"أربعون عاماً مرت على تأسيس الأندية الأدبية في المملكة، التي بلغت معها سن الرشد وسن الأشد، واليوم نحن نتفيأ ظلال منجزاتها: كتباً قيمة، ومجلات رصينة، ومحاضرات، وندوات، وملتقيات، وحراكاً مبهجاً لا يتوقف، مع دعم للشباب الذين يتلمسون خطواتهم الأولى في مجال الثقافة. لقد سررت أيّما سرور عندما تلقيت أوائل هذا العام دعوة لحضور حفل نادي جدة الثقافي الأدبي بمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيس النادي، وإلقاء كلمة في الحفل. وفي هذا الشهر تلقيت دعوة أخرى من نادي العاصمة (النادي الأدبي بالرياض) لحضور حفل ذكرى تأسيس النادي بعد مرور أربعين عاماً على إنشائه. وبعد الاطلاع على برنامج الحفلين رأيت أن القائمين على الناديين، ويشاركهم كل العاملين في الأندية الأدبية الأخرى، يتذكرون بكل فخر واعتزاز جهود سيدي الوالد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة- في إنشاء الأندية الأدبية ودعمها وخدمة الثقافة في هذا البلد بشكل عام، مع تنويه بجهود الرئاسة العامة لرعاية الشباب في خدمة الأندية نحواً من ثلاثين عاما. إن هذا الوفاء، وهذا النبل من أدبائنا غير مستغرب، وهو محل التقدير مني ومن إخواني وأخواتي جميعاً، ويدل على عظيم الأثر الذي خلّفه سيدي الوالد في الوسط الثقافي ولله الحمد، فلقد سعدت غاية السعادة عندما علمتُ باعتزام النادي الأدبي بالرياض عقد ندوة في سياق الاحتفال بذكرى تأسيس النادي بعنوان "جهود الأمير فيصل بن فهد رحمه الله في خدمة الثقافة" التي شارك فيها أربعة من الأدباء والمثقفين الأوفياء. ولولا وجودي حالياً خارج المملكة لكنت الليلة بين إخواني القائمين على النادي، ومع هذا الجمع المبارك من الأدباء والمثقفين والإعلاميين النبلاء الذين حضروا لمشاركة أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض هذا العرس الثقافي الجميل". كلمة أهداها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل لأدبي الرياض بمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيسه.