شهد ملعب الصائغ في حي الملز بالرياض أحداثاً رياضية تاريخية منذ إنشائه في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية وأقيمت على أرضه أكثر من مباراة ختامية على كأس جلالة الملك وسمو ولي العهد.. كان أولها يوم 20/8/1381ه بين الهلال والوحدة في أول نهائي لكأس الملك على مستوى المملكة وانتهى لصالح الأول بأول بطولة تسجل في تاريخه الحافل اليوم بأكثر من (50) بطولة وبثلاثة أهداف مقابل هدفين لفرسان مكةالمكرمة. وقدم ملعب الصائغ للساحة الرياضية العديد من نجوم الكرة السعودية الذين بزغوا في صفوف الهلال والشباب وأهلي الرياض والنجمة والنصر ومثلوا المنتخبات السعودية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الهجري الماضي وحتى اليوم لا يزال هذا الملعب العريق يتنفس ماضيه الجميل بنسماته التاريخية وأبوابه مشرعة أمام تدريبات ومباريات أندية الظل مستحضراً بدايات نجوم الزمن الجميل وعمالقة الماضي قبل نصف قرن من أمثال: مبارك عبدالكريم، زيد بن مطرف، صالح عدني، أحمد الدنيني وغيرهم. وارتبط هذا الملعب التاريخي باسم واحد من ألمع الشخصيات الرياضية في تلك الحقبة الشيخ محمد عبدالله الصائغ (رحمه الله) أحد روادالرياضة في المنطقة الوسطى ورئيس «أهلي الرياض» الذي تحول اسمه اليوم إلى نادي الرياض وتبوأ سدة الرئاسة فيه نحو عشر سنوات متواصلة قبل وفاته في حادث مروري في طريق عودته من المنطقة الغربية. وكانت ملكية أرض ملعب الصائغ تعود في منتصف السبعينيات الهجرية إلى أربعة من أفراد فريق الموظفين.. أول فريق يمارس كرة القدم في العاصمة عام 1365ه وهم حمزة الجعلي ويوسف عابد وعبدالله أخضر بجانب محمد الصائغ «رحمهم الله» وأمدني بهذه المعلومة التاريخية رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى والمؤرخ الأول الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «رحمه الله» الذي كان يعمل آنذاك في الديوان الملكي حين تقدم الأربعة لمقام الملك سعود «طيب الله ثراه» بطلب منحهم قطعة أرض يزاولون عليها تمارينهم الرياضية التي كانوا يؤدونها في يوم إجازتهم الأسبوعية عصر كل جمعة. ولبى جلالة الملك طلبهم وأمر بمنحهم أرض الملعب الحالي.. وقام الصائغ فيما بعد بشرائها من شركائه الثلاثة وتشييد الملعب واستثماره مادياً من خلال تنظيم وإقامة المباريات حتى وفاته أواخر الثمانينيات الهجرية وقامت رعاية الشباب برئاسة الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بشرائه مطلع التسعينيات من ورثة الصائغ وتحسينه من الداخل.. بيد أن الملعب ظل وفياً مع مؤسسه محتفظاً باسم مالكه الأول - الصائغ - وهو ما خلد اسم هذه القامة الرياضية العملاقة وبقي اليوم شاهداً حياً كأجمل تكريم معنوي وتاريخي لرجل مخلص عُرف بكرم النفس وطيبتها.. وأفنى عمره في خدمة شباب ورياضة وطنه.