بمرور الذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية دولة التوحيد ومهبط الرسالة المحمدية، على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود تغمده الله بواسع رحمته، ذلك الملك الذي لم تقف صغائر وكبائر الأمور أمام عزمه وتضحيته بحياته لخوض فداء استرجاع ملك آبائه وأجداده، فأعزه الله بنصره وتوفيقه وأفاء عليه ببركته حتى أُعلن قيام دولته المملكة العربية السعودية في العام 1351ه، بتنظيم حديث ومطور على المستوى الداخلي والخارجي، وكان ذلك بداية عهد جديد داخلي لمعاصرة واقع التغيير للأفضل والمضي قدماً لبناء دولة تقوم على أسس ثابتة تسن القوانين التنظيمية وتواكب التطور والإصلاح السياسي، كما أن جهود الملك عبدالعزيز الخارجية سعت لخلق علاقات وطيدة مع العالم الخارجي في مختلف القضايا التي اتسمت بالشفافية التي نشهد أثرها اليوم. ومع مرور أكثر من ثمانية عقود من الزمن ها نحن اليوم كسعوديين وتخليداً لذكرى اليوم الوطني نحتفل بهذا اليوم الذي يعتبر يوم فخر واعتزاز لكل السعوديين، نعايش منجزات هذا الوطن الكبير وواقعه ونقف على معطياته التي لامست مشاعر الجميع كباراً وصغارا، فذكرى اليوم الوطني تظل مختزلة في قلوب ووجدان قيادة هذا الوطن وشعبه الذي يجدد في كل وقت وحين ولاء السمع والطاعة لحكامه، معتزين بأمجاد وطنهم وعازمين على سمو رفعته بين مصاف الدول، آخذين على عواتقهم التضحية في سبيل الحفاظ على مقدسات هذا الوطن وسلامته تحفهم الألفة والمحبة، فهنيئاً لنا بقيادة ووطن تعجز المشاعر عن وصف حبهما، فكم ستبقى لنا ياوطني عزا وسيادة نتباهى بمعطياتك وانجازاتك التي لا تنضب. لقد عززت المملكة العربية السعودية مكانتها في البناء والتنمية داخلياً وخارجياً عبر مجالاتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، فأخذ كل حيز من تلك المجالات اهتماما وحرصا كبيرا من لدن قيادة هذا الوطن، فأصبح اسم المملكة العربية السعودية يفرض وجوده على كافة المستويات والأصعدة، فقد تعايشت المملكة مع واقع التغيير والتجديد ففرضت لنفسها ريادة عالمية في ظل الظروف والأوضاع المحيطة بها، حتى أصبحت مكسب ثقة للمجتمعات الدولية الأخرى التي أشادت بهذه الريادة. نبارك لقيادة هذا الوطن ولشعبه بذكرى يوم الولاء والتاريخ المجيد الخالد لكيان هذا الوطن، سائلين الله رب العزة والجلال التوفيق لقائد سفينة هذا الوطن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يشد أزره بعضديه سمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد وأن يحفظ للمملكة كرامتها وعزتها وأمنها.