شن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة مجدداً ضربات على مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» الإرهابي في سورية والعراق قبل بدء اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي ستطغى عليها حملة مكافحة تجنيد مسلحين أجانب. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات التحالف نفذت 13 ضربة جوية على الأقل أمس الأربعاء في مناطق في سورية قرب حدود العراق مستهدفة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على أراض على جانبي الحدود لليوم الثاني. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد لرويترز إن بلدة البوكمال والمناطق المحيطة تعرضت للقصف. وقد يكون حرمان التنظيم الإرهابي من حرية عبور الحدود عند وادي الفرات هدفاً استراتيجياً للتحالف. واستغل تنظيم «الدولة الإسلامية» حرية الحركة على الحدود لتسجيل انتصارات على جانبي الحدود؛ اذ ساهم تدفق المسلحين من سورية في استيلاء التنظيم على معظم شمال العراق في هجوم خاطف في يونيو/ حزيران. ونقلت الاسلحة التي استولى عليها التنظيم على الجانب العراقي إلى سورية ما مكنه من السيطرة على رقعة أكبر من الاراضي. وتعرضت المنطقة المحيطة بالبوكمال لقصف عنيف من جانب قوات التحالف. وقال المرصد ان المنطقة كانت هدفا لنحو 22 غارة جوية يوم الثلاثاء. وقال المرصد السوري إن التحالف شن ليل الثلاثاء/ الاربعاء غارات جوية على مناطق بالقرب من بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) التي يطوقها التنظيم بالكامل، وتعد ثالث تجمع للأكراد في سورية. وذكر المرصد «تعرضت أماكن في منطقة صرين، ومناطق خطوط إمداد التنظيم الإرهابي التي تبعد نحو 35 كم جنوب شرق بلدة عين العرب قبيل منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء وبعد منتصف الليل، لغارات جوية من طائرات حربية جاءت من الأراضي التركية». وأعلنت الولاياتالمتحدة من جهتها انها شنت أمس ثلاث ضربات، اثنتان في سورية وواحدة في العراق، دمرت أو أضرت باليات لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية بحسب القيادة الاميركية الوسطى. واكد البنتاغون ان هذه العمليات كانت «ناجحة جدا» موضحا انها تمت بواسطة مقاتلات وطائرات بدون طيار وقاذفات و47 صاروخ توماهوك. وتأتي هذه الغارات بعد نحو 24 ساعة من قيام قوات التحالف للمرة الاولى بتنفيذ غارات على مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية» في سورية، ما يشكل مرحلة جديدة من الهجوم على المسلحين الذين تتم محاربتهم في العراق ايضاً. وقتل خلال الضربات التي نفذها التحالف الدولي فجر الثلاثاء نحو 120 مسلحاً، بحسب المرصد. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان «قوة هذا التحالف تجعل من الواضح للعالم ان هذه ليست معركة أميركا وحدها». واضاف «الاهم من ذلك هو ان شعوب وحكومات الشرق الاوسط ترفض تنظيم الدولة الاسلامية وتدافع عن السلام والامن الذي تستحقه شعوب المنطقة والعالم». وفي نيويورك، يترأس اوباما اجتماعاً خاصاً لمجلس الامن الدولي يهدف الى اصدار قرار ملزم لوقف تدفق «المقاتلين الارهابيين الأجانب» كما يصفهم نص القرار الاميركي. ويشكل التصدي للمسلحين الاجانب أحد اوجه الكفاح «الشامل» (الامني والانساني والاحترازي والعقائدي) ضد تنظيم الدولة الاسلامية كما حددته واشنطن وحلفاؤها. ويثير هؤلاء المقاتلون القادمون من جميع انحاء العالم باعداد متزايدة للتدرب والقتال في مناطق النزاعات مخاوف كبرى في الغرب بسبب الخطر الذي يشكلونه لدى عودتهم الى دولهم. وبحسب ارقام المركز الدولي للدراسات حول التطرف الذي يتخذ مقرا له في لندن فإن حوالي 12 الف مقاتل اجنبي من 74 بلدا مختلفا التحقوا بالتنظيمات المتطرفة في العراق وسورية ما يشكل اكبر تعبئة اجنبية منذ حرب افغانستان في الثمانينات. والقرار الذي سيصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة الذي يجعله ملزما وينص على عقوبات في حال عدم الالتزام به، يطلب من الحكومات «منع والابلاغ بتجنيد وتنقل» افراد يحاولون الذهاب الى الخارج «بهدف التخطيط او المشاركة في أعمال ارهابية» أو لتلقي تدريب.