أعلنت السلطات اليمنية، قبل قليل، حظر التجول في العاصمة صنعاء إثر تصاعد الاشتباكات والمواجهات العسكرية بين قوات الجيش ولجان المقاومة المشكلة حديثا للدفاع عن صنعاء من جهة وبين المسلحين الحوثيين في مداخل العاصمة . وقد نفذت عدة هجمات على معسكرات الجيش في بيني حشيش والصمع فيما تم قصف مبنى التلفزيون الحكومي في الجراف ما أدى إلى اشتعال النيران في أحد أجنحة المبنى وتوقف قبل قليل بث كافة القنوات التلفزيونية الحكومية الثلاث( اليمن، والإيمان، وسبأ) وسط أنباء عن اقتحام مجاميع حوثية مسلحة مقر محطات القنوات التلفزيونية. وقال شهود عيان من سكان الأحياء المجاورة لمبنى التلفزيون ل"عين اليوم"، إن قوات الحماية الخاصة بمبنى التلفزيون انسحبت من التلفزيون تاركة المبنى للمسلحين الحوثيين الذين قاموا باقتحامه على الفور وتوقف قنوات البث الثلاث لتعاود قناة اليمن الفضائية بعد نصف ساعة بثها بدون شعار القناة. إلا أن مصدراً حكومياً نفى، في تصريح مقتضب نشرته وكالة الأنباء اليمنية الحكومية (سبأ)، سيطرة الحوثيين على مبنى التلفزيون اليمني. وفيما قام العاملون والموظفون المحاصرون بداخل المبنى بإطلاق نداء استغاثة سقطت قذيفة مجهولة المصدر بشارع حي الشيراتون الذي يقع فيه فندق الشيراتون( مقر إقامة قوات المارينز الأمريكية) القريب من مقر السفارة الأمريكية شرق العاصمة. وفي حين فشل المسلحون الحوثيون فى اقتحام منزل اللواء علي محسن الأحمر والسيطرة على تبة مذبح المطلة على منزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وعلى المواقع العسكرية والمؤسسات الحكومية الواقعة في شمال وغرب العاصمة صنعاء كلها. وقد اشتدت حدة المعارك مع عودة اللواء على محسن الأحمر، إلى مقر إدارة المنطقة العسكرية السادسة- مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً- لإدارة المعارك ضد الحوثيين، وتعين اللواء ثابت قاسم جواس، قائدا جديدا للمنطقة العسكرية السادسة، خلفا للقائد السابق القيادي في حزب صالح اللواء محمد الحاوري، الذي أعلن انضمامه أمس الأول إلى جماعة الحوثيين عقب سحبه لقوات الجيش من النقاط العسكرية الموجودة في شمال غرب صنعاء والسماح للمسلحين الحوثيين بالتقدم والوصول إلى شارع الستين الشمالي والغربي جوار منزل الرئيس هادي دون مقاومة. وأمام بطء المساعي التي يبذلها المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر للوصول إلى حل سلمي، تسارعت الأحداث وتصاعدت المواجهات العسكرية منذ مساء أمس السبت الأمر الذي بدد بصيص الأمل لدى سكان العاصمة صنعاء بنجاح مساعي الحلول السياسية وإمكانية نجاح المبعوث الأممي في إقناع أطراف العملية السياسية في اليمن بالتوقيع على مسودة اتفاق إنهاء الأزمة التي أعلن عنها أمس. وحسب مراقبون فإن جماعة الحوثي صعدت من المواجهات لتحقيق أهدافها والسيطرة على ما تعتبرها أهداف استراتيجية على الأرض قبل حلول موعد توقيع الاتفاق المزعوم، كالسيطرة على جامعة الإيمان ومقر الفرقة والتلفزيون ومنازل قيادات في حزب الإصلاح ومنزل الزعيم القبلي الشيخ الأحمر واللواء الأحمر ونسفها. وأكد مصدر عسكري في وزارة الدفاع اليمنية ل"عين اليوم"، أن قوات الجيش دخلت اليوم السبت لأول مرة المعركة مع مليشيات الحوثيين موجهة لها ضربات موجعة في كافة الجبهات.