطلقتها متخصصة في مرض البهاق والأمراض الجلدية، نبهت من خلالها إلى ضرورة توخي الحذر، وعدم الامتثال لرغبات مسوقين يعمدون إلى استهداف مرضى البهاق عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي من أبرزها "الانستغرام"و"تويتر"، مطالبة باتخاذ إجراءات احترازية مشددة من شأنها إحكام الرقابة على التسويق الإلكتروني. ووفقاً لمستشار التسويق أنس الصافي فإن التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي لا تحكمه رقابة من قبل الجهات المعنية في البلاد، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المسوقين للخلطات العلاجية التي تحمل ادعاءات طبية غير مرخصة يعمدون إلى تلك الوسائل كونها مجانية وغير مراقبة. وزاد"لابد من إحكام السيطرة على هذا النشاط وتكاتف الجهات المعنية لمراقبة التسويق لأي منتج غير مرخص" فهذا الموضوع يجب أن يعالج وتكون له الأولية من قبل كل الجهات المعنية والمختصة وأن لا يترك دون ضوابط تحكم التسويق عبر الإنترنت، فالضحايا كُثر مع الأسف الشديد، وترك المستغلين لحاجة الناس الصحية، يعبثون من خلال المواقع الإلكترونية ويروجون لتلك المنتجات من أجل جمع أكبر قدر من المال، دون رادع وعقوبات، فتلك مشكلة تتحملها جميع القطاعات المعنية بالصحة أيضاً أتمنى من الجمعيات العلمية الصحية التابعة للجامعات ولوزارة الصحة أيضاً وهي عديدة ولها نشاطات مختلفة أن تأخذ زمام المبادرة في التصدي إعلامياً لبعض ما ينتشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع بالإيضاح وتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة، ونشرها من خلال نفس المواقع والصحف والمجلات، وهذا جزء من واجبهم تجاه المجتمع أما ترك الناس في حيرة من أمرهم عند البحث عن علاج لهذا المرض أو ذاك فسيكونون فريسة سهلة لتلك المواقع وأصحاب الوصفات غير الآمنة صحياً، وأعتقد أن أكثر زبائنهم من النساء للأسف الشديد، وأتوقع أنهم يدندنون على وتر الجمال والموضة، وهي أكبر وأسهل طرائق الجذب، إضافة إلى كل ما يتعلق بالأمراض الجلدية والتجميل، ما أتمناه الاهتمام بالموضوع وأن تكون تلك المواقع تحت الرقابة والمتابعة وأن تُشرع لها الأنظمة والقوانين والعقوبات المناسبة، حفاظاً على صحة الناس.