تسريع إنشاء الميناء الجاف يحل أزمة تكدس شاحنات ميناء الملك عبدالعزيز    الذهب لأعلى مستوى مع تراجع الدولار وترقب إشارات «الفائدة».. والأسهم ترتفع    النفط يستقر رغم انقطاع الإمدادات والمخاطر الجيوسياسية    خيم نازحي غزة تغرق.. ودعوات دولية لزيادة المساعدات    القافلة الطبية لجراحة العيون تختتم أعمالها في نيجيريا    مصير «الأخضر» تحدده 4 مباريات    الخليج يتخطى الشباب البحريني ويتأهل لنصف نهائي "آسيوية اليد"    المملكة تؤكد خطورة التصريحات الإسرائيلية بشأن الضفة الغربية    يوم الطفل.. تعزيز الوعي وتقديم المبادرات    ياسمين عبدالعزيز تثير الجدل بعد وصف «الندالة» !    تحالف ثلاثي جامعي يطلق ملتقى خريجي روسيا وآسيا الوسطى    22 ألف مستفيد من حملة تطعيم الإنفلونزا بمستشفى الفيصل    خبر انطلاق منتدى مكة لريادة الأعمال وحفل التدشين    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود الجمعيات الأهلية    العصفور ل«عكاظ»: التحولات نقطة ضعف الأخضر    رهانات زيارة ماكرون للمملكة العربية السعودية    أشبال أخضر اليد يحققون انتصارهم الثاني في البطولة العربية أمام الجزائر    أمير القصيم يستقبل السفير الأوكراني    سهرة مع سحابة بعيدة    العامودي وبخش يستقبلان المعزين في فقيدتهما    فرص تطوعية لتنظيف المساجد والجوامع أطلقتها الشؤون الإسلامية في جازان    الشورى يطالب «التنمية الاجتماعية» بتغطية المناطق كافة    «قمة الكويت» وإدارة المصالح الخليجية المشتركة!    رغم تناقضاتهم.. تجمعهم كراهية السعودية !    الرومانسية الجديدة    واعيباه...!!    الشؤون الإسلامية في جازان تقيم عدد من الفعاليات التوعوية والتثقيفية وتفتح فرصاً تطوعية    ماكرون: لدى الصين دور رئيسي في تجنب التصعيد النووي    تحت رعاية خادم الحرمين.. مركز الملك سلمان للإغاثة ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    سفارة كازاخستان تكرم الإعلامي نزار العلي بجائزة التميز الإعلامي    وطن الطموح    الترقيات الاستثنائية ودورها في حياة الموظف    كلب ينقذ سائحاً من الموت    نيابةً عن سمو ولي العهد.. وزير الخارجية يرأس وفد المملكة في قمة» العشرين»    إدارة الخليج.. إنجازات تتحقق    في مؤجلات الجولة الثامنة بدوري يلو.. النجمة في ضيافة العدالة.. والبكيرية يلتقي الجندل    25% من حوادث الأمن السيبراني لسرقة البيانات    المعداوي وفدوى طوقان.. سيرة ذاتية ترويها الرسائل    القراءة واتباع الأحسن    جمع الطوابع    تعزيز البنية التحتية الحضرية بأحدث التقنيات.. نائب أمير مكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية    صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين.. استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    أرامكو توسع مشاريع التكرير    ثقافات العالم    مراحل الحزن السبع وتأثيرتها 1-2    الاستخدام المدروس لوسائل التواصل يعزز الصحة العقلية    تقنية تكشف أورام المخ في 10 ثوانٍ    نائب وزير الدفاع يلتقي وزير الدولة لشؤون الدفاع بجمهورية نيجيريا الاتحادية    نائب أمير مكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي    محافظ الطائف يستقبل الرئيس التنفيذي ل "الحياة الفطرية"    مجمع الملك فهد يطلق «خط الجليل» للمصاحف    وزير الخارجية يترأس وفد المملكة المشارك بجلسة «التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة» في قمة مجموعة العشرين    أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي الذي تنازل عن قاتل أخيه    سلطنة عمان.. 54 عاماً في عز وأمان.. ونهضة شامخة بقيادة السلطان    القبض على مواطن لترويجه 44 كيلوجراما من الحشيش في عسير    163 حافظا للقرآن في 14 شهرا    لبنان نحو السلام    عودة للمدارس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«إرهاب الخوارج».. الوعي لا يكفي من دون حزم في المواجهة
القيادة السياسية للمملكة سبقت الجميع في التحذير من تداعيات الإرهاب في المنطقة
نشر في الرياض يوم 26 - 08 - 2014

القيادة السياسية في المملكة كانت واعية ومدركة منذ وقت طويل إلى خطر الإرهاب، بل عانت منه، واكتوت به منذ عقود، وأكثر من ذلك تحمّلت في سبيل مواجهته الكثير من الجهد، والإقناع، والتنسيق الدولي، ومضاعفة الجهود حالياً مع الواقع الجديد للإرهاب في المنطقة؛ حينما قرّر البحث عن السلطة وإعلان الخلافة المزعومة.
نحتاج إلى ضبط «الفتوى» ومتابعة «المنابر» ومحاسبة النخب المتطرفة ممن يتحدثون بالنيابة عن المجتمع في قضايا حساسّة
"إرهاب الخوارج" لم يكن طارئاً على المجتمعات الإسلامية، ولم يكن يوماً في معزل عن سلوكيات بعض أفراده، ولكن حتماً لا تزال هذه النبتة الشريرة تمارس استراتيجيات التمدد والتكيّف مع الظروف، من خلال التشكيك في الثوابت الدينية، والتغرير بالشباب، والترهيب واستعراض القوة، والتسويق لأعمال العنف والكراهية، والتخوين للدول والمسؤولين.
وبقي الخيار الوحيد للمواجهة أن نصيغ رؤية فكرية وأمنية واضحة، وحازمة، هدفها الأول تجفيف منابع الإرهاب، وضبط "الفتوى"، ومتابعة "المنابر"، ومحاسبة النخب المتطرفة التي تمارس تحريضها على المجتمع والسلطة تحديداً، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
"ندوة الثلاثاء" تتناول هذا الأسبوع خطر الجماعات الإرهابية، والدور التكاملي بين المجتمع والدولة لمواجهته، وتوعية الشباب من ركوب موجته تحت أي مبرر.
نبتة الخوارج
في البداية ذكر "د. إبراهيم الميمن" أنّه إذا أردنا أن نتحدث عن قضية نشوء ظاهرة الإرهاب، وبشكل عام في البيئة الإسلامية يمكن أن يجذّر الإنسان هذا الأمر إلى حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث أنّه من المعلوم أنّه في حياته -صلى الله عليه وسلم- نبتت نبتة الإرهاب، وذلك على خلفية معركة معروفة بعدها كانت ظاهرة قسمة للغنائم بطريقة رأى فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو الحاكم والإمام أن تقسَّم الغنائم لمصلحة الإسلام بطريقة معينة، فكانت تلك النابتة التي واجهت الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموقف بطريقة منكرة بشعة، حيث قال له: "أعدل يا محمد"، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ومن يعدل إذا لم أعدل"، ووقعت عليه الكلمة وقعاً شديداً، فقال: "أيأمنني أهل السماء ولا تأمنوني"، بعدها بيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ هذا الموقف ليس ردة فعل ولا موقفا شخصيا، وإنما هذا الفكر سيمتد، ولذلك قال: "يخرج من ضئضيء هذا قوم يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم، وعبادته عند عبادتهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان.. إلى آخر ما هنالك من الأوصاف"، موضحاً أنّ قوله: "يخرج من ضئضيء هذا" ليس المراد من نسلي كما بيّن كثير من الحفّاظ والمحدثين؛ لأنّ الثابت أنّ عامة الخوارج ليسوا من نسل هذا الرجل، وإنما المقصود على منواله وشاكلته، وفكره، وطريقته؛ مما يجعله أصل الخوارج وبذرتهم، وبالفعل كان ما أخبر به الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
د. الميمن: شبهات المحرضين تجاوزت «الولاء والبراء» إلى إسقاط شرعية الحكام
وأضاف أنّه في أحاديث أخرى أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ هذا الفكر سيمتد إلى قيام الساعة، ولذلك قال: "كلما ظهر منهم قرن قطع حتى يخرج في اعراضهم الدجال"، حيث أنّ "كلما" تدل على الاستمرار إلى قيام الساعة، ولذلك قال: "حتى يخرج في أعراضهم الدجال"، في إشارة إلى أنّ ضلالهم يمتد إلى هذا الضلال الكبير؛ إذ يخرجون في أوقات مختلفة من التاريخ، مستشهداً بما حصل في زمن سيدنا عثمان -رضي الله عنه-، وكيف قادوا الفتنة، وألبوا الناس، وركّزوا على ما كان يُركّز عليه في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث أنّ هذا الرجل ركز على قضية الأموال وقسمة الغنائم، وأيضاً في عهد سيدنا عثمان -رضي الله عنه- التركيز ذاته والقضية نفسها، وكانوا يتهمونه أنّه يحابي قرابته، وإلى آخر ما هنالك! وكانت الفتنة التي انتهت بمقتل هذا الخليفة الراشد الذي هو من خيرة الصحابة ومن المبشرين بالجنة، ثم كانت هذه النابتة في عهد علي رضي الله عنه.
وأشار إلى أنّه إذا أردنا أن نبحث في تسبيب هذه الظاهرة، فيمكن أن نقرأ هذا على ضوء ما ورد في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فالنبي الكريم بيّن أسباب حملهم هذا الفكر، من حماسة وطيش مع جهل وقلّة علم، وإن كانت هناك عبادة منهم فهم لا يُقاسون بكثرة العبادة، ولذلك قال: "يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم"، يعني ليس هناك فهم، ولا هناك أخذ لهذا القرآن من منابعه وعلى ضوء فهم سلف هذه الأمة، وإنما الأخذ بظواهر النصوص، ولهذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "يذهبون إلى آيات نزلت في الكفار فينزلونها على المسلمين"، وهذا واقعهم في كل عصر، مبيّناً أنّ البعد الفكري هو المبدأ الرئيس والمنطلق الذي ينطلقون منه، ولا يقلّل من شأن العوامل الأخرى التي تنشأ في كل ظروف وفي كل حين، وإنما البعد الفكري هو الأساس، مشدداً على أسباب أخرى من الجهل بالدين، والعاطفة، والتسرع، واستعجال النتائج، وكذلك حداثة السن، وقلّة التجرية، حيث ورد في أوصافهم "سفهاء الأحلام وحدثاء الأسنان"، وكل هذه إذا اجتمعت فهي أسباب، وهذا ما يظهر في هذا الفكر في كل عصر، خصوصاً عندما ننظر إلى ظروف نشوئه، وحينما ننظر أيضاً إلى تصرفاته وأفعاله وسلوكياته.
فكر الإخوان مثل الخوارج
وأوضح "د. عبدالله الرفاعي" أنّ ظاهرة الإرهاب أخذت بُعداً مهماً جداً، فإلى نهاية القرن الماضي كان الإرهاب محصوراً في فئات، وكان المجتمع يعزلها، موضحاً أنّ الخطير في العالم العربي مؤخراً أنّ الإرهاب أصبح مختلطاً ويدخل في جميع أفرع المجتمع، ولم يعد محصوراً في فئة معينة يمكن تحديدها والتعامل معها، ولكن أصبح تيارات متلاطمة، مؤكداً على أنّ الفكر الإرهابي محصور في إطار فكر الخوارج.
وقال:"الإرهاب مرتبط بفكر ديني أساساً، ولذا أدى فراغ المؤسسة الدينية ممثلة في العلماء والفقهاء في عدم تحجيم هؤلاء الإرهابيين"، مضيفاً أنّه مع بدايات القرن الماضي وظهور قضية فلسطين خرجت منظومات فكرية تقاوم الاحتلال
د. العسيري: تجهيل المجتمع سياسة مقصودة من «الإخوان» تمهيداً لمرحلة «الصحوة»
والصهيونية، مثل: القوميين، والعروبيين، والشيوعيين، ولكن يظل الإرهاب المرتبط بالفكر الديني هو الأخطر؛ لأنّ أغلبية المجتمع العربي مجتمع مسلم، وفي هذا الوضوع المليء بالإرباك خرج لنا هذا النموذج بأشكال جديدة، مبيّناً أنّه حينما تقرأ الآن الأدبيات الموجودة وهي -للأسف- أدبيات أعادت صياغتها جماعة رئيسة هي جماعة الإخوان المسلمين؛ إذ أخذت هذه الجماعة بأسباب الحضارة ولغة الخطاب الجميل وأعادت صياغة الفكر الديني، عندما نأتي إلى قراءته نجده هو ذات فكر الخوارج؛ لأنّ فكر الخوارج يعتمد على العقل، والاستنتاج العقلي لإنكار المنكر بدون أي ضابط شرعي، بينما نجد أنّ المؤسسة الدينية القديمة القائمة على المفتين، والذي يسير على النظام القديم قائمة، ولا تدري ماذا يحدث، وبالتالي بدأت تربية أجيال كبيرة وكثيرة على مسائل الانفلات الفكري أولاً؛ لأنّ الإرهاب في واقعه نتيجة للانفلات الفكري.
