شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها للمرة الاولى ليل الاثنين الثلاثاء غارات على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سورية، مما يشكل مرحلة جديدة من الهجوم على المتطرفين الذين تتم محاربتهم في العراق ايضا. واعلن المتحدث باسم البنتاغون الاميرال جون كيربي مساء الاثنين «استطيع ان اؤكد ان الجيش الاميركي وقوات الدول الشريكة تقوم بعمل عسكري ضد ارهابيي الدولة الاسلامية في سورية بواسطة مقاتلات وقاذفات وصواريخ عابرة للقارات توماهوك». البنتاغون: الغارات استهدفت مجموعة تخطط لهجوم ضد الغربيين وقال كيربي ان الغارات الجوية التي شنتها طائرات اميركية قضت على مجموعة «خرسان» المؤلفة من مقاتلين من تنظيم القاعدة، في سورية والذي يشتبه انه كان يخطط لشن هجمات وشيكة على اهداف غربية. واضاف «نعتقد ان الاشخاص الذين كانوا يتآمرون ويخططون (...) قضي عليهم»، في اشارة الى مخطط لاستهداف مصالح اميركية. وأكد الاميرال جون كيربي أن الضربات الجوية هي «مجرد بداية» لجهود التحالف الرامية لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المتشددين وأضاف أن الضربات كانت «ناجحة جدا» وستتواصل. الائتلاف السوري: الضربات ستساعد في القتال ضد الأسد وقالت الولايات المتحدة في رسالة الى الأمم المتحدة أمس إن الضربات الجوية التي تقودها امريكا ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سورية نفذت لأن دمشق «اظهرت انها لا يمكنها ولن تتصدى لتلك الملاذات الآمنة». وفي رسالة الى الأمين العام بان جي مون قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور إن الضربات ضرورية للقضاء على تهديد الدولة الاسلامية للعراق والولايات المتحدة وحلفائهما. واضافت أن التحرك مبرر بموجب البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي يغطي الحقوق الفردية أو الجماعية للدول في الدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح. من ناحية اخرى اكدت الامارات والبحرين رسميا الثلاثاء انهما شاركتا في الضربات الجوية التي شنت بقيادة الولايات المتحدة ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، حسب ما افادت وكالتا الانباء الرسميتان في البلد. الى ذلك رحب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء بالضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، مؤكدا ان انقرة يمكن ان تقدم دعما عسكريا ولوجستيا للحملة العسكرية. وقال اردوغان للصحافيين الاتراك في نيويورك في تصريحات نقلها التلفزيون التركي «انني انظر اليها (الضربات الجوية) بشكل ايجابي. ومن الخطأ ان تتوقف. يجب ان تستمر خارطة الطريق هذه». وردا على سؤال حول المساهمة التركية في العمليات العسكرية، قال «سنتخذ اي خطوات ضرورية لمكافحة الارهاب». واضاف ان ذلك يشمل «جميع انواع الدعم بما فيها العسكري والسياسي، انها تشمل الدعم السياسي واللوجستي». واعلنت وزارة الخارجية السورية امس ان الولايات المتحدة ابلغتها بشن غارات جوية على تنظيم الدولة الاسلامية في اراضيها. واضافت الوزارة ان «الجانب الاميركي ابلغ مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة بانه سيتم توجيه ضربات لتنظيم الدولة الاسلامية الارهابي بالرقة (شمال)»، حسبما نقل عنها التلفزيون الرسمي. وصرح مسؤول في البنتاغون ان الغارات استهدفت خصوصا مواقع للتنظيم في معقله في الرقة الى جانب اهداف على الحدود بين سورية والعراق. واكد مسؤول آخر رفض الكشف عن هويته ان دولا عربية «شريكة» ساهمت في الغارات دون تحديد هويتها. وفي العراق، هاجم المتطرفون الاحد قاعدة للجيش العراقي بغرب بغداد حيث قتلوا اربعين جنديا واسروا سبعين آخرين وفق ما افاد ضابط عراقي الاثنين. وفي سورية المجاورة، تواصل تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا لليوم الثالث على التوالي. وسبب هذا النزوح تقدم مقاتلي تنظيم «الدولة اسلامية» الذين استولوا على نحو 64 قرية في منطقة عين العرب (كوباني بالكردية) منذ الاسبوع الماضي. وعلى وقع تقدم المتطرفين في شمال شرق سورية، دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة الاثنين من نيويورك المجتمع الدولي الى شن ضربات جوية «فورا». واكد البحرة في مؤتمر صحافي ان «ضرب عناصر الدولة الاسلامية في العراق فقط لن ينفع، اذا واصلوا تنفيذ العمليات والتجمع والتدريب في سورية». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان سوريين غير اكراد انضموا الى المقاتلين الاكراد للدفاع عن المدينة مقدرا عدد القتلى من الجانبين بنحو ستين. ورحب الائتلاف الوطني السوري المعارض المدعوم من الغرب بالضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سورية امس قائلا إنها ستساعد في معركته ضد الرئيس السوري بشار الأسد. واستهدفت الغارات الجوية والقصف الصاروخي مدينة الرقة بشرق سورية معقل تنظيم الدولة الإسلامية التي سيطرت على مساحات شاسعة في العراق وسورية واعلنت الخلافة الإسلامية في قلب الشرق الوسط. وقال منذر اقبيق المبعوث الخاص لرئيس الائتلاف إن هذه الضربات ستزيد من قوة المعارضة في حربها ضد الأسد وإن الحملة يجب أن تستمر لحين اجتثاث الدولة الإسلامية من الأراضي السورية. ووجدت المعارضة السورية المعتدلة نفسها في مواجهة مع الدولة الاسلامية والقوات الحكومية في آن واحد. وقال مسؤولون امريكيون ان الخطة تهدف لتمكينها من الحفاظ على مكاسبها على الارض. من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن عدد القتلى في الضربات الجوية الامريكية لمواقع جبهة النصرة في سورية امس ارتفع الى 120 قتيلا. وذكر المرصد ان غالبية القتلى في الضربات الجوية التي استهدفت جناح القاعدة في سورية في ادلب كانوا أجانب. في الاطار ذاته قال حلف شمال الأطلسي امس إنه لم يشارك في الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سورية. مصدر مسؤول:المملكة شاركت في العمليات العسكرية دعمًا للشعب السوري صرح مصدر مسؤول بأن القوات الجوية الملكية السعودية شاركت في عمليات عسكرية في سوريا ضد تنظيم "داعش" ولدعم المعارضة السورية المعتدلة ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب الذي يعتبر داء مميتا، ولدعم الشعب السوري الشقيق لاستعادة الأمن والوحدة والتطور لهذا البلد المنكوب. صاروخ كروز توماهوك انطلق من حاملة الطائرات يو اس اس جورج اتش دبليو بوش ضمن عمليات القصف (أ.ب)