تخلت أبل عن قناعاتها كثيراً بعد رحيل مؤسسها ستيف جوبز، ففي وقت سابق وبعد رحيل ستيف أطلقت أبل الآيباد ميني بالرغم من أن رئيسها التنفيذي السابق كان يرفض تصغير حجم الآيباد، وأول أمس كشفت أبل عن منتجاتها الجديدة والتي تخلف فيها ما نهجت عليه بإطلاق نسخ أكبر حجماً من الآيفون، حيث أعلن عن الآيفون 6 بحجم 4.7، والآيفون 6 بلس بحجم شاشة 5.5، بالإضافة إلى اصدار جديد من نظام التشغيل IOS وساعة ذكية ونظام للدفع الإلكتروني. ويبدو أن أبل عبر سلسلة الخدمات هذه باتت تتحكم بالكثير من حياتنا، إذ تتكامل أجهزتها معاً سواءً هاتفاً ذكياً أو ساعة أو تلفازاً أبل أو أجهزة كبيوتر، لتصبح معلومات المستخدمين لهذه الأجهزة والأنظمة المختلفة مثل نظام الدفع الإلكتروني متاحة لدى أبل لكي تستفيد منها، مع تأكيد أبل من خلال مؤتمرها أنها لا تحتفظ بالمعلومات على أجهزتها ولا حتى تفاصيل الأماكن التي يشتري منها المستفيد. ومع أن المنتجات التي كشفت عنها أبل في مؤتمرها الذي أقيم في التاسع من سبتمبر من عام 2014 إلا أن انقطاعات البث المباشر للحفل أزعجت كثيراً المهتمين بمنتجاتها، فلم يمر الخلل الفني الذي صاحب بدايات النقل المباشر مرور الكرام على الملايين من المتابعين للنقل، بالرغم من جمال المنتجات التي أطلقتها أبل. ويتميز الهاتفان الجديدان من أبل آيفون 6 و6 بلس يشاشة جدية من نوع (Retina HD) غير قابلة للخدش حيث أنها مصنوعة من الزجاج المقوى، وبالإضافة إلى جودتها العالية وجودة الصورة ووضوح الألوان والنقاء تقدم شاشة الآيفون 6 كمية أكبر من البكسلات تقدر بنحو 38%، بينما تزيد الكمية في الآيفون 6 بلس إلى 185%، وتبلغ سماكة الجهازين 6.8 ميليمترات و 7.1 مليمترات على التوالي. وأتاحت أبل في آيفونها 6 بلس خاصية انقسام التطبيقات إلى قسمين في حالة استخدام الهاتف بالوضع الأفقي كما في أجهزتها اللوحية، وهذا يتيح مساحة أكبر وتصفح أفضل، بالإضافة إلى ميزة الوصول التي تساعد على استخدام الهاتف بيد واحدة، فكبر حجم الآيفون 6 بلس يحتم على أبل تفعيل مثل هذه الأداة لتعزيز تجربة المستخدم، ولكن هذا الأمر يحتم على مطوري التطبيقات لمتجر أبل أن يعيدوا برمجة تطبيقاتهم لتتناسب مع هذا العمل الجديد. وأشارت أبل في مؤتمرها إلى أن المعالج في الجهازين هو A8 وهي أصغر بنسبة 13% من المعالج السابق، أما سرعة المعالج في أقوى بنسبة 25% من المعالج السابق، بينما يعتبر المعالج الجديد أسرع في الرسوميات بنسبة 50% من الجيل السابق، ومع ذلك قدمت أبل الكثير من الوعود بأن هواتفها الجديدة ستعمل بدون أن ترتفع حرارتها، أما البطارية فهي أقوى في الآيفون 6 بلس بينما لم تتغير كثيراً في الآيفون 6، مع دعم لما عدده 20 تردد إل تي إي.. أما الكميرا في الجهازين فهي متشابهة حيث تبلغ دقتها 8 ميغابيكسل، مع حساس للتركيز التلقائي بشكل أسرع، بالإضافة إلى مانع للاهتزاز، وستكون الكاميرا الأمامية مزودة بحساس يستقطب الضوء بنسبة 81%، وتسمح بالتقاط صور السلفي، وقالت أبل إن الهواتف ستصل إلى 115 دولة قبل نهاية العام الحالي. وكشفت أبل خلال المؤتمر عن الإصدار الثامن من نظام التشغيل لهواتفها IOS والذي سيطلق في السابع عشر من سبتمبر الحالي، والذي يحتوي على مجموعة كبيرة من التحسينات والإضافات التي تزيد من أداء الجهاز، بالإضافة إلى أدوات جديدة تساعد على إدارة المنزل وأجهزة الصحة بسهولة وبأمان عالٍ. وتساعد التحديثات الجديدة على الحصول على تنبيهات بشكل أفضل ومشاركة الصور