تحتل المملكة العربية السعودية مكانة متميزة بين دول العالم، لاسيما دورها البارز والريادي في المحافل الدولية، ومشاركتها الفعالة وانضمامها للمنظمات الاقليمية والاسلامية والدولية، بل تقوم المملكة من خلال القيادة الرشيدة في كثير من المواقف بالدعوة إلى إنشاء هذه المنظمات، ونظرا لإدراك المملكة بأن العصر الذي نعيش فيه هو عصر التكتلات سواء السياسية أو الاقتصادية والذي من خلاله يتم تحقيق الأهداف المتمثلة في التنمية الاقتصادية والرفاهية والأمن والصمود أمام المتغيرات المتلاحقة على الساحة الدولية. ومن أهم التكتلات الموجودة علي الساحة الإقليمية مجلس التعاون الخليجي والذي يضم ست دول هي المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان، وتتحكم دول المجلس في 45% من الاحتياطي العالمي من النفط، وقد سعت المملكة منذ إنشاء المجلس إلى وضع نظام للتعاون الأمني والعسكري بين الدول الأعضاء وازداد هذا الدور تأثيرا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه، فقد كان للمملكة دور مؤثر في معالجة مشكلة العراق والكويت ومواجهة الاطماع العراقية سنة 1990 م، كما قامت المملكة بإنشاء درع الجزيرة ليكون منظومة متكاملة للدفاع عن اشقائها، والدخول ايضا إلى الوقوف ضد الأطماع الإيرانية في الخليج، وآخر القرارات الرشيدة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه الدعوة إلي إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب والمساهمة بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي لدعم المركز إضافة إلى مبلغ سابق 10 ملايين دولار امريكي. كذلك تم التعاون بين دول المجلس في مجال التعليم من خلال مكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون الخليجي لتنمية وتطوير التعليم ومقره الرياض، وتم إنشاء عدة مؤسسات اقتصادية لتعزيز التعاون الفني والاقتصادي لدول مجلس التعاون وتقديم الخدمات المصرفية للدول المشتركة. الأمر الثاني وهو دور المملكة على الساحة الاسلامية واول ما يبرز هو أن قيض الله سبحانه وتعالى القيادة السعودية من عصر الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه لخدمة حجاج بيت الله الحرام بمكةالمكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، بداية من الأمن والأمان الذي ينعم به ضيوف الرحمن والسعي على راحتهم بكافة الوسائل، والاهتمام بالتوسعات المتلاحقة لبيت الله الحرام والمسجد النبوي وآخرها أكبر توسعة في عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه والتي ستستوعب أكثر من 100000 حاج زيادة للطواف حول الكعبة المشرفة، ومن ضمن الاهتمام الاسلامي للمملكة إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لتوزيعه على مستوى العالم بالمجان، حيث يعد من اكبر المجمعات الطباعية على مستوى العالم، كما ساهمت المملكة ومازالت تساهم في دعم الاقتصاد العربي الاسلامي مثل دعم الاردن والجزائر وضحايا زلزال مصر وضحايا الكوارث والفياضانات لجميع بلدان العالم الاسلامي، ايضا في الدعم الدائم لفلسطين والصومال ولبنان وآخرها امر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه بدعم لبنان بمبلغ وقدره مليار دولار لتقوية الجيش اللبناني في 8/2014، كما قامت المملكة بدعم الاقتصاد الاسلامي في كل من إريتريا وافغانستان والبوسنة والهرسك والاقليات الاسلامية ومسلمي اسيا، واهتمامها بالشعب السوري اللاجئ الذي هرب من ويلات شر حكومته، والدعم الكبير للشعب المصري بمبلغ 4 مليارات دولار. وقد لعبت المملكة دورا هاما في إنشاء منظمة