وأضاف أنّ المجتمعات غير المنضبطة هي التي تعاني من ويلات الإرهاب، ولحسن الحظ أن المملكة عندما تأسست على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-، كانت أنموذجاً لدولة إسلامية معاصرة، لذلك فإنّ الإشكالية ليست كبيرة في المجتمع السعودي، وإنما محصورة في أفراد وفئات محدودة، ولكن من حيث المجتمع والأمة نجد أنّ الناس مستقرون، يطبقون دينهم وشريعتهم، ويعيشون عصرهم، بينما في المجتمعات العربية الأخرى اختفت هذه الظاهرة بشكل نسبي، مشدداً على أنّ المجتمع العربي لم يستطع بنخبه وأطره السياسية أن يكون في مستوى التغيّر، وأصبحت بالتالي هذه البيئات الخصبة مرتعاً للإرهاب.
السلفية المحتسبة!
ولفت "د. عبدالرحمن العسيري" إلى أنّ الحلقة الأولى في تسلسل هذا الفكر تاريخياً بدأ في العصر الحديث، وتحديداً مع الجماعة السلفية المحتسبة التي بدأت بقضية التكفير، وقضية الحاكمية، وبعد هذه المرحلة جاءت مرحلة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنّ الاخوان لعبوا دوراً كبيراً جداً في تأسيس هذا الفكر، على اعتبار أنّهم تمكنوا من التعليم ووضعوا أسسه في المملكة، موضحاً أنّه إذا نظرنا إلى مبادئ وأهداف التعليم في المملكة نجد أنّ أول هدف من أهدافه الولاء
د. الرفاعي: التشكيك في إسلامية الدولة ومهاجمة الرموز «تطور تكتيكي» مخيف
والبراء، وهذه القضية كان لها دور كبير في تسييس الفكر، ثم نأتي إلى الهدف رقم (32) من الأهداف العامة للتعليم تنص على: "إيقاظ روح الجهاد الإسلامي لمقاومة أعدائنا، واسترداد أمجادنا، والقيام بواجب رسالة الإسلام"؛ إذاً المادة (32) تنص على الجهاد ضمن أهداف التعليم في المملكة! فيما تنص المادة رقم (11) من أهداف التعليم في المرحلة الثانوية على "إعداد الطلاب للجهاد في سبيل الله روحياً وبدنياً"، مبيّناً أنّ الإخوان ركّزوا بعد ذلك في استغلالهم للتعليم بكل أبعاده ومناشطه لتسييس المجتمع، حيث ركزوا على قضية الولاء والبراء، وعلى قضية الحزبية والأممية، وعلى قضية تسييس الدين بشكل عام، حيث كان المجتمع قبل مرحلة الإخوان بسيطاً، ولكن في مرحلة الإخوان أصبح المجتمع مسيساً وأممياً، ولا يؤمن بقضية المواطنة مطلقاً! بل لا يجوز لأي شخص التحدث في هذه القضية، ثم بعد ذلك قضية الولاء والبراء، وقضية النقد العام للمجتمع، وقضية النقد للدولة، وقضية النقد للحياة العامة، ولكل شيء، وأصبح بالتالي المواطن ناقماً على كل شيء.
وقال إنّ الإخوان مهّدوا لمرحلة الصحوة، والتي تعد امتداداً لمرحلة الإخوان بالطريقة السعودية، حيث أنّ أصحاب مرحلة الصحوة استمروا على ما كان في مرحلة الإخوان، مع إضافتهم نقطتين مهمتين، هما: الشهادة، والجهاد، إذ استطاعوا استغلال هاتين النقطتين بشكل كبير جداً في قضية التغرير بالشباب، ومن ثم تزامن مع مرحلة الصحوة مباشرة ظهور الحرب الأفعانية؛ مما جعل مشايخ الصحوة يركزون على هاتين القضيتين، خصوصاً وأنّ المجتمع كانت توجد فيه قضية الولاء والبراء، وقضية الحاكمية، وغيرها من تلك القضايا التي أصبحت مسلمات، لكن مشايخ الصحوة ركّزوا على قضيتي الشهادة والجهاد، وبدأوا يفسرونها
آل مرعي: لماذا جُرّمت التنظيمات الإرهابية الآن رغم وجودها قبل أربع سنوات؟
بتفسيرات مختلفة، من تأليب الشباب للذهاب إلى مراكز القتال في أفغانستان، ثم بعد ذلك استمرت بعد انتهاء قضية أفغانستان، حيث دخلوا في جميع مراكز القتال، في الشيشان، وأوروبا الشرقية ومن ثم العراق، والآن هم يتمركزون في سورية، مع استمرارهم في ذات القضيتين: الشهادة، والجهاد، واستخدامهم لها بشكل سيئ.
وأشار إلى أننا إذا نظرنا إلى هذه الحلقات المستمرة نجد أنّ الشباب أصبح -والمجتمع بشكل عام- مهيأ تهيئة كاملة، كذلك حدثت مشكلة كبيرة بسبب التعليم والتربية التي ربانا عليها الإخوان أكثر من (30) عاماً؛ مما أدى إلى أن نصبح بلا هوية، وأصبح الشباب في حالة جهل عام، مبيّناً أنّ تجهيل المجتمع هو سياسة مقصودة من قبل الإخوان؛ لتسييس القطيع، إلى جانب الأمر الثالث الذي ركزوا عليه واستطاعوا أن يحققوا فيه نجاحات كبيرة، وهو أنّ الشباب أصبح ناقلاً وفارغاً، بالإضافة إلى أنّ ظهور الإنترنت والإعلام الاجتماعي زاد القضية تعقيداً واتساعاً أكثر مما نتصور، حيث كانت قضايا الاستقطاب والتسييس تأتي عن طريق المشايخ والحلقات، ولكن الآن أصبحت المعلومات تأتي للشباب وهم في منازلهم وبعضهم عاطل عن العمل.