والفيديو وتخزينها، حيث هناك ميزة جديدة تسمح بمزامنة الصور على جميع الأجهزة في الوقت ذاته، مع إمكانية مساركة الملاحظات الصوتية من خلال الرسائل وبكل سهولة، بالإضافة إلى تطبيق جديد لمتابعة الحالة الصحية أولاً بأول عن طريق الحساسات التي تعمل على المؤشرات الحيوية على أجهزة أبل المختلفة، وأيضاً ميزة أخرى للكتابة السريعة، وسيكون التحديث متاحاً للأجهزة من الآيباد 2 وأعلى والآيفون 4 اس وأعلى، والجيل الخامس من الآيبود. وكشفت أبل عن ساعتها الذكية (Apple Watch) أيضاً التي سيتم توفيرها في الأسواق مطلع العام 2015، بعد أن أضنى محبو أبل طول الانتظار، وأكد رئيس الشركة التنفيذي أن ساعة أبل ستكون أكثر قرباً للمستخدم، وتعتبر الساعة بمثابة جهاز متكامل يعتني بالصحة واللياقة والاتصال والتواصل. وكانت واجهة الاستخدام لساعة أبل منفذة باحكام كما ظهرت في الاستعراض الذي قدمته أبل خلال المؤتمر حول الساعة، إذ كانت شاشة الساعة قابلة للمس المتعدد بالإضافة إلى الزر الرقمي الموجود بجانب الساعة والذي يتيح العديد من المهام والخصائص، من أهمها الانتقال إلى القائمة الرئيسية والتنقل بين قوائم التطبيقات المختلفة، بالإضافة إلى عمليتي التكبير والتصغير التي تؤديها الساعة باحترافية كاملة. وتحتوي ساعة أبل على أربع حساسات مصنوعة من السيراميك موجودة خلف الساعة لجمع المؤشرات الحيوية من جسم مرتاديها وتغذية التطبيقات الخاصة بالصحة واللياقة بهذه البيانات، سواءً كانت هذه التطبيقات في الهواتف الذكية أو في الساعة ذاتها، والساعة مصنوعة من زجاج الياقوت المقاوم للصدمات. بالإضافة إلى ذلك تدعم ساعة أبل الذكية المساعد الشخصي "سيري" والمتوفر في هاتف الآيفون، بالإضافة إلى إتاحتها لخاصية التواصل بين المستخدمين من خلال الرسم على الشاشة، أو عبر الايقونات التعبيرية، وتتيح الساعة عدد جيد من التنبيهات، إذ يحصل مستخدمها على تنبيهات خاصة بالرسائل الجديدة الواردة للهاتف سواءً من اتصالات أو رسائل أو تواصل من خلال الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك، بالإضافة إلى خاصية الاستماع للموسيقى، وإضافة المواعيد. وتتكامل ساعة أبل الذكية مع عمليات الملاحة والدفع الإلكتروني، وأيضاً تزويد المستخدم برد مناسب وسريع لبعض الرسائل حيث تقوم الساعة بتحليل محتوى الرسائل الواردة، وستعمل الساعة مع هواتف الآيفون 5 وأعلى. أما نظام الدفع الإلكتروني والذي كشفت عنه أبل فهو يتيح إمكانية الدفع عن طريق الهاتف الذكي أو من خلال ساعتها الذكية بدون الحاجة لحمل البطاقات الاتمانية التقليدية، وهي تعتمد على خصائص NFC الموجودة في الهواتف من الآيفون 6 وأعلى، وكل ذلك بطريقة آمنة من خلال استخدام تطبيق أبل باسبوك، إذ لا يعرف التاجر رقم البطاقة الاتمانية وإنما يتم توليد رقم خاص وآمن مع كل عملية دفع، وبالإمكان تعطيل جميع خدمات الدفع عن بعد في حالة ضياع الجهاز المربوط بالخدمة من خلال خدمات أبل لإيجاد الهاتف عن بعد. وتتيح خدمة أبل للدفع الإلكتروني درجة عالية من الخصوصية، إذ لا يخزن في الجهاز أو لدى أبل أي معلومات عن البضائع المشتراة أو مكان الشراء، وقد تعاونت أبل لإنجاح هذا النظام مع كل من فيزا وماستركارد وأمريكان اكسبريس لكي لا يتمكن التاجر من الاطلاع على رقم البطاقة الاتمانية ومعلوماتها وغير ذلك من الخصائص، وألمحت أبل في مؤتمرها إلى أن الخدمة ستبدأ العمل من أكتوبر القادم في الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط.