سبتمبر هذا العام يشهد الكثير من التنافس بين الشركات في سوقين مهمين السوق الأول سوق الهواتف الذكية، والسوق الثاني سوق الساعات الذكية، وهذه المنافسة ألقت بظلالها على مؤتمرات الشركات السنوية، فهذه سامسونغ كشفت عن العديد من المفاجآت في مؤتمرها مطلع هذا الشهر، تلتها سوني ومن ثم أبل. زيادة حدة التنافس بالتأكيد يصب في مصلحة المستهلك النهائي بالدرجة الأولى، فهو يساهم في تخفيض الأسعار وزيادة المواصفات التي تساعد المستهلك النهائي على إتمام الأعمال التي يريدها من هذه الأجهزة بكل يسر وسهولة، أيضاً تحاول الشركات فتح مجالات جديدة وأسواق جديدة لمبيعاتها وتقليل منافسة الشركات الصينية لها والتي تتجه إلى السيطرة على أسواق الإلكترونيات منخفضة التكاليف، وذلك من خلال تقديم هواتف بأسعار في متناول الجميع وبمواصفات محدودة تساهم في زيادة سقف مبيعات الشركات. سامسونغ الكورية نجحت في تقديم عدد من الهواتف الذكية منخفضة التكاليف، ولكن كان مؤتمر أبل مخيباً للآمال من هذه الناحية حيث إن هاتفها آيفون سي الذي تطرحه لأول مرة لم يصل إلى السعر الذي يساعد على تحقيق مبيعات جيدة، فاستهداف أسواق الصين والهند يستلزم طرح هاتف بأقل من 300 دولار، بينما أعلن أن هاتف أبل منخفض التكاليف يزيد سعره عن 500 دولار وهذا السعر لن يكون جذاباً لهذه الأسواق. ساعة سامسونغ الذكية مؤتمر سامسونغ مؤتمر سامسونغ الذي كان الأول في موعد الانعقاد هذا الشهر وكان في العاصمة الألمانية برلين تضمن الكثير من المفاجآت التي تحول الحياة لتكون تقنية بالكامل، حيث كان من ضمن المفاجآت إطلاق ساعة رقمية جديدة في محاولة من سامسونغ للدخول المبكر في هذا السوق. وكان أول ما كشفت عن سامسونغ خلال المؤتمر هو هاتفها اللوحي الجديد سامسونغ جالكسي نوت 3، بتصميم جديد أنحف من الإصدارات السابقة من الجهاز، وشاشة أكبر يبلغ قياسها 5.7 بوصة مزودة بتقنية Full HD، وسيكون الهاتف بنسختين الأولى بمعالج رباعي النواة وقوة 2.3 غيغاهرتز وهو مخصص لشبكات الجيل الرابع من الاتصالات، والثاني بثماني النواة بمعالج قوته 1.9 غيغاهرتز يدعم بقية شبكات الاتصالات. ويتميز الجهاز بذاكرة وصول حجمها 3 غيغابايت، وسعة تخزين إما أن تكون 32 غيغابايت أو 64 غيغابايت مع وجود منفذ يتيح وضع ذاكرات خارجية أكبر حجماً، وكاميرا خلفية بدقة 13 ميغابيكسل وأمامية بدقة 2 ميغابيكسل والإصدار الرابع من البلوتوث، وتم تغيير تقنيات القلم الضوئي المرفق مع الجهاز ليشمل خصائص جديدة تتيح الاستدعاء السريع للوظائف حيث بمجرد وضع القلم على الشاشة والضغط عليه تظهر قائمة من المهام والأوامر تتيح التعامل بشكل أفضل مع الجهاز، ومزايا أخرى تتيح تخصيص المحتوى الإخباري. وسيطلق جالكسي نوت 3 في الخامس والعشرين من سبتمبر الحالي بنسخة أندرويد 4.3، وبطارية بسعة 3200 ملي