تعد التقنية بما فيها من أجهزة وتطبيقات عاملاً مساعداً بل ومهم لمساعدة الطلاب على أداء واجباتهم المدرسية، أو المذاكرة واستعراض الموسوعات العلمية أو القواميس التي تجد ثقة عالية لدى أولياء الأمور قبل الطلاب من أجل أداء المهام المدرسية، ولكن هذا الأمر قد يعرض الأبناء للعديد من المخاطر التي يغفل عنها أولياء الأمور، فهم في الغالب لا يدققون على ماذا يفعل الأبناء على الإنترنت عندما يكون الأمر متعلقاً في الدراسة. ومؤخراً أشار تقرير حديث لشركة كاسبرسكي الروسية المتخصصة في أمن المعلومات ومكافحة الفيروسات إلى أن الطلاب قد يجدون محتوى غير مرغوب به (محتوى اباحي، انحراف عقائدي، تعاطي الممنوعات، الحث على الانتحار) يتوفر بدون أن يتكبد الطلاب أي عناء في البحث عنه، وهذا الأمر من شأنه أن يؤثر على تفكير الأبناء أو الاخلال بشخصياتهم، مما يحتم على الآباء ضرورة الاهتمام بالأبناء عند الاستذكار من خلال الإنترنت والتواجد معهم لضبط العملية التربوية. ومن أهم الطرق التي تساعد على الحفاظ على الأطفال من الأخطار الموجودة في الإنترنت هي التقليل من وقت استخدامها، وهذا سينعكس بالشكل الأيجابي لهم، وتوفير نشاط بديل يعوض الوقت الذي استقطع من الإنترنت مثل الأنشطة الرياضية، فغالب الدراسات تشير إلى أن الأطفال يقضون أكثر من الوقت المخصص لهم في تصفح الإنترنت، وربما استقطعوا من الوقت الذي تخصصه الأسر للبحث عن المعلومات التعليمية من خلال الإنترنت في الدردشة أو تصفح شبكة فيسبوك الاجتماعية. وألمح التقرير إلى ضرورة أن تكون ضوابط استخدام الإنترنت للأطفال صارمة جداً، حتى ولو كان الاستخدام للمذاكرة، فمن المهم جداً ضبط الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت، ولكن لابد من التحدث إلى الأبناء من منطلق أبوي عن هذه الأمور قبل فرض الضوابط، مع ضرورة توضيح الهدف لهم، وتبيان أن تحديد الفترات الزمنية لاستخدام الإنترنت ما هو إلا محاولة لمساعدتهم وليس عقاباً لهم، وهذا من شأنه أن يحافظ على العلاقة الأبوية بين الأطفال ووالديهم، ويساهم في تعزيز مبدأ الثقة بينهم. ويرى الخبراء في كاسبرسكي بضرورة أن يتحكم أولياء الأمور بمحتوى الإنترنت، من خلال استخدام تطبيقات معينة تساعد على ذلك، وقبل ذلك وضع قواعد وأطر عامة للمحتوى الذي يمكن للأطفال تصفحه من خلال الإنترنت، وتوضيح الأسباب الحقيقية التي دعت إلى فرض هذا الإجراء على الأبناء من أجل زيادة عامل الثقة، مع ضرورة أن تتغير هذه الضوابط مع تغير العمر. وتعتبر مواقع تبادل البيانات الشخصية على الإنترنت من أهم وأبرز المواقع التي يجب حجبها عن الأطفال، مع ضرورة تصنيف الألعاب في الإنترنت إلى فئات قياساً على مضمونها، ومن ثم تحديد العمل المناسب لكل فئة، وبعد ذلك مشاركة هذا الأمر مع الأطفال. ويشير التقدير إلى ضرورة أن يقدم الآباء معلومات لأبنائهم حول كيفية حماية أنفسهم من تهديدات الإنترنت، مع توضيح دقيق لقواعد استخدام الإنترنت والسلوك الذي ينبغي على الأبناء اتباعه عند الستخدام الإنترنت، بالإضافة إلى تكريس مفهوم النقاش في هذه المواضيع لكي تزيد ثقة الأبناء بالآباء ولا يشعر الأبناء أنهم في محل شبهه أو مراقبة من آبائهم. كما يجب على الآباء توعية أبنائهم تجاه المعلومات الشخصية والخاصة مثل أرقام الهواتف وعنوان المنزل وأرقام البطاقات البنكية والصور، وعدم ارسالها إلى الغرباء من خلال الإنترنت، بالإضافة إلى عدم قبول الصداقات من الغرباء وعدم الدخول في مكالمات فيديوية بدون اشعار الآباء بذلك، مع الحرص على عدم نشر هذه المعلومات على صفحات مواقع الشبكات الاجتماعية، والتوضيح لهم بأن نشر مثل هذه المعلومات من شأن أن يجلب الكثير من المشاكل على كافة أفراد الأسرة. ويشير تقرير كاسبرسكي إلى ضرورة عد الثقة في رسائل البريد الإلكتروني التي تتضمن عروضاً ترويجية أو تقديم بضائع مجانية أو خصومات أو زيادة الشهرة، وحذف تلك الرسائل وعدم الضغط على الروابط التي توجد داخل هذه الرسائل لأنها في الغالب تحتوي على مواقع خبيثة أو فيروسات قد تسبب الخلل في أجهزة الأبناء، مع ضرورة توعية الأبناء بذلك لكي لا يكونوا ضحية لمجرمي الإنترنت. ويلمح التقرير إلى ضرورة أن يساهم الطفل في المبادرة إلى ابلاغ والديه عند وقوع أي من تلك المشاكل أو التهديدات، أو وصول رسائل لا تشعر الطفل بالارتياح، أو تلقيه ازعاج من بعض الأفراد على الإنترنت، ومساهمة الطفل بالإبلاغ عن هذه الحوادث لا تأتي إلا بعد زيادة وعي الطفل وزيادة ثقته بنفسه بوالديه، وهذا يحتاج عملاً كبيراً من قبل أولياء الأمور لكي تعالج هذه الأمور بشكل مبكر. ويشير التقرير إلى أن الإنترنت موجودة في كل الأجهزة مثل التلفاز والألعاب الإلكترونية، والهواتف النقالة الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة والمكتبية، وإلغاء الإنترنت من جهاز لا يعني إلغائه من جميع الأجهزة، لذا على الآباء الإنتباه إلى ذلك، وفي حالة كانت لدى الطفل لهفة في البحث عن أي أجهزة متصلة بالإنترنت، فمن المهم أن يبحث الآباء عن الدوافع الموجودة لدى الطفل لاستخدام الإنترنت بدلاً من اللعب أو لقاء الأصدقاء.