في خطوة وغير متوقعة وبعد مواجهات هي الاعنف منذ اندلاع القتال في صنعاء، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر مساء امس التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الراهنة في البلاد بناءً على مخرجات الحوار الوطني. وقال بنعمر في موجز صحفي مقتضب عقده بصنعاء ليل السبت أنه بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية، بما فيها الحوثيون، تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وأضاف "أن التحضير جار لترتيبات التوقيع، مشيراً إلى أن الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسّخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد". ولفت بنعمر أن اليمنيين عانوا طويلاً من العنف والاقتتال، مبدياً أسفه لاستمرار إراقة الدماء، خصوصاً بعد التوافق على مخرجات تاريخية في مؤتمر الحوار الوطني. وأكد بنعمر أن الوقت حان الآن لتجاوز المصالح الضيقة، وتغليب المصلحة العليا، والعمل بمسؤولية على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبناء الدولة الجديدة التي توافق عليها اليمنيون. ويأتي اعلان بنعمر بعد ان شهدت صنعاء واحدة من اشد الاشتباكات سقط فيها عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، وبعد وقت قصير من سيطرة الحوثيين على مبنى التلفزيون وتوقف البث لبعض الوقت ثم معاودته. كما جاء بعد ان قررت اللجنة الأمنية العليا حظر التجوال من الساعة ال9 مساء وحتى الساعة ال6 صباحاً في العاصمة صنعاء ابتدءاً من مساء السبت وحتى إشعار آخر في عدد من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية وأمنية بأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، وهي حي شملان، مذبح، وذهبان، وقريه ضلاع. وجرح عدد من العاملين في التلفزيون اليمني بعد تصاعد قصف الحوثيين للمبنى الذي تصاعدت فيه النيران والدخان في احد المباني بحي الجراف شمال العاصمة صنعاء مساء السبت. وناشد موظفو التلفزيون اليمني وزير الدفاع بإرسال تعزيزات عسكرية وإنقاذ الجرحى الذين سقطوا في الهجوم، والذين قالوا ان مسلحي جماعة الحوثي منعوا سيارات الاسعاف من الدخول الى المبنى، بعد ان نشر المسلحون الحوثيون نقاط تفتيش على الطريق المؤدي الى المبنى. وكانت حدة الاشتباكات العنيفة بين الجيش وجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء احتدمت امس السبت، وسط توسع لدائرة المواجهات. وسمع إطلاق الأعيرة النارية وقذائف المدفعية والهاون في شارع الثلاثين بالعاصمة، ووقعت انفجارات داخل مقر الفرقة الاولى مدرع سابقاً وفي جامعة الايمان والمناطق المجاورة. كما جرت اشتباكات في حي النهضة وشملان وشارع الثلاثين وفي مذبح وتوسعت الى حي السنينة بالقرب من منزل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في شارع الستين. وقصف الحوثيون منزل اللواء علي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع سابقا ومستشار الرئيس هادي حاليا والذي عاد الى مقر الفرقة ليقود المواجهات ضد الحوثيين.