قناعة محمد العلي مع ثُلة من النجوم.. نتاجها مسرح عملاق كانت تبشر بنهضة مسرحية رائدة كما قال عنها معالي وزير العمل آنذاك ابراهيم العنقري. تبلورت فكرة "ثلاثة النكَّد - 1401ه" ان ثلاثة اشخاص مشتركون في عمل تجاري, يعمل تحت ادارتهم عمال"صبيان", هؤلاء الثلاثة لديهم الرغبة في جمع المال بشكل لا إرادي إن كان بالطرق المشروعة او غيرها, هو ما اعمى بصيرتهم عن الاهداف النبيلة في الحياة, على عكس عمالهم "دحيم/ محمد العلي" و"رشيد/ علي ابراهيم" اللذين يسعيان لكسب لقمة العيش بعرق جبينهما, ولأنهما ينتقدان اصحاب المحل بشكل مستمر, لذا يطلقان عليهم "ثلاثة النكَّد". يستثمر مجموعة من الممثلين الراحلين والباقين منهم امكاناتهم لتقديم عمل يُخلد في التاريخ, كانت فكرة الرائد محمد العلي "غفر الله له" أن يقدم نفسه وثلة معه مسرحاً عملاقاً منافساً لدول الجوار كالكويت التي بزغت قبل ذلك مع الراحل زكي طليمات وفي مصر توفيق الحكيم ونجيب الريحاني وسوريا مع دريد لحام ونهاد قلعي. جزء من السبب هو ذلك المذهل محمد العلي كان يتصدر كل شيء في المسرح السعودي. شهدت الثمانينيات من القرن الماضي ثورة مسرحية هائلة في السعودية وشكلت بزوغ عدد كبير من الممثلين كالفنان عبدالله السدحان ومحمد الكنهل وصالح الزير, كانت فرصة مواتية أن يستمر المسرح بهذا النمو والسيطرة على جذب الجمهور قبل أن ينقلب الحال ويتغير الفكر إلى ايديولوجية ونقاش "بيزنطي" رافضاً لمبدأ الفنون.!. تحول ذكريات الصراح بين الخير والشر "ثلاثة النكَّد" في لحظات بروز بعض الفنانين, كان الجمهور ينشَّد حول أي عمل مسرحي هادف يمتاز بالقيمة الفنية التي يرتكز عليها. في داخل الصراع الاجتماعي الذي يتبلور في أعماق المسرحية, سمع أحد الثلاثة أن "ابو دحيم" أن احد تجار جدة قد توفاه الله ولا وريث بعده, من هناك بدأ التطور الدرامي في "ثلاثة النكَّد" اتفقوا ان تتم زيادة مرتب دحيم العامل لديهم وتقديم نسبة "10%" من الارباح بعد موافقته على شروطهم, منها ألا يترك العمل لديهم الا بعد حول كامل, لم يعلم أنه الوريث الذي يأخذ سبعة ملايين ريال. هي الصدمة على المسرح, التي توحي بان صناعة العمل المسرحي تتم في لملمة الفكرة وكتابتها بشكل مثير للدهشة والمشاهد على المسرح. كانت المطالبات في إيجاد مسارح مختلفة عن ماهو موجود حينها في مسرح "قاعة المحاضرات - المربع" ذاك الأسطوري الذي إنهد عاليه على الساس وشهد أعظم المسرحيات في التاريخ الحديث, لم يتسع حينها لتلك الجماهير المتدفقة, على عكس ما يلاحظ حالياً من تناثر المسارح وقلة الفكرة في صناعة مسرح يضاهي ذاك الزمن. يقول الدكتور علي النجعي وكيل وزارة الثقافة والإعلام السابق: أن المسرحية مأخوذة من عمل عالمي, خطوة جيدة أن نرسم معالم المحلية ونبرز قوتنا في الفنان السعودي على المسرح, "ثلاثة النكَّد" خلقت في نفسي ثقة تامة بالممثلين السعوديين على خشبة المسرح واعطتني قناعة تامة بأهلية الفنان ان يقدم الشيء الكثير للوطن. هي تلك اللغة العالمية وتحويلها إلى لغة مبتكرة محلية, كانوا يأملون ان يتواصل هذا الإبهار والثراء في مسرحية "ثلاثة النكَّد" ويستمر إلى وقتنا الحاضر, لكن شيئاً من هذا لم يحدث, لكل شيء نهاية فقد توارت تلك العظمة وأفل النجوم بعد سنين قريبة من "ثلاثة النجوم". هكذا كانوا مجموعة "ثلاثة النكَّد" التي عرضت في العام "1401ه" بطولة محمد العلي - رحمه الله - وعبدالعزيز الهزاع وعبدالله السدحان وعلي ابراهيم ومحمد المنصور وعبدالرحمن الخريجي وصالح الزير - رحمه الله- ومحمد الكنهل وآخرون من اخراج سمعان العاني. جاءت تلك المسرحية في وقت كان للفنون ثورة وعلو شأن.!