أكد المهندس درويش أحمد حسنين الرئيس التنفيذى للشركة السعودية المصرية للتعمير أن الشركة هى جزء من علاقة خاصة جدا تربط بين الشعبين المصرى والسعودى وحكومتي البلدين الشقيقين، وأضاف المهندس درويش في حديث خاص ل»الرياض» أن الشركة السعودية المصرية سيكون لها دور أكبر في فتح استثمارات جديدة في مصر خلال الفترة المقبلة، ووصف العلاقات الاخوية بين المملكة ومصر بالراسخة والوطيدة وتتضح ملامحها فى العلاقة القوية التي تربط بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي وبين الحكومتين والشعبين المصري والسعودي، فالشعب المصري يحمل كل الحب والامتنان للسعودية ملكا وشعبا. *بداية نريد منكم إعطاء نبذة عن تأسيس الشركة، وأهم انجازاتها، وما تقدمه من مشروعات لخدمة التنمية العمرانية في مصر ؟ -الشركة السعودية المصرية للتعمير، انشئت عام 1975 م بغرض الاستثمار العقاري في مصر، وبرأس مال عند التأسيس قدره 50 مليون دولار امريكى، وهي مملوكة مناصفة بين الحكومتين المصرية والسعودية، وصدر بشأن تأسيسها القرارات اللازمة في كلتا الدولتين، ويدير الشركة مجلس إدارة مشترك بين الحكومتين السعودية والمصرية، ويرأس مجلس الإدارة الحالي محمد بن حمود المزيد مساعد وزير المالية السعودي، والذي قام بأدوار كثيرة وكبيرة للارتقاء باستثمارات الشركة، حيث كان له الفضل الكبير والفاعل في الزيادة الأخيرة لرأس مال الشركة، كما انه يقوم بالمتابعة شبه اليومية لأعمال الشركة للاطمئنان على خروج هذه الاستثمارات بالشكل المطلوب، وفي عام 2008 م تم زيادة رأس مال الشركة الى 75 مليون دولار امريكي ويعمل مجلس الإدارة من الجانبين السعودي والمصري بتعاون وتفاهم كامل في كل ما من شأنه صالح الشركة والدولتين الشقيقتين وقرارات المجلس المشترك تصدر بعد دراسات متأنية في كل ما فيه صالح الشركة والدولتين، وبجانب نشاط الاستثمار العقاري للشركة، اضيف فى عام 2008 م، مجال آخر وهو الاستثمار السياحي، وفي 25 يونيو الماضى تم زيادة رأس مال الشركة بمبلغ قدره 243 مليون دولار، ليصبح رأس المال بعد الزيادة بمبلغ 318 مليون دولار، والزيادة الأخيرة في رأس مال الشركة سوف يتم سدادها مناصفة بين الحكومتين السعودية والمصرية، وسوف تقوم الحكومة السعودية بسداد حصتها نقدا، وسوف تقوم الحكومة المصرية بسداد حصتها (عينية) في شكل أراض، تبلغ مساحتها 100 فدان تقع في مدن القاهرة الجديدة واسيوط الجديدة ودمياط الجديدة، وقد روعي فى استثمار هذه الحصة -وبحسب الدراسات-جدوى استثمار هذه الاراضي، ففي القاهرة الجديدة فالمساحة المخصصة ستكون لإنشاء عمارات سكنية من المستوى فوق المتوسط حيث إن منطقة القاهرة الجديدة في حاجة لمثل هذه الوحدات السكنية، وفي دمياط الجديدة سيتم تشييد مشروع سياحي على شاطىء البحر الابيض المتوسط، حيث اثبتت الدراسات حاجة المنطقة لمثل هذا المشروع، أما اسيوط الجديدة فسوف يتم إقامة مشروع عمارات سكنية من المستوى المتوسط وقد اثبتت الدراسات أيضاً حاجة المنطقة لهذا المشروع، وقد راعت الشركة في هذا الاتجاه تلبية الاحتياجات الحقيقية لكل منطقة وتوزيع استثمارتها بما يحقق الاحتياجات في هذه الاماكن، ويحقق الربح المطلوب من هذه