مما لا شك ولا جدال فيه أن عامل البناء والمحارة والنقاشة والطلاء والكهرباء والنجارة والميكانيكي والسمكري والسباك والقائم بصيانة الأجهزة المنزلية والمكتبية والطبية والمعملية.. وغيرها... يجمعها في الغالب مسمى حرفة أو مهنة أو صنعة.. والقائم بها يدخل في فئة حرفي أو مهني أو صانع.. هذه الفئة تمثل قوة عمل مؤثرة وفاعلة في حركة الحياة، خاصة من حيث الحجم ومدى الحاجة إليها، حيث لا يوجد فرد أو جماعة لا يحتاج التعامل مع أحد من هؤلاء الصناع أو المهنيين أو الحرفيين على مدار اليوم. وما يجدر ذكره، أن ضمن هذه الفئة نجد المهرة الجيدين، لكنهم قلة، بل الكثرة منهم من مدعي المعرفة والخبرة الواسعة، وهم على النقيض.. هم يفسدون ما في أيديهم ولا يصلحون، وضررهم بليغ ولا أحد يحاسب أحدا بعضهم يعرف الجهاز المعروض عليه إصلاحه بالشكل وليس بالمكون، ومن أسف أن هذه الفئة من مدعي المهنية والحرفية جميعهم من الإخوة المقيمين، ويرجع هذا إلى أن المواطن السعودي، ونحن في القرن الحادي والعشرين وفي عصر الفضائيات والحاسبات والمخترعات التكنولوجية والاستنساخ... إلخ، هذا وما زالت فكرة العمل اليدوي أو الحرفي يتأفف منها البعض. لأن هذا التأفف من الحرفية اليدوية يأتي في الوقت الذي أحرزت فيه المملكة تقدما علميا فائقا على كافة الأصعدة، بما فيها تكنولوجيا الفضائيات.. لكن هذا التقدم يسير تجاه المستويات العليا في التعليم لتخريج أهل الصفوة والنخبة، وهم حقا قادة التقدم والرقي. إن مشكلة المهن اليدوية في واقعنا المعاصر هي من أشد مشكلات المجتمع تصعيدا لما لها من صلة وثيقة بجميع شرائح وفئات المجتمع، ومع هذا لا يوجد الحرفي السعودي كما ذكرنا آنفا، ما أدى لفتح الباب على مصراعيه لأكثر من عشر جنسيات تستحوذ على المدينة الصناعية وسوق العمل الحرفي، ومعظمهم يفتقر إلى المهارة اللازمة للمجال الذي يعمل فيه، ولنأخذ ميكانيكا السيارات فنجد بعض الوافدين إن لم يكن أغلبهم يمتهن مهنة ميكانيكا السيارات وهو أصلا لا يعرف فك مسمار أو صامولة، ويجلس في هذه الورشة أو تلك يتخبط في سيارات خلق الله إلى أن يدمرها ويزيد الخراب خرابا او يسبب كارثة لصاحبها. فإن كان ذلك كذلك، فهل لنا أن نتطلع ليوم نغير فيه هذا الواقع، وأن يحل المواطن السعودي محل العامل الوافد، وأن نطور من مراكز التأهيل والتدريب المهني، وتزويدها بالإمكانات المادية والبشرية اللازمة لها، على أن تقوم بدورها في سد احتياجات سوق العمل من العمالة الوطنية في كافة التخصصات المهنية، وأن يقوم الإعلام بدوره بتوعية المواطنين وتعديل اتجاهاتهم نحو العمل اليدوي، وأن يتم تشجيع إقامة مراكز الخدمة لصيانة كافة الأجهزة المنزلية ومراكز اخرى لصيانة السيارات تحت إشراف فني معتمد، حتى ولو أدى إلى إرسال بعثات من مؤسسة التدريب التقني للتدرب على أساليب عمل وإدارة هذه المراكز. أما بالنسبة للأخوة المقيمين والذين يعملون في ميكانيكا السيارات في الوقت الحاضر، فلا بد من عمل اختبارات لهم في مجال عملهم من قبل مؤسسة التدريب التقني والمهني، ويتم تصنيفهم: ميكانيكي أول، ثاني... وهكذا، ومن لم ينجح في هذا الاختبار لا يسمح له بالعمل في هذه المهنة، وتكون هذه قاعدة لكل من يريد أن يعمل في هذه المهنة. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 267 مسافة ثم الرسالة