الصورة التي تعيدك إلى الماضي بحثاً عن تفاصيله، وآماله، وآلامه، وسحنات وجوه حاضريه، ومودعيه؛ حتماً تقطع بك مسافة طويلة ليس في الزمن أو العمر ولكن أيضاً مع خيال الفكر الذي يجعلك تبحث عن أي شيئ يعيدك إليه، حتى لو كانت الذكريات لا تشتهي أن تتذكر، وإنما تريد أن تبقى بأي ثمن زاهية بروحانية ذلك الزمن الجميل. الماضي الذي ترك لنا أرثاً صعباً لقساوة البدايات، والحياة، والأزمات.. جوعاً وفقراً وخوفاً.. ترك لنا أيضاً مساحة نروي من خلالها كيف كانت هي البدايات، وكيف نحن اليوم؟، ليس فقط للتعبير عن مشهد التحضّر، وإنما في تجاوز ظروف الانعزال فكراً وسلوكاً والبحث عن شركاء نصل بهم ويصلون بنا إلى مستوى متقدم من التنمية وفي أسرع وقت، وهو فعلاً ما تحقق مع تأسيس شركة الزيت العربية (أرامكو) حين أخذت مجتمعها إلى عالم آخر من الاكتشافات النفطية المذهلة ونقلت الجميع إلى المكان اللائق بهم. لقد التزمت "ارامكو السعودية" بدعم النمو الاقتصادي والتنمية في المملكة، حيث تستفيد الشركة بشكل استراتيجي من أعمالها الأساسية بطريقة لا تؤدي فقط إلى تحقيق النجاح الاقتصادي، بل وتحقيق النفع للمملكة ككل، وقد بدأ هذا نهج بعقلية طويلة الأجل تسمح لها بتقييم عناصر الأعمال المباشرة والنظر في المسائل المادية الأخرى، كتنويع الأعمال وتنمية مختلف مناطق المملكة، وتطوير الأيدي العاملة السعودية بشكل مستمر، وتعد هذه المسائل وغيرها من القضايا الهامة على المدى البعيد، حتى استطاعت بجهودها الوطنية المشاركة في رسم ملامح التنمية ومستقبل الوطن، عبر جهود تنوعت بعيداً عن الذهب الأسود ما بين الصحة والتعليم، مروراً بالتوعية ومشاركة أفراد المجتمع في الكثير من البرامج التثقيفية، كما ساهمت في بناء جيل من الشباب تولوا زمام قيادة دفة التنمية، حيث وصلت نسبة السعودة فيها إلى (100%) باستقطاب الشباب منذ تأسيسها، وتدريبهم، وتأهيلهم لمناصب قيادية عليا. ولم يقتصر دور الشركة الوطنية العريقة الريادي فقط في صناعة النفط والتنقيب عنه، بل وصل إلى المشاركة المجتمعية، حيث سعت إلى تعزيز قدرات الشباب وإعدادهم بما يتيح لهم العمل والمساعدة في بناء اقتصاد أكثر تنوعًا بالمملكة، مدركين أنّ الاستثمار في شباب الوطن سيوجد ثقافة الابتكار، والتفكير النقدي القادر على التصدي لتحديات المستقبل، وكذلك المشاركة الحقيقية في بناء الوطن عبر مشروعات ضخمة وعملاقة، نالت شرف بنائها، كان آخرها مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة "الجوهرة".. والقيادة الحكمية منذ عهد الملك عبدالعزيز –رحمه الله– قد أولت اهتماماً لهذا العملاق وما له من دور في تنمية ورخاء الوطن. الملك فيصل في زيارة للسفانية، في مارس 1963م الملك خالد يزور معمل سوائل الغاز الطبيعي في البري عام 1977م عمال سعوديون يشدون وصلات سكك حديد قطار الدمامالرياض في العام 1950م سعوديان يضبطان جهاز المسح الجيولوجي في الصحراء ضمن فرق التنقيب عن النفط في شركة أرامكو في الأربعينيات خميس بن رمثان الموهوب في معرفة دروب الصحارى استعانت به البعثات الجيولوجية في المملكة في بداية سنوات استكشاف النفط موظفون سعوديون ضمن برامج التطوير المهني للعمل في مجال النفط برامج الطب الوقائي في الأربعينيات والخمسينيات التي ساهمت بها شركة أرامكو للحد من انتشار الأمراض والأوبئة سوق وسط الخبر في نهاية الستينيات الميلادية مواطن يشارك أحد خبراء أرامكو في رحلة اكتشاف النفط