أخطاء تاريخية
وأوضح "د. علي الخشيبان" أنّ هناك أمرا في غاية الأهمية، وهو أننا لن نستطيع فصل التحليل الفكري للتطورات الإرهابية عن التحليل الفكري في الغرب، حيث كانت هناك تحليلات فكرية في الغرب تتوازن مع ما يحدث من تطورات، خصوصاً بعد سقوط الدولة العثمانية وبداية تأسيس جماعة الإخوان، وظهور "الكاريزما الجهادية" التي أثرت على الجماعات الجهادية في العالم الإسلامي، والتي أتت من الجهات الجهادية المصرية، مبيّناً أنّها كانت عنصراً رئيساً في تركيبة (القاعدة)، إضافةً إلى (داعش) اليوم، وعنصراً رئيساً في تركيبة الكثير من الأدبيات الفكرية التي نعاني منها اليوم؛ لهذا فإنّ هذه نقطة أساسية في تحليل القضية الإرهابية وكيف تعامل الغرب معها، لافتاً إلى أنّ هناك خطأ تاريخيا يتردد اليوم أنّ الدول العربية ومنها الدول الخليجية تبنت إرسال الشباب إلى مناطق الصراع، مشدداً على أنّ هذا يعد خطأ تاريخيا، لم يكن هذا الفكر تتحمله دول الخليج، وإنما يتحمله العالم كله، خصوصاً العالم الغربي؛ لأنّ العالم الغربي هو الذي كان يرفع راية الجهاد، وليست الدول الخليجية أو المملكة، والدول الغربية هي التي كانت تسهّل وصول الجهاديين إلى مناطق الصراع؛ لذلك فإنّ المنعطف الرئيس في التحولات الفكرية كان موجوداً في الحرب الأفغانية.
وأضاف أنّ هناك أمراً آخر مهما، يتثمل في أنّ عملية التحليل التي كانت في الغرب كانت على أساس النظر إلى هذه الجماعات أنّها معارضة ومقاومة، وهذا يعد خطأً تاريخيا تتحمله الدول الغربية وأمريكا على وجه الخصوص؛ لأنّ المراكز العلمية التي كانت تحلل للقيادات والرؤساء هناك كانت ترى ذلك، وفي الوقت ذاته كانت هناك أزمة تاريخية لدى الجماعات هنا في عملية إقامة الخلافة وإعادتها، ولم يكن الغرب يقرأ حقيقة الواقع، ولماذا قامت هذه الجماعات؟ ولماذا وجدت على الأرض العربية؟
استغلال الظروف
وأشار "د. محمد مظلوم" إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين هم الذين يتزعمون الأعمال الإرهابية التي تقع في مصر منذ أكثر من (40) عاماً، ويستغلون جميع الظروف السياسية، مثل: نزاهة الانتخابات والحريات، والظروف الاقتصادية، مثل: البطالة والفقر الذي يمرّ فيه المجتمع المصري، وهذا الوضع يشبه أوضاع بعض الدول العربية الأخرى. وأضاف أنّ الإخوان أيضاً كانوا يستغلون الظروف الاجتماعية التي كان يمر بها المجتمع، فضلاً عن استغلالهم الدين؛ مما صعد بهم إلى سدة الحكم، مشيداً بالموقف السعودي الذي أعاد لمصر هيبتها وقوتها.
الوعي بالخطر
وأكد "إبراهيم آل مرعي" على أنّ المملكة سبقت دول العالم بالتنبؤ بخطر الإرهاب، مبدياً استغرابه من بعض الكتّاب الأمريكيين الذين كتبوا أنّ المملكة اضطرت الآن للتخلي عن تنظيم (داعش) وتنظيم (جبهة النصرة) بعد قرار مجلس الأمن! حيث لم يتم ذكر الحقائق، وتم تناسي مواقف المملكة، ففي 8 فبراير 2005م دعا الملك عبدالله إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وفي مارس 2014م تم تجريم ستة تنظيمات، وهي: (القاعدة، داعش، جبهة النصرة، جماعة الإخوان المسلمين، حزب الله، الحوثيون)، وبعد خمسة أشهر من بيان المملكة صدر قرار مجلس الأمن (2170) الذي يجرّم تنظيم (داعش) وتنظيم (جبهة النصرة)، موضحاً أنّ الجميع في العالم العربي والعالم يتساءل: لماذا صدر هذا التجريم الآن؟ علماً أنّ هذه التنظيمات موجودة على أرض الواقع منذ أربع سنوات؟ ولا يوجد مبرر غير ذلك سوى أنّ كثيرا من الدول تعتقد أنّها قد تستفيد من هذه التنظيمات في تحقيق مصالح لها، ولكن في حقيقة الأمر هذه الدول ستكتوي بهذا الفكر وبهذا التوجه، ولو بعد حين.
وأضاف أنّ أوروبا اكتوت بتنظيم (داعش) في (2007م)، حيث فجّر دكتور بريطاني في مطار "جلاسكو" باسكتلندا، وفي (2010م) نفذ "تيمور عبدالوهاب" عملية انتحارية في "استوكهولم" بالسويد، وفي (2014م) فجر "مهدي بن موسى" متحفاً في "بروكسل"، وفي (2014م) نحر عنصر بريطاني من تنظيم (داعش) صحفياً أمريكياً، وبعد هذا الحدث تحرّكت الدول الغربية لإصدار قرار مجلس الأمن، بعد أن اكتووا بنار التنظيم! مشيراً إلى أنّه كان من المفترض معالجة هذه الأزمة قبل تفاقمها في دول الشرق الأوسط، وكان المطلوب احتواء الأزمة السورية، وعدم التلاعب بهذه المنطقة من خلال هذه التنظيمات، مبيّناً أنّ المنطقة تُركت لهذه التنظيمات، حتى استفحل أمرها، وقد ظن البعض أنّها قد تطحن بعضها في سورية، ولكنها خرجت بعد أربع سنوات أكثر قوةً وتمرساً وتدريباً على القتال، موضحاً أنّ القرار الذي صدر في ثوانٍ لا شك سيحد من قدرة التنظيمات، ولكنه لن ينهي قوتها ما لم تنته الأزمة السورية.
إرهاب لا يستثني أحداً!
وأوضح اللواء "د. سعد الشهراني" أنّ هناك إرهابا تقليديا من خلال الاغتيالات، واختطاف الطائرات، والرهائن، والتفجيرات، معتبراً أنّ الإرهاب الجديد هو ما حدث في (11 سبتمبر)، وهذا النوع لا يستثني أحداً، ويتحدى كل القوى وبالذات القوى العظمى، مشدداً على أنّ الإرهاب الجديد هو قضية خطيرة بالنسبة للعالم؛ لأنّه يهدد الأمن الوطني.
وقال إنّ قدر المملكة من المنظور التاريخي أن تكون في هذا المكان والمكانة، ورعايتها وخدمتها للأماكن المقدسة والإسلام، إضافةً إلى امتلاكها للنفط الذي يعد سلعة دولية استراتيجية، لافتاً إلى أنّ دولة في شكل قارة أمنها قضية لا تقبل المساومة، مؤكّداً على أنّ جهود المملكة الأمنية في مكافحة الإرهاب مشهودة، ونجاحها في ذلك معروف، حيث أنّ الأجهزة الأمنية لدينا متطورة بحكم اتساع رقعة الوطن؛ لذلك تم إعداد الأجهزة الأمنية على اعتبار مكانة المملكة ومساحتها الكبيرة، منوهاً بأنّه بسبب الأحداث الأخيرة نضجت المؤسسات الأمنية المتمثلة في القوات الخاصة، وقوات الطوارئ المنتشرة في جميع أنحاء المملكة.