الاستثمارات للشركة. وفى بداية عام 2013 م بدأت الشركة فى تنفيذ واحد من مشاريعها الكبرى، وهو مشروع سيكونايل تاورز باستثمارات قدرها حوالي 1.6 مليار جنيه مصرى، وهذا المشروع عبارة عن برجين على كورنيش النيل بمنطقة المعادى، بارتفاع 23 دورا لكل برج، وسيكون البرج الأول عبارة عن فندق خمس نجوم بطاقة 256 غرفة وجناح فندقي، وقد تم الاتفاق مع شركة هيلتون العالمية لادارته، والبرج الثاني عبارة عن شقق سكنية بعدد 190 شقة بمساحات مختلفة. وقد تم اسناد تنفيذ هذا المشروع لتحالف مصري إماراتي مكون من شركتي أرابتك الاماراتية وسياك المصرية، كما يقوم بإدارة هذا المشروع شركة هيل انترناشيونال العالمية، ويقوم بالاشراف عليه المكتب الاستشارى "ايهاف"، وقد قام بالتصميم المكتب الاستشاري المصري "سبيس" والشركة منذ انشائها عام 1975 م قامت بتنفيذ الكثير من المشروعات الناجحة في كافة انحاء مصر، والتى خاطبت بها الانماط المختلفة من راغبي الشراء في كافة انحاء مصر، وتميزت تعاملاتها دائما بالوفاء الكامل بما يتم الاتفاق عليه مع الالتزام الكامل بالقوانين المنظمة لأعمال البناء داخل مصر، كما تعد هذه الشركة مثالا ناجحا ومشرفا للعلاقة الوثيقة بين حكومتي المملكة ومصر. السعودية ومصر صماما الأمان للمنطقة العربية والإسلامية * هل تقوم الشركة السعودية المصرية للتعمير بتوجيه استثمارات أو تنفيذ مشروعات لها خارج مصر؟ -من مزايا هذه الشركة هي شكل من أشكال المشاركة بين الحكومتين المصرية والسعودية وغرضها للاستثمار العقارى داخل مصر فقط ولاتعمل فى أي مكان آخر خارج مصر، وذلك لغرض هام جدا وهو ان يخرج من هذه المشاركة منتج داخل مصر كشكل من أشكال المشاركة السعودية المصرية تحت مظلة زيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين داخل مصر فقط. الشركة جزء مهم من الاستثمارات السعودية المصرية المشتركة * قوة العلاقات الاقتصادية بين المملكة وشقيقتها مصر هو نتيجة لعلاقات أخوية راسخة تربط بين قيادتي وشعبي البلدين كيف ترى ذلك؟ -نعم من المؤشرات الايجابية والمطمئنة التى واكبت تقلد الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم فى مصر والزيارة الكريمة التى قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) ولقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي حملت معاني الدعم الكامل لمصر في هذه المرحلة، كما أعطت هذه الزيارة معنى لما يحمله رئيس وشعب مصر من حب وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. والقارىء لتاريخ المنطقة العربية والاسلامية سيجد ان استقرار وقوة هذه المنطقة ينبع بالدرجة الاولى من استقرار السعودية ومصر، فهما دعامتان اساسيتان لقوة العرب والعالم الاسلامي، بما تحمله كل دولة من مصادر قوة مكملة لما تحمله الدولة الاخرى. وانني اشعر فى هذه المرحلة من تاريخ بلادنا أنه توجد علاقة على أحسن المستويات وأفضل التقديرات تربط بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسى وبين الحكومتين والشعبين المصري والسعودي، والشعب المصري يحمل كل الحب والامتنان للسعودية ملكا وشعبا، وانه من دواعي سروري واعتزازي الكبيرين أن أكون رئيسا تنفيذيا للشركة السعودية المصرية للتعمير، المملوكة للحكومتين الشقيقتين، وادعو الله ان يعينني على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة التي اشعر انها كبيرة بحق لأنها جزء من علاقة خاصة جدا وهامة للغاية بين الشعبين والحكومتين. * ما هو الدور الذى يمكن ان تقوم به الشركة السعودية المصرية للتعمير خلال المرحلة القادمة فى ظل تبني الحكومة المصرية خطط وبرامج قوية لتشجيع الاستثمار؟ -الشركة سيكون لها دور أكبر في فتح استثمارات جديدة في مصر خلال الفترة المقبلة مشاركة منها وبشكل فاعل في التوجه العام للدولة المصرية فى الفترة الاخيرة، ورؤية رئيس الدولة ورئيس الحكومة من ضرورة فتح مجالات استثمار كبيرة داخل مصر كواحدة من أهم الطرق للتغلب على المصاعب الاقتصادية التى تمر بها مصر الآن، وهناك توجه كبير لمنح مزيد من التسهيلات للمستثمرين من مختلف البلدان، ولتحقيق ذلك وتحت عناوين واضحة وهي ان المستثمر لابد ان يستفيد من استثماراته داخل مصر وان الدولة المصرية لابد أيضاً وأن تستفيد من هذه الاستثمارات، والمعادلة الصحيحة طول الوقت هي أن أي عملية استثمارية لايتحقق لها النجاح إلا اذا استفاد كل أطرافها، ولن يستفيد أي طرف بمفرده والكل إما رابح والكل إما خاسر، واشعر أن الحكومة المصرية فى سبيلها لفتح مجالات استثمار كبرى، وقد ظهر ذلك فى الافق فى مصر خلال الفترة الاخيرة التخطيط لاطلاق العديد من المشروعات العملاقة التى طال انتظارها والتي تحمل كل البشريات بالخير لمصر، مثل مشروع قناة السويس الجديدة وتطوير محور قناة السويس ومشروع تطوير الساحل الشمالي الغربي لمصر، بجانب انشاء شبكات طرق جديدة بأطوال 3200 كيلو متر فى فترة قريبة، حيث ان الحديث عن أى استثمارات جديدة لابد ان يقابله شبكات طرق جديدة، وكما ظهر من فكر الحكومة المصرية فى الفترة الاخيرة عندما أعلن المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء عن تطوير الساحل الشمالي، سيتم الاخذ فى الاعتبار استخدام الطاقة البديلة، وتحلية مياه البحر وكل هذا فكر متطور ومطمئن لمستقبل الاستثمار في مصر. المشاريع العملاقة التي تم الإعلان عنها مؤخراً هي فاتحة خير لمصر وشعبها * ماهي رؤيتكم لمستقبل الاستثمار في السوق العقاري المصري؟ -السوق العقاري المصري سوق واعد وجاذب للاستثمار العقاري، ولكن الاستثمار العقاري تتغير نوعيته من فترة لاخرى، فالسوق العقاري المصري في الفترة القادمة يحتاج الى الاسكان للفئات المتوسطة وفوق المتوسطة، والاسكان الفاخر سيكون الاقبال عليه أقل في المرحلة القادمة، ومصر واحدة من افضل دول العالم التي حباها الله بامكانيات عظيمة والمطلوب فقط هو استغلال هذه الامكانيات بشكل جيد. * ما هى رؤيتكم لمستقبل الاستثمار في مصر خلال الفترة المقبلة؟ -المرحلة المقبلة في مصر سوف تشهد قرارات حكومية مهمة تقدم دعما للاستثمار وتذليل العقبات أمام المستثمرين لاداء استثماراتهم على ارض مصر، والرئيس عبدالفتاح السيسي يدرك تماما مدى أهمية الاستثمار فى تحسين الوضع الاقتصادي لمصر، والرئيس السيسي لديه رؤية ثاقبة لذلك ويعمل عليها منذ اليوم الاول لتوليه المسؤولية. م.درويش متحدثا ل»الرياض» م.درويش أحمد حسنين