يشكل ملعب الصايغ في الرياض بتاريخه العريق وذكرياته الخالدة معلماً رياضياً قديماً ومنطلقاً عتيقاً للمباريات الودية والرسمية في المنطقة الوسطى ارتبط تاريخياً بأندية العاصمة منذ ستة عقود تقريباً احتضن تدريباتها من دون استثناء، وشهد ابرز الاحداث الرياضية على مستوى التصفيات ونهائيات كأس الملك منذ عام 1381ه بجانب منافسات بطولة كأس سمو ولي العهد في حقبة الثمانينيات الهجرية. قصة انشائه رواها المؤرخ الرياضي الكبير د. امين ساعاتي في كتابه (تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية) قائلاً: "طلب اربعة اشخاص من فريق الموظفين وهو اول فريق يؤسس بالرياض وهم: محمد عبدالله الصائغ، حمزه الجعلي، يوسف عابد، عبدالله اخضر.. طلبوا من الديوان الملكي منحهم قطعة ارض يزاولون عليها تمارينهم الرياضية فمنحوا ارضاً في الملز باسمهم وهي الارض المشيد عليها ملعب الصائغ الحالي، حيث تولى احد الشركاء وهو محمد الصائغ امر هذا الملعب فشيد الملعب واتاح لفريقه اهلي الرياض ممارسة تمارينه عليه وفي الوقت نفسه نفذ مشروعا يوجد به ملعبا رياضياً في مدينه الرياض فأخذ يبنيه ويشيده عاما بعد عام حتى اصبح من احسن الملاعب الرياضية في المملكة. وكانت اول مباراة اقيمت عليه في شوال عام 1379ه بين منتخبات اندية الرياض التي خصص ريعها لجيش الجزائر المنتصر، وكانت تقام عليه جميع مباريات اندية مدينة الرياض، كما كانت تقام عليه المباريات الختامية لكأس جلالة الملك ولقد آل الملعب الى رعايه الشباب فيما بعد".. انتهى كلام الساعاتي. وفي الاسبوع الماضي داعبت مخيلتي ذكريات نجوم كبار ابدعوا في ملعب الصائغ بزمنه الجميل وشدني الحنين لماضي هذا الملعب التاريخي لزيارته عصراً، مستذكراً اهداف مبارك عبدالكريم، ورجب خميس، واحمد الدنيني، ومحمد سعد، ومبارك الناصر، وزيد بن مطرف، وصالح عدني، وفهد بن بريك، وغيرهم من النجوم. ذهلت وانا اتجول ببصري بين جنبات الملعب العتيق حينما تفاجأت باختفاء منصته الملكية التي شهدت في الماضي رعاية سامية لمناسبات رياضية مختلفة للملك سعود، والملك فيصل، وللامراء خالد، وفهد - رحمهم الله - جميعا طوال ثمانينيات القرن الهجري الماضي وزاد المي هدم مدرجاته الشمالية والجنوبية للدرجة الاولى التي انطلق منها التنافس الجماهيري التقليدي الهلالي - النصراوي قبل نصف قرن هدمت من قبل الادارة الهندسية للرئاسة العامة لرعاية الشباب ووضع مكانها مجموعة (بركسات) كغرف مغلقة لا اعلم اهي لعمال الصيانة ام للاعبي اندية الدرجة الثانية الذين يتدربون على ملعبه في الوقت الحاضر. مدخل الرئيسي لملعب الصائغ أصبح يطل مباشرة على الملعب بعد هدم منصته الملكية طمس آثار التاريخ الرياضي لقد تألمت لاختفاء تلك المعالم الرياضية التاريخية الهامة من داخل ملعب الصائغ الذي يمثل حقبة مهمة وتاريخ لرعاية الشباب باعتباره ثاني ملعب يقام في المملكة في منتصف عقد السبعينيات الهجرية بعد ملعب الصبان بجدة ويعد الصائغ اول ملعب كروي يقام في العاصمة وقدم للكرة السعودية العديد من نجوم الماضي الكبار. فهل وصل الامر حين صدر قرار هدم مدرجاته الى التنكر لاهمية هذا المعلم الرياضي التاريخية الذي احتضن العديد من المناسبات الخالدة وشكل منطلق النهوض بالكرة لاندية العاصمة عندما كانت تتدرب عليه قبل اقامة استاد الملز (استاد الامير فيصل حالياً) ومقراتها الحديثة وبعد اتساع دائرة التنمية الرياضية نتجاهل ادواره المحفورة في ذاكرة الماضي الكروي بطمس جانب من شخصية الملعب بهدم مدرجاته ومنصته ومعهما اضعاف هويته التاريخية. اتمنى لو ان الرئيس العام الجديد الامير عبدالله بن مساعد يعيد لهذا الملعب قيمته الاعتبارية ومكانته التاريخية التي تجسدها اعادة بناء منصته ومدرجاته المهدومة. بركسات وضعت في مكان مدرجات الجهة الجنوبية بعد إزالتها الجهة الشمالية للملعب بعد خلوها من المدرجات منصة ومدرجات ملعب الصائغ قبل إزالتها كابتن الهلال مبارك عبدالكريم تسلم أول كأس يقدم في تاريخ ملعب الصائغ بنهائي كاس الملك 1381ه مدرجات الصائغ شهدت بداية المنافسة الجماهيرية التقليدية بين العملاقين النصر والهلال