وأضاف أنّ مسرح مكافحة الإرهاب لم يعد مسرح عمليات أمنية، ولا أدوات قوة ناعمة، وإنما أصبح مسرح عمليات عسكرية، حيث شنت الحروب، وعادت بعض المجتمعات بسبب الإرهاب إلى عصور قديمة جداً، ويخشى الآن من الإرهاب النووي، والكيماوي، والبيولوجي، موضحاً أن الدول تحتاج إلى أدوات أخرى، ولا تحتاج إلى أن تشن الحروب وحشد الجيوش بدعوى مكافحة الإرهاب، معتبراً أنّ هذا خطأ؛ لأنّ الحروب تولد الإرهاب أكثر مما تكافحه!
جهود المملكة في مكافحة الإرهاب
وبيّن "د. علي الخشيبان" أنّ المملكة تعد من الدول التي عانت كثيراً من الإرهاب ونتائجه، ومنذ عام 1980م وقعت حادثة "جهيمان" التي بلا شك حادثة إرهابية، ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم نجد أنّ المملكة لا تعمل بوحدها في مجال مكافحة الإرهاب، وإنما عبر شراكة دولية سواء عبر المؤسسات الدولية، أو من خلال شراكة مع دول بعينها، حيث أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية قد استطاعت إيقاف عمليات إرهابية كبرى كانت ستؤدي إلى نتائج وخيمة، بفضل تبادل المعلومات والتعاون الذي أبدته المملكة، والتي لولا إيمانها التام بالشراكة الدولية في محاربة الإرهاب لم تكن لتسرب تلك المعلومات، من أجل الحد من الأحداث الإرهابية.
وأضاف أنّ المملكة استخدمت منهجية ثاتبة وراسخة في عملية المعالجة، خصوصاً من خلال برنامج المناصحة الذي وضع إطاراً فكرياً لعملية التعامل، وقد طبقت بريطانيا هذا المنهج في السجون البريطانية مع الفئات الخارجة عن النظام والمتطرفة، كما منحت المملكة عام 2005م العالم فرصة بأن يحارب الإرهاب، من خلال منظمة دولية، ودعت إلى إيجاد مركز دولي للإرهاب، وما زالت إلى اليوم هي أكثر الدول محاربة لخطر الإرهاب، وأكثرها اهتماماً بمشكلته.
المجتمع الدولي
وعقب "د. محمد مظلوم" على ما ذكره "د. علي الخشيبان"؛ مبيّناً أنّ المجتمع الدولي لا ينظر إلى الأوضاع الإرهابية التي تقع في المنطقة العربية، إلاّ فيما يتعارض مع مصالحه، بدليل أنّ المملكة بعد أحداث (30-6) بمصر أعلنت أنّ جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، بينما الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة لم تعلن إلى الآن أنّ جماعة الإخوان جماعة إرهابية، حيث ما زال هناك تردد من الدول الغربية في إدراج جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، خاصةً بريطانيا التي ما زالت متخوفة؛ بسبب الضغوط على الحكومة.
وعلّق الزميل "سالم الغامدي" على ما ذكره "د. محمد مظلوم"؛ موضحاً أنّ الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية تحدث عنهم باحث استراتيجي قبل عدة أيام، حيث كان يرد على أسئلة بخصوص (داعش) و(حماس) و(حزب الله) والإرهاب في المنطقة، كاشفاً أنّ الولايات المتحدة لا تكيل بمكيالين، وإنما تكيل بعدة مكاييل، ولكل قضية مكيال خاص بها، حيث اعتبرت (داعش) في يوم من الأيام جزءا من المنظومة العربية الجهادية، ولم تعتبرها منظمة إرهابية، وسبق أن دعمت الإخوان المسلمين للوصول إلى السلطة في مصر.
الشرق الأوسط الجديد
وتساءل الزميل "هاني وفا" عن نظرية الشرق الأوسط الجديد التي ظهرت في الولايات المتحدة ثم خمدت، وهل الولايات المتحدة خصوصاً والغرب عموماً جاؤوا من الباب الخلفي لتنفيذ هذه الفكرة دون الإعلان عنها؟
وأجاب "د. إبراهيم آل مرعي"، مبيّناً أنّ الولايات المتحدة الأمريكية -خصوصاً في عهد وزيرة الخارجية كونداليزا رايس- وضعت استراتجية عام 2006م سُميت ب "ملاحة في بحر مضطرب"، وكتبت عدة نقاط في هذه الاستراتيجية، من أهمها: إعادة تغيير الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط، وفي منطقة الشرق الأقصى، ومن ضمنها تفكيرها في مدى تحالفها مع الحلفاء مثل المملكة، وجمهورية مصر العربية، لافتاً إلى أنّه عندما تقرأ هذه الاستراتيجية وهذه النقاط التي أعلنتها "رايس" أمام مجلس الشيوخ الأمريكي تعرف لماذا هناك توجه تجاه إيران؟
وقال إنّ هناك من يرى أنّ الولايات المتحدة تسير وفق استراتيجية واضحة، ولكن للأسف عندما ترى أنّ الأمور خرجت من سيطرتها تعمل على تغيير استراتيجيتها، على سبيل المثال التنظيمات، حيث هناك من يرى أنّها كانت تدعم هذه المنظمات، إلى أن وصلت التنظيمات لمرحلة احتلالها الموصل، وسد الموصل، والسيطرة على آبار النفط.
وأضاف "د. عبدالله الرفاعي" أنّ نظرية وجود شرق أوسط جديد لم تكن بالون اختبار، ولم تكن كذلك اختبار قضية الفوضى الخلاقة التي ذكرتها "رايس"، موضحاً أنّ كل المؤشرات تدل أنّ الأمريكان بدؤوا يبحثون عن تنفيذ هذه الاستراتيجية، والغريب أنّهم وجدوا حلفاء في المنطقة! لافتاً إلى أنّ الأمريكان ومنذ تعاملهم مع المملكة يرون أنّها لا تدخل ضمن الشرق الأوسط الجديد؛ لأنّ المملكة دولة مبادئ، معتبراً أنّ هذه نقطة ضعف في السياسة الخارجية والسياسيون في الغرب، حيث لا مبادئ لهم، منوهاً بأنّ هناك فئتين: إيران الدولة كما نعلم أنّها جمهورية إسلامية ولكنها سياسية بامتياز، حيث تبحث عن مصالحها، وقد اشتغلوا مع الأمريكان منذ حرب أفغانستان، وتحالفت مع أمريكا من أجل إسقاط صدام عندما عبرت القوات الأمريكية عن طريق إيران، والمفاجأة التي لم تنكشف إلاّ بعد دخول ما يسمى الربيع العربي هو دخول الإخوان على الخط، حيث دخلوا في حوارات ومناقشات مع الأمريكان بأن يكونوا أحد الحلفاء الذين ينفذون المشروع الأمريكي، مشيراً إلى أنّهما الفئتان اللذان استفادا من التدهور الذي حدث في العالم العربي إلى الآن، وعندما نبحث عمّن هو المستفيد تجد أنّ إيران توسعت سياسياً، إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين، وهذه قضية مهمة جداً.