المؤتمر الاسلامي للتعاون بين الاعضاء في كافة المجالات وتضم عدد 57 دولة ذات غالبية مسلمة، وينبثق من هذه المنظمة مؤسسات مختلفة في التعليم والتدريب والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والتنمية والرياضة والتجارة، وكذلك في انشاء رابطة العالم الاسلامي والتي تتخذ مكةالمكرمة مقرا لها وتمثل في كل من منظمة التربية والتعليم والثقافة اليونيسكو، ومنظمة الطفل العالمية اليونيسيف وعضو مراقب في هيئة الأممالمتحدة، وهي هيئة تهتم بنشر الاسلام وشرح مبادئه، وكذلك الدور البارز والهام في تأسيس الندوة العالمية لللشباب الاسلامي. الأمر الثالث دور المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، وأهم المنظمات التي ساهمت المملكة في تأسيسها هيئة الأممالمتحدة والتي كان للمملكة إسهامات فاعلة في تعزيز ميثاقها وإخراجها الى الواقع إيمانا من أصحاب السمو الملكي وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه حتى خادم الحرمين الشريفين وملك الإنسانية الملك عبدالله حفظه الله ورعاه بأن هذه المنظمة ترتكز على عدة مبادئ تتمثل في نشر الأمن والحفاظ على السلام والعمل على تقديم العون والمساعدة في مختلف المجالات، وان المملكة تحافظ دائما على دفع التزاماتها المادية والطوعية لمنظمة الاممالمتحدة وتشارك في تمويل الصناديق والبنوك المنبثقة عن الأممالمتحدة، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه في كلمة الالفية "ان إدخال بعض الاصلاحات الهيكلية والتنظيمية للارتقاء بأداء الاممالمتحدة وزيادة فعاليتها قد يكون ضروريا في الحقبة الراهنة دعم المملكة لجهود الاممالمتحدة ونظرا للدور الفاعل الذي تقوم به المنظمة في التعامل مع الازمات والسعي لتجنب أهوال الحروب يجعلنا أكثر إصرارا من اي وقت مضى على دعم هذه المنظمة من اجل ان تواصل مسيرتها الخيرة وفقا لمبادئها واهدافها السامية. ايضا ساهمت المملكة كدولة مؤسسة في هيئة الاممالمتحدة من بين ست وعشرين دولة، وانضمام المملكة لمنظمة الاغذية والزراعة لإدخال أحدث النظم الزراعية في المملكة، ومنظمة العمل الدولية والتي ساهمت فيها المملكة بمبالغ مالية وعقدت عدة اتفاقات معها بشأن العمل والتدريب، ومنظمة الصحة العالمية التي ساعد الخبراء الدوليون منها المملكة في تحديد احتياجاتها في مجال الصحة. وقد ساهمت المملكة في كافة المنظمات والهيئات التابعة للامم المتحدة مثل منظمة الطيران المدنى، واتحاد البريد العالمي ومنظمة الملاحة البحرية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والهيئة العالمية للارصاد الجوية والتعاون بين المملكة والمنظمة الدولية لاهتمام المملكة بالتصنيع والتحديث. الامر الرابع وهو دور المملكة الرائد على الساحة الاقتصادية الدولية من خلال تعاون المملكة الفعال والبناء وعضويتها في منظمة الاوبك ومنظمة الاوابك والمنظمات الدولية الاقتصادية مثل الصندوق الدولي والهيئة الدولية للتجارة والمنظمات الانمائية الدولية مثل البنك الدولي للانشاء والتعمير وبرنامج الاممالمتحدة. وهكذا فإن دور المملكة كان ولايزال دورا بارزا على المستوي الاقليمي والاسلامي والعالمي، وإذ تحتفل المملكة بالذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ويمتد العطاء والبذل إلى خادم الحرمين الشريفين وملك الانسانية الملك عبدالله حفظه الله ورعاه والذي في عصره اصبح للمملكة مكانة عالمية فذة في جميع المحافل والمناسبات. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأدام علينا الأمن والأمان في اليوم الوطني الرابع والثمانين.