أمبير، ووزن 168 غرام، حيث سيكون الإطلاق في أكثر من 149 دولة حول العالم. وكشفت سامسونغ أيضاً عن ساعتها جالكسي جير، حيث تعتبر كأنها هاتف نقال ولكن مرتبطة بمعصم اليد، إذ تتيح الوصول السريع للتطبيقات الأساسية مثل الكاميرا وجهات الاتصال، بالإضافة إلى إمكانية إرسال الرسائل النصية من خلال الساعة أو المشاركة في الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك، وهي تأتي بشاشة بمقاس 1.63 بوصة لتمكين المستخدم من رؤية خصائص الشاشة بشكل أفضل، ومعالج 800 ميغاهرتز، وذاكرة عشوائية 512 ميغابايت، والإصدار الرابع من البلوتوث، و 4 غيغا بايت حجم الذاكرة الداخلية. وتحتوي الساعة على كاميرا رقمية بدقة 1.9 ميغابكسل بقدرات تسجيل فيديو بدقة 720P، يمكنها التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو، وهي تعمل بالتزامن مع هواتف سامسونغ جالكسي حيث يمكن الارتباط بالجهاز من مسافة لا تزيد على خمسة أمتار، وتتضمن الساعة خصائص أخرى مثل الرد على المكالمات بدون الحاجة للضغط على أزرار وذلك من خلال رفع المعصم إلى الأذن، وأيضاً التكامل مع حركة العين لعرض الإشعارات بشكل تلقائي بدون الحاجة للتحكم باليد، وعمر للبطارية يصل ليوم كامل. وتتكامل جالكسي جير مع حركات مستخدمها إذ ترصد عدد الخطوات، والسعرات الحرارية التي حرقها الجسم، والمسافة التي قطعها مستخدم الساعة، والتكامل مع تطبيقات الصحة واللياقة، وهي متوافقة مع هواتف سامسونغ جالكسي السابقة وستطرح في أكتوبر المقبل. مؤتمر سوني وفي برلين أيضاً وخلال معرض IFA 2013 كشفت سوني عن الكثير من منتجاتها كان من أهمها هاتف Xperia Z1 الذكي والذي تعتبر مواصفاته قوية مقارنة بسابقيه، حيث أتى الجهاز بالألوان الأبيض والأسود والأرجواني على غرار النسخة السابقة من الجهاز، وهو مقاوم للمياه، ومزود بعدسة من نوع G Lens ذات مقاس 2.3 بوصة مع تقريب بصري حتى 3 مرات، وكاميرا بدقة 20.7 ميغابيكسل قادرة على التقاط 61 صورة خلال ثانيتين واحدة منها عند الضغط على زر الالتقاط وثلاثين قبل الضغط وثلاثين بعده، مع قدرة على فرز الصور بشكل تلقائي مع خدمات للتخزين السحابي. وعلاوة على ذلك يتميز الجهاز بشاشة بمقاس خمس بوصات عالية الدقة، ومعالج رباعي النواة من كوالكوم بتردد 2.2 غيغاهرتز، ويبلغ وزن الجهاز 170 غرام، وطول 144 ملم، وعرض 74 ملم، والسمك 8.5 ملم، وبطاريته سعتها 3000 ملي أمبير، وذاكرة عشوائية 2 غيغابايت، وذاكرة داخلية سعة 16 غيغابايت، ونظام تشغيل أندرويد 4.2. ومن أجل أيضاً المنافسة في سوق الساعات الذكية قدمت سوني وباختصار ساعتها سمارت واتش الثانية والتي أكدت أنها ستكون في الأسواق آخر شهر سبتمبر الحالي، حيث ستكون أحجامها 1.6 بوصة بكثافة 220 x 176 وستنزل بعدة ألوان، مع إمكانية الربط مع الأجهزة الأخرى بتقنية NFC. وكشفت سوني أيضاً عن منتجات أخرى مثل كاميرا السايبر شوت الجديدة، وكاميرا ActionCam، وبروجيكتور 4K، وعدسات خاصة للتصوير باستخدام الهواتف الذكية، والحاسب المحمول Sony Vaio Flip PC، وجهاز Vaio Tap 21. مؤتمر أبل وعلى غير عادة أتى مؤتمر أبل بدون روح التنافس، حيث لم تطرح ساعتها الذكية في هذا المؤتمر وكأننها تكرر غلطة مايكروسوفت ونوكيا عندما تأخرتا في دخول سوق الهواتف النقالة الذكية، ولكنها أعلنت أن يوم 18 سبتمبر القادم سيكون موعد إطلاق نظامها التشغيلي الجديد IOS7. وأوضحت أبل خلال مؤتمرها الذي عقد في مدينة كوبرتينو الأمريكية أن النظام سيكون متاحا لهواة الأيفون من النسخة الرابعة وأعلى، وحاسبات الآيباد من النسخة الثانية وأعلى، وأجهزة الآيبود توتش من الجيل الخامس، ويتضمن هذا الإصدار تحسينات جوهرية على النظام من حيث التصميم وواجهة المستخدم، بالإضافة إلى احتوائه على راديو الإنترنت (آيتونز راديو). وسيحتوي الإصدار السابع من نظام التشغيل IOS على مميزات جديدة في خاصية تعدد المهام، وتحسينات على المساعد الشخصي سيري، ومركز جديد للتنبيهات. كما كشفت أبل عن الإصدار الجديد من هاتفها الآيفون والذي يحمل الرمز 5S، حيث يتضمن معالج أقوى من سابقه، فهو مزود بمعالج A7 بتقنية 64 بت أسرع من المعالج السابق بنحو 56 مرة، وهذه التقنية تستخدم لأول مرة في الهواتف الذكية، وشاشة ريتنا بقياس أربع بوصات ودرجة وضوح تبلغ 640X 1136 بوصة وكثافة 326 بكسل لكل بوصة، وكاميرا أفضل من سابقة بدقة 8 ميغابيكسل مزودة بوحدتي فلاش من نوع LED بلونين أبيض وأصفر، وتحسينات مختلفة على البطارية. والجديد في هاتف أبل Iphone 5S هو الأمان العالي حيث اعتمدت ميزة البصمة لفتح شاشة قفل الجهاز، حيث دمجت الخاصية في زر Home الشهير لأبل، وسيطرح الهاتف يوم 20 سبتمبر بسعر 649 دولارا. ومخيبة لآمال جمهور كبير أتى هاتف أبل منخفض التكاليف بسعر غالٍ نسبياً حيث لا يتجاوز الفرق بين الهاتفي 100 دولار، حيث كشفت خلال المؤتمر عن هاتفها Iphone 5c والذي يبلغ سعره 549، وهو مصنوع من البلاستيك المقاوم للصدمات، ومزود بمعالج A6 وبطارية عالية السعة، وشاشة ريتنا، وتقنية البلوتوث الرابع، وكاميراتين خلفية بدقة 8 ميغابكسل وأمامية عالية الدقة، ودعم لشبكات الجيل الرابع، وستتوفر منه خمس ألوان وهي الأخضر والأصفر والأبيض والأزرق والرمادي. سوق الهواتف الذكية أصبح عالي التنافسية بعد دخول العديد من الشركات إليه، والغلبة فيه ستكون لمن سيقدم أسعار تنافسية ومواصفات عالية، وتبقى الكفتان سامسونغ وأبل قريبتين من بعضهما في التنافس، ولكن سامسونغ تحاول كسب السباق مع أبل في تقديم أجهزة متنوعة وبأسعار متفاوتة تلبي احتياجات الكثيرين، مع أن الكفة تميل قليلاً إلى بعض الشركات الصينية التي تقدم الهواتف الذكية منخفضة التكاليف وبأسعار تنافسية.