وعقّب "د. محمد مظلوم" على ما ذكره "د. عبدالله الرفاعي"، كاشفاً أنّهم يتابعون هذا الأمر منذ ثلاثين سنة، حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تطبيقه بشتى الطرق، خاصةً إذا نظرنا إلى لبنان، وسورية، والعراق، موضحاً أنّ المفارقة الغريبة عندما ننظر الظروف التي تحارب فيها العراق، إلاّ أنّ الدول الغربية تقدم السلاح للأكراد، ولا تعطي الجيش العراقي السلاح، والأمر الآخر هو أنّه تكشف أنّ الإخوان كانوا على صلة مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2005م!
وعلّق "د. علي الخشيبان" على ما ذكره الجميع، مبيّناً أنّه يجب أن لا نعطي الولايات المتحدة الأمريكية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في قراءات الواقع الشيء الكثير، حيث ظلت بارعة في التخطيط وبناء الاستراتيجية، ولكنها تفاجأت بأنها فاشلة في توقع النتائج، والدليل على ذلك العراق، و(داعش)، إلى جانب وقوفها مع إيران، حيث نجدها في القضية السعودية-الإيرانية قد عادت إلى المفاهيم والمبادئ التي كانت المملكة تقولها عنها، منوهاً بأنّه صحيح أنّ الولايات المتحدة من الدول التي اعتمدت على استراتيجيات، ولكنها اليوم -خصوصاً بعد 2003م- اتضح أنّها فاشلة في توقع النتائج، وأنّ الإرهاب الذي يجتاح العالم العربي اليوم لا تتورط فيه أمريكا لوحدها.
محاسبة المتجاوزين
تساءل الزميل "صالح الحماد" عن دور الجهات المعنية في محاسبة من يعملون أو يحاولون العمل على تغرير الشباب، والسكوت عنهم؟، إلى جانب الدور الذي ينبغي بذله تجاه من يصفون أنفسهم بالعلماء ثم يعملون على تصدير آرائهم للجمهور في عدد من القضايا الحساسة؟.
وأجاب "عبدالمنعم المشوح"، موضحاً أنَّ هذه القضية محورية، مبيناً أنَّ دورهم في حملة السكينة محصور فقط في مناصحة بعض من يتصدون للفتوى من غير المؤهلين لها، لافتاً إلى أنَّ هناك معاناة من مشكلة المفاهيم عند النخب قبل أن نأتي على الشباب أو العامة، إلى جانب وجود معاناة تتمثل في مشكلة البناء الفقهي؛ لأنَّها تراكمات من مدارس متعددة وخليط من الإخوان والجهاديين، وهذا الخلط أوجد فجوات بين العلماء الكبار وبين الشباب، موضحاً أن هناك من يفتي أو يتحدث بغير علم، وبسؤال ومناصحته يجيب:"كي تبرأ الذمة"، ونجيبه أن ذمتك لم تُشغل فكيف تبرئها.
خطر المتعاطفين
تساءل الزميل «د. أحمد الجميعة» عن خطر المتعاطفين مع الأفكار الإرهابية؟، وأجاب «د. إيراهيم الميمن»، قائلاً إنَّ التعاطف مع الأفكار الإرهابية يُمثل تحدياً قديماً، إذ ما تزال بعض القنوات تُغذي الأفكار نفسها، خاصةً أنَّها تتجدد مع الأساليب، إضافة إلى ضعف اللغة الإسلامية التي توصل الرسائل، مُضيفاً أنَّه متفائل، في ظل أنَّ التعاطف هنا لا يمثل إحباطاً بالنسبة للمخلصين والصادقين والناصحين الذي يرسلون رسائل واضحة، في الوقت الذي ما يزال فيه السواد الأعظم في خير وإلى خير، إلى جانب وجود الُّلحمة والاجتماع بين أفراد مجتمعنا، كما أنَّه لابُدَّ أن يكون لنا دور نبذله في هذا الجانب بصورة واضحة وشفافة وصريحة تعمل على كشف أجندات وأخطار المشبوهين، إلى جانب أهمية تجاوز الخطاب العام إلى خطاب مؤصل مبني على استقراء شبهات هؤلاء وكشفها للناس.
المرجفون أخطر
أوضح «د.عبدالرحمن العسيري» حجم خطر المرجفين ومثيري الفتنة داخل المملكة وخارجها، قائلاً إنَّ المرجفين ما زالوا يمارسون الأسلوب نفسه بالطريقة نفسها، مُشيراً إلى أنَّ ممارسة هذه الطريقة تتم على عدة محاور، ممثلة في الخطاب الديني الذي لم يتغيّر ولم يتبدل في كثير من مساجدنا، في حين أنَّ الخطاب الدعوي يُمارس من قبل الأشخاص الذين كانوا يحرضون ويؤلبون، ومع ذلك فهم ما زالوا يمارسون الأدوار نفسها في كثير من المواقع، وحينما مُنعوا من التواجد والظهور عبر المنابر والقنوات المحلية استقطبتهم منابر وقنوات أخري ووسائل إعلامية خارجية ممارسين الدور ذاته، في الوقت الذي أصبحوا فيه مقربين من بعض الشباب الذين يصدقونهم ويؤمنون بآرائهم في كثير من الأحيان، مُضيفاً أنَّه رُغم وجود الفضاء المفتوح إلاَّ أنَّ الخطاب الإعلامي لدينا لم يؤد الدور المطلوب منه على أتمّ وجه، إذ إنَّ الإعلام لدينا ما يزال إعلاماً خبرياً، بينما الإعلام الآخر الذي يستخدمه هؤلاء هو إعلام تحليلي قوي التأثير.
التجاذبات الفكرية
أشار "إبراهيم آل مرعي" إلى أنَّ التجاذبات الفكرية في المجتمع تُعدّ من وجهة نظره ظاهرة صحية، إذ إنَّه يجب أن يتم قبول هذه التجاذبات الفكرية في المجتمع في جميع المسائل، ماعدا المسائل التي تُشكِّل خطراً على الأمن الوطني، مُؤكِّداً على أنَّه لا يمكن لأيّ مُفكِّر من أيّ تيار كان أن يتعاطف مع تنظيم "الإخوان" وقد جُرِّم في 7 مارس، كما أنَّه لا يُمكن لأيّ فكر أن يُبرِّر انتماء شبابنا لتنظيم "داعش" أو تنظيم "جبهة النُّصرة" تحت أيّ دليل أو حديث، وأنَّه متى ما صدر قرار يُوضِّح رأي الدولة فإنَّه من الضرورة بمكان أن يكون المفكر والمعلم والخطاب الدعوي في الخندق نفسه.
الوعي السياسي
تساءل الزميل "د. أحمد الجميعة" حول ما إذا كان الوعي السياسي اليوم متوافراً لدى المجتمع أفراداً ومؤسسات تجاه التطورات والأحداث؟، وأجاب "د. عبدالله الرفاعي"، موضحاً أنَّه من المهم جداً معرفة أحد مصادر تغذية الفكر الإرهابي السائد، إذ إنَّ هناك أطرافاً تمت الإشارة إليها بالتجاذبات، وحيث إنَّ هناك أيضاً فئات في المجتمع السعودي، فإنَّ هذه التجاذبات تُعد أحد الموارد التي يُعتمد عليها المتطرفون، أمَّا الوعي السياسي لدى الأفراد فهو ليس موجوداً، وبالتالي فإنَّ هناك حاجة إلى رؤية واضحة لمواجهة المشكلة، إلى جانب وجود حاجة للحزم والحسم، والمؤسف أنَّنا كمجتمع لا نملك الوعي السياسي، كما أنَّ ما أفرزته ثورة الربيع العربي كشفت أنَّ النُّخب ضعيفة وليس لديها وعي سياسي، مؤكداً على أنَّ هذه الجماعات تحتاج إلى وعي مجتمعي ووعي سياسي، وإلاَّ فإنَّنا سنقع في عدد من المشكلات.
استفزاز الشباب
تساءل الزميل "محمد الغنيم" عن سهولة استفزاز بعض شبابنا من الخارج ضد حكومتهم، وأجاب "د.علي الخشيبان"، قائلاً: الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى مطالب، وتحديداً استراتيجية وطنية لتغيير الخطاب الديني، كما أنَّنا نحتاج إلى تشجيع فكرة المراجعات وبثها إعلامياً، إلى جانب قبول التوبة من المخطئين في حق أنفسهم ومجتمعهم، ولا نريد هنا أن نحصر بعض الفئات من المجتمع في زاوية لأنَّهم مجرمون، فإذا كانت لديهم فرصة للتوبة فليعودوا، كما أنَّ هناك حاجة لتشجيع كبار العلماء على نقطة مهمة جداً وهي الجرأة في تحديد من هو المخطئ فيما يتعلَّق بتحديد من هم هؤلاء الجماعة وتحديد سمات الفكر المعتدل.
رئيس التحرير: الإرهاب الجديد تجاوز العنف والقتل إلى البحث عن السلطة والخلافة المزعومة
أكد الزميل رئيس التحرير الأستاذ تركي بن عبدالله السديري على أهمية فهم واقع الإرهاب الجديد الذي أضاف إلى أفكار العنف والكراهية والقتل والتدمير فكرة البحث عن السلطة وإعلان دولة الخلافة المزعومة، مشيراً إلى أن هذه التطورات الفكرية الخطيرة للجماعات الإرهابية تتطلب وعياً مجتمعياً للحد منها، وعدم تمكينها في نفوس الناشئة والشباب، إلى جانب مشاركة مؤسسات المجتمع مع الدولة في التصدي لتلك الأفكار، وبيان خطرها، وأبعادها، وأهدافها القريبة والبعيدة.
الزميل تركي السديري متحدثاً في الندوة عن واقع الإرهاب الجديد
وقال في مستهل تقديمه ل"ندوة الثلاثاء" عن "خطر الجماعات الإرهابية" إن ما وصل إليه العالم العربي اليوم من الانحدار، والتأزيم، والأزمات، كان مقصوداً، ولم يكن طارئاً كما يتصور البعض، موضحاً أن الواقع مخيف ومخجل، ويحتاج إلى إرادة سياسية للخروج منه، وقوى مجتمعية تدرك أن الإرهاب والقتل ليس حلاً للمشكلة، ولا يمكن أن يكون كذلك، مستدركاً:"كيف هو حال العراق الذي كان يوماً مقصداً للباحثين عن الرزق؟، وكيف هي سوريا التي أنجبت العلماء والمفكرين؟، وما هو واقع اليمن الذي كان سعيداً يوماً ما؟"، مضيفاً:"كان ينقصنا الوعي السياسي والاجتماعي لنفهم كيف التقت مصالح الأعداء على حساب تفرّقنا، وتخلفنا عن مشروع النهوض نحو الأمام المتحضّر".
وأضاف أن المملكة قطعت شوطاً كبيراً في مواجهة الإرهاب، ولا تزال تتحمل مسؤوليات كبيرة جداً في سبيل ذلك، ولم تتخلّف يوماً عن المجموع الدولي لتنسيق جهوده، وكبح تمدده، وتطوره فكرياً وهو الأخطر، مشيداً برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في معالجة واقع الإرهاب الجديد الذي يبحث عن السلطة، مبيناً أن الملك عبدالله في خطابه الأخير فك ارتباط الإرهاب عن الإسلام أولاً، ثم دعا إلى جهد دولي أكبر لمواجهته من خلال إنشاء مركز مكافحة الإرهاب، إلى جانب التخلي عن لغة الصمت الدولية في إدانة ممارساته، ودعم قدراته، كذلك استنفار مؤسسات المجتمع نحو التوعية بخطره وتحديداً على الشباب، وأمن واستقرار الوطن.
نحتاج إلى رؤية واضحة وحازمة في المسائل الدينية
قال "د. إبراهيم الميمن" إن المجتمع بحكم عاطفته يحتاج إلى جهود العلماء، كما أنَّ على المؤسسات أن تؤدي دورها في جوانب الإرشاد والتوجيه والتوعية؛ للوصول إلى كافة الشرائح، خاصة شريحة الشباب، إلى جانب أن هناك بيانات صادرة من "وزارة الداخلية" تحتاج إلى تفعيل في المؤسسات، مشيراً إلى أن أي شخص يعمل في مؤسسة رسمية ويمارس عملاً أو برنامجاً ما يناهض سياسة الدولة، فإن هناك إجراءات تتخذ من قبل المؤسسة نفسها، وهذه صلاحية تمنح لكل المؤسسات بيد أنَّها لم تُفعّل بالشكل المطلوب.
ودعا "د. عبدالله الرفاعي" إلى وجود رؤية واضحة وموحدة لمواجهة خطر الإرهاب، مشيراً إلى أن المطلوب هو أن تكون لدينا مؤسسات إعلامية وثقافية وتربوية فاعلة وقادرة على أن تعمل بحرفية، وإلاَّ فإننا سنقع في مشكلة ما في المستقبل، كما أنه من الضروري أن يكون هناك وضوح وحزم في المسائل الدينية، إلى جانب الضرب بيد من حديد على المخالفين والمتجاوزين، خاصة فيما يتعلق بجانب الفتوى؛ لأن ترك الفتوى لمن هب ودب سيفتح أبواباً خطيرة في هذا الجانب، فإمام الحرم -مثلاً - ليس مفتياً، لأنَّ المفتي هو الذي يُعينه الإمام السياسي، حتى إن كان أقل العلماء علماً، وبالتالي فإنه لا يجب أن نجامل في المسألة الدينية.
وأشار اللواء "د. سعد الشهراني" إلى أهمية تعزيز الوسطية بالرؤية التي تحدث عنها "د. عبدالله الرفاعي"، موضحاً أن مكافحة الإرهاب تتطلب أن تكون مبادراً، وفي حالة هجوم مستمرة ولا تخلد إلى الدفاع، إلى جانب أهمية العناية بجانب الإصلاح الاجتماعي والتنموي في الوطن، ومحاربة الفساد حتى لا نترك مجالاً لإثارة الرأي العام.
وتوقع "د. عبدالرحمن العسيري" أن نصل إلى وعي مجتمعي أفضل بحقيقة هذه المنظمات، حيث بدأنا الخطوة الأولى، وهي تعرية هذه الأنظمة وإيضاح حقيقتها، مقترحاً أن تتبنى "جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية" مُمثلة في "كلية الشريعة" مؤتمراً عالمياً لتأصيل مفهومي الجهاد والشهادة.
وعاد "إبراهيم آل مرعي" متوقعاً على المستوى الدولي أن يكون هناك ضرب للتنظيمات الموجودة في "العراق"، مشيراً إلى أنها ستتفكك خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر من الآن، كما أنها ستنتهي الأزمة السورية بالتوازي؛ لأنَّ الأحداث هناك أصبحت تُشكل خطراً على الأمن الأوروبي والأمريكي.
إستراتيجيات الجماعات الإرهابية
1- التشكيك في الثوابت الدينية
أوضح "د. إبراهيم الميمن" أن عمل هؤلاء الإرهابيين ليس عملاً قائماً على ردود أفعال، أو حماس بناءً على مواقف معينة أو أحداث تقع، وإنما هي فعلاً إستراتيجيات وتنظيمات تعتمد السرية والتمدد، وتعتمد كذلك على التكيّف مع الوقت، مشيراً إلى أن شبهات التشكيك في السابق كانت تعتمد على شبهات دينية مثل الولاء والبراء وإعانة الكفار، ولكن شبهات اليوم هي شبهات حقوقية مدنية للتكيّف مع الواقع.
وقال إن التشكيك في ثوابت المجتمع لم يكن فجأة من دون مقدمات، وإنما كان تكتيكاً اتبعت فيه التنظيمات الإرهابية مسارات كثيرة، من أهمها إسقاط هيبة العلماء ومكانتهم، والتشكيك فيهم بأنهم عملاء، وأنهم علماء سلطة، ولا يفقهون الواقع، ثم ترميز أناس يراد منهم أن يكونوا مراجع بديلة؛ لأن الشباب لا بد أن يكون لهم من يعودون إليه في مثل هذه المواقف سواء في صورة فتاوى أو صورة تنظير أو في غير ذلك، وهذا جزء من عملية التشكيك في الثوابت الدينية.
وأضاف أن هناك مسار آخر طغى في الوقت الحاضر، وهو تعليق بعض التصرفات بالدعوات الاصلاحية، ودعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب على وجه الخصوص، حيث كان الإرهابيون في السابق يتعلقون بنصوص أئمة الدعوة والاتكاء عليها، وهو أمر مقصود؛ لأن الدعوة لم تأت بجديد وإنما إعادت الناس إلى دين النقاء والصفاء، وتنقيته من البدع والخرافات.
وأشار إلى أن من بين مسارات التشكيك في الثوابت أيضاً ما له علاقة باختطاف مصطلحات معروفة، مثل الولاء والبراء بمفهومها المشوّه الذي أرادوه، ومفهوم الجهاد، والحاكمية وغيرها من المصطلحات التي انطلقوا من خلالها إلى اسقاط شرعية الحكّام، مؤكداً أن هذه الركيزة في إستراتيجيتهم مقصودة، موضحاً أن شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد ساهما بشكل كبير في تمرير تلك المفاهيم، والتشكيك في ثوابت الأمة لتحقيق أهداف تلك الجماعات التي استغلتها باحترافية لتصل إلى عقول الشباب.
2- التغرير بالشباب
وقال "د. عبدالرحمن العسيري" إن إستراتيجية التغرير مخطط لها إلى أبعد الحدود، وتعتمد بالدرجة الأولى على شعور الشباب الإسلامي - والسعودي خاصة - ب (فقدان الهوية)، وإحياء الخلافة الإسلامية كبديل لتلك الهوية، ودعوة الشباب إلى الانضمام لهذه الجماعات ليكونوا جزءاً من الدولة الإسلامية التي تعيد للمسلمين أمجادهم كما يزعمون، مشيراً إلى أن تلك الجماعات نجحت إلى حد كبير في تحقيق ذلك الهدف، مستشهداً بعدد من السعوديين المغرر بهم ممن مزّقوا جوازات سفرهم، ورفضوا الانتماء إلى هذا المجتمع ولا يريدون الانتماء إليه أصلاً، وإنما يريدون الانتماء إلى الجماعات التي وعدتهم بالخلافة الإسلامية.
وأضاف أن القضية الثانية التي استغلتها الجماعات الإرهابية هي ما يمكن أن نسميه بقضية (الشعور بالضياع)، حيث استغلوا هذه النقطة لدى الشباب، خاصة ممن لديهم فراغ في المجتمع السعودي، أو في المجتمعات الخليجية والعربية، إلى جانب قضية ثالثة يمكن أن نسميها بقضية (التعزيز النفسي) وهذه القضية اشتغلوا عليها بشكل كبير جداً، حيث الشخص الذي ينتمي إليهم يشعر بالثقة، والقوة، ومن هنا يستغلون الشباب في الجبهات القتالية ووضعهم في الصفوف الأمامية.
وأشار إلى قضية رابعة وهي (الدفاع عن المستضعفين)، واستغلال تلك الجماعات لها إعلامياً بشكل قوي، كذلك قضية (وعد الشباب المستشهدين بالحور العين)، مبيناً أنه أثناء تصفحه لأحد المواقع