مهم جدا أن تكون مواقف الاتحاد السعودي ولجانه واضحة وثابتة وفق النظام وأن تكون بعيداً عن الامزجة والمجاملات والميول وخشية ردة الفعل وجبر الخواطر، ولكن من غير اللائق أن تختفي هذه المواقف وتظهر وفق الحالات التي يراها الرئيس والأعضاء ولاتكون وفق القانون وضرورة دعم الاندية جميعا، جميل جداً ان يعلن احمد عيد دعمه للفرق التي تشارك خارجيا، ولكن من غير الجميل ان يناقض نفسه بتصرفات وقرارات تثير للجدل والاحتقان وتجعلنا نردد (الكرة لوبيز أصبح يعيش بين خوف التكذيب والتهديد.. والمتحدث الرسمي لايرى إلا ألواناً معينة السعودية بلا قرار)، أمر مستساغ أن يخرج المتحدث الرسمي للاتحاد لتوضيح بعض النقاط الغامضة، ولكن من غير المعقول ان تفرض هذا الظهور حالات معينة، بينما هو امام حالات أخرى تعتبر أشد غموضا (لا أرى.. لا أسمع)، أمر يدعو للتفاؤل أن يصرح رئيس الاتحاد السعودي ان جميع الاندية ستحظى بالعدل والمساواة والوقوف خلفها في استحقاقاتها الخارجية، (وهذا مايبحث عنه الجميع)، ولكن من المضحك أن يحصر ذلك في أندية هي الأعلى صوتا وهي التي تخيف الاتحاد وتجلب له الصداع وتقلق مضاجعه وتفرض عليه المطالب فيقال لها (سمعا وطاعة)، عكس أندية اخرى تحاول التعاون مع الاتحاد وغض الطرف عن بعض حقوقها التي كفلها النظام تحت مظلة (سمعة الوطن أهم) فيصبح حقها مهضوما، وكلمتها غير مسموعة وصوتها بلا قيمة. في دوري ابطال آسيا عرفنا أن العين هو خصم الهلال في "المربع القاري" وأن بطل الامارات يراقب من بعيد منتظرا موعد الذهاب والاياب، ولكننا لم نظن ان الاتحاد السعودي الذي اعلن عبر تصريحات ولقاءات وتغريدات رئيسه وقوفه مع الاندية التي تشارك خارجيا أنه هو الخصم والحكم، وانه يجهز الممثل السعودي ليكون فريسة سهلة لبطل الامارات وزعيم الكرة هناك، هذه المواقف المريبة تؤكد أن ما اعلنه الرئيس "المنتخب" ماهو الا حبر على ورق وان "القوي" والمتمكن صوتا وفعلا هو من يلين له الاتحاد وتخضع له لجانه وتبحث له عن المخارج على طريقة استحداث "الشرخ الشهير" في ملعب بريدة. ما يحدث ضد الهلال وما نشاهده من معطيات على ارض الواقع لا في وعود احمد عيد وتصريحات متحدثه الرسمي يعني أن الاتحاد السعودي يقول للاشقاء في الامارات (هاكم فريقا مرهقا اعددناه لكم بالطريقة التي تناسبكم.. افعلوا به ماشئتم عسى ان يكون النصر حليفكم، والتأهل من نصيبكم)، اين الوطنية يطالبون الجميع الالتزام بها، وأين الفزعات والدعم الذي يتحدث عنه رئيس الاتحاد والاعضاء الكرام.. أم ان ذلك خاص لفرق معينة يحضر معها "الذات العام" ويغيب عندما تغيب؟!، حتى الاشقاء في الامارات وفي العين ومن ينتظرون مثل هذه الفرص، انتشوا واعتبروا موقف الاتحاد السعودي من ممثله بمثابة تقديم الخدمة لهم، أما سرا فهم أشد استغرابا وحيرة وربما صدحوا لاحقا بالسؤال العريض (هل الاتحاد السعودي يعمل ضد ممثليه ويضع العراقيل في طريقهم ولايتمنى لهم زعامة القارة الآسيوية؟). مرة أخرى وخامسة وعاشرة: أين الوطنية التي ازعجنا بها الاتحاد والاعلام المبرمج، أين الدعم الذي يقول عنه أحمد عيد، وأين العدل الذي تتباهى به اللجان مع ممثلي الوطن خارجيا ومع جميع الفرق محلياً، هل هذا ثمن التصويت في الانتخابات؟.. من يصوت لنا نقف معه ومن لم يصوت دعوه فغلوه)، مع الأسف كشفت الايام والمواقف والاحداث أن الاتحاد السعودي يدار وفق مواقف رئيس خائف ولجان تتحكم بها العواطف وغياب الشجاعة، واعضاء تتجاذبهم الميول وتذهب بهم يمنة ويسرة، هاكم المتحدث الرسمي الذي أخذ يهدد ويتوعد الهلال واستحالة ضم لاعبيه وكأنه مدير الكرة بالعين الاماراتي، ما الذي جعله يستخدم هذا الاسلوب؟ لماذا لم يستعرض عضلاته عندما تهرب بعض اللاعبين من معسكر المنتخب، لماذا وقف بصفهم وأخذ يوبخ المدرب الاسباني لوبيز؟ ربما لأول مرة يحدث هذا الشيء، ويقف المسؤول بصورة معلنة مع اللاعبين ! وكأن ذلك مراعاة لبعض خواطر الأندية التي تخيفه وتؤثر عليه وتضعه في الزاوية الضيقة إن لم يستطع مداهنتها واعتبارها حليفاً له تصطف معه وفق مصالح مشتركة؟! الصالح والمعيبد ضد لوبيز في مرات مضت كان بعض لاعبي المنتخب يتعرضون لابشع الحروب النفسية واتهامهم بتعاطي المخدرات، ولم يتحدث عنهم المدرب مثلما تحدث لوبيز عن بعض العناصر، لم يخرج احمد عيد او عدنان المعيبد او أي عضو آخر ليدافع عنهم ويتوعد برد اعتبارهم، اما أن تحدث لوبيز بكل شفافية وصراحة وشجاعة فهجم عليه أكثر من عضو بمن فيهم مدير المنتخب والمتحدث الرسمي باسم الاتحاد، وكأن الاسباني يدرب نادياً منافساً لفريقهم ولايدرب منتخباً مؤتمناً عليه يمثل بلداً بأكمله، هذه الفوضى التي كرستها المجاملات ودعمها موقف عضو متردد وآخر جبان ورئيس مغلوب على أمره واعضاء لجان لاحول لهم ولاقوة هي من يعيد الاتحاد (المنتخب) واللجان والرياضة والكرة السعودية الى الوراء عشرات الخطوات. تصوروا بطولة اقليمية غير معترف بها دوليا تسبقها مباراة ودية غير مؤثرة، وهناك فريق سعودي ينازل من أجل الفوز في بطولة قارية غابت عن الاندية السعودية اعواماً عدة، لم يجتمع الاتحاد واعضاؤه الموقرون لاتخاذ قرار دعم ممثل بلدهم والوقوف بصفه والتكاتف خلفه وضرب اروع الامثلة في الحس الوطني، قضي الأمر وأتخذ قرار حرمانه من لاعبيه بكلمة واحدة دبسوها بظهر المدرب الذي يبدو ان ايامه مع "الاخضر" باتت معدودة فهو لايعلم من أين يتلقى التكذيب والتهديد، من المعيبد أم من زكي الصالح أم من تمرد لاعبين لا أحد يجرؤ على عقابهم؟، بطولة قارة كاملة، اصبحت اقل قيمة من بطولة لاقيمة لها، ولقاء ودي من الممكن خوضه من دون لاعبي ممثل الوطن، حتى تأجيل المباريات او نقلها لتهوين الضغط عليه وتخفيف الارهاق عنه لم تتم مراعاته حتى الآن، هذا بكل أسف يسمى تضييق الخناق، واغلاق الابواب كافة في وجه جميع الحلول المتاحة، في مناسبات مشابهة حضرت "الذات العام" وسقطت على بعض الأندية من السماء وهذه المرة غابت وغاب العدل واختفت الوعود معها وكأن الأمر دبر بليل. للوهلة الأولى ظننا أن الهلال يمثل بلدا غير السعودية وأنه يلعب ضد أحد أنديتنا وبالتالي لابد من الوقوف في وجهه، وإضعاف قوته وإنهاك لاعبيه وتشتيت جهد ادارته وكسر شوكة مدربه واخراج جماهيره عن طورها، هذا لو حدث من الاتحاد الآسيوي او من الفريق الخصم، لربما تقبله البعض واعتبروه مواقف تحدث لاعتبارات عدة، ولكن أن يفعله الاتحاد السعودي فهنا مكمن الغرابة ومصدر الحيرة، الهلاليون يمدون يدهم لاتحاد بلدهم، ويستنجدون به، ويطلبونه العون منه فيغض الطرف من دون اكتراث، ولو كان المنتخب السعودي يخوض بطولة رسمية معترفا بها من (الفيفا) ومواجهة تحدد مصيره لعذره الجميع واعتبروا ذلك واجبا وطنيا، ولكنه مجرد معسكر خارجي، يتلوه بعد فترة طويلة بطولة اقليمية. على الجانب الآخر قدم الاشقاء في الامارات انواع التسهيلات للعين، أبرزها تأجيل بعض المباريات وبطولة السوبر وهذا أقل واجب يمكن تقديمه لممثل وطنهم، ولو فازوا لكانت الكأس القارية ثمنا قليلا لهذا الدعم الذي لايستغرب ممن يهمه سمعة بلده رياضيا ويحرص على أن تحتل الزعامة قاريا، ليتنا اقتدينا بهم وعاملنا ممثل الوطن مثل ماهم يعاملون ممثلهم، ولكن هيهات بين اتحاد يعمل لينجح وبين اتحاد آخر تعشش الفوضى في اروقته وداخل لجانه. لوبيز الصالح وبجانبه القريني المعيبد