لو ان كل مواطن نَعِم بعيش هذا الوطن وترعرع فيه طفولةً وعلما وتجارة ومسؤولية، استرد الدين له ولمواطنيه، لزهت اجيالنا وسمت سواعدهم وارتفع شأنهم. هنا ابدع السفير احمد حمد اليحيى سفير خادم الحرمين الشريفين في الكويت سابقا وهو الى جانب هذا وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك، في اعلانه في جريدة الرياض عن جائزة سنوية للحرفيين والمهنيين المبدعين السعوديين في مهن متعددة كالنجارة والحدادة والسباكة والكهرباء والتكييف والدهانة والميكانيكا والطباخة وغيرها من المهن التي بدأ شبابنا يزاولها مفتخرا بالعمل الجاد.. هذه الخطوة الوطنية التي تشعرنا بأن الوطن فيه خير من خلال وطنية المسؤولين فيه، الذين يفكرون جديا في كيفية اثراء الوطن بتشجيع الشباب ودعمهم من خلال هذه المسابقة الاولى من نوعها في دعم مهنية وحرفية الاجيال رجالا او نساء لتكون هذه البادرة للتاريخ وتسجل لهذا الرجل المعطاء. الواقع يقول ان ديوانية احمد اليحيى (الزعفرانة) القابعة في ثمامة العاصمة الرياض تجمع كل نهاية ثلاثاء من كل شهر، نخبة من الوجهاء والمخلصين والادباء لتنبع من خلالها أفكار وطنية اعادت اليحيى لمدينته الحالمة (المجمعة) الذي ولد فيها وتعلم وتربى فيها، تذكر اليحيى مدينته ايام الآباء والاجداد في تلك الازقة والاسواق والبيوت الطينية والمزارع التي يكتسب منها الناس لتكون الزعفرانة انطلاقا لتحقيق حلمه الكبير بدعم الشباب في العديد من الحرف اليدوية. اعتقد ان هذه الوطنية من مسؤول تنقل بين العديد من المناصب يشعر بأهمية دعم الشباب صغارا وكبارا وهذا النمط من المسؤولية الكبيرة يستوجب تعميمها على كافة ابناء المنطقة لكي يكونوا سببا في إثراء الاجيال. اليحيى شخصية متواضعة ومُحبة للوطن وشبابه نجح سفيرا في الكويت وترجم لغة الوفاء بين المملكة والكويت وكان مناصا دائما لأهله من ابناء الوطن هناك ويستجيب لدعوات السعوديين كبناء شخصية دبلوماسية تجعل من السفير أكثر قربا للمواطن هناك، هذا الى جانب تميزه في وزارة العمل آنذاك، الجميل ان بعض من عملوا معه في سفارة الملك هناك يتواصلون في زيارته في هذه الزعفرانة الجميلة كوفاء يذكر فيشكر. اتمنى من السفير اليحيى ان ينظر للأمهات والبنات اللواتي يعملن في بيوتهن كالطهي المنزلي بأنواعه في المجمعة ويرتزقن منه اضافة الى الاباء الكبار ممن تميزوا في مهن عدة كالسباكة او الميكانيكا والبيع والشراء ان تشملهم هذه الجائزة، وتكون اللجنة المشرفة على الاختيارات لها دراية كاملة بالناس وهي لم تغب عنهم، كما ان هناك متميزين في مجالات العمل في المطاعم من الشباب والمقاصف المدرسية بالجنسين اضافة الى حرفة الخياطة النسائية وأعمال التجميل. خطوة مباركة نشاهدها من رجالات الوطن يستوجب علينا شكرهم.. حفظ الله الوطن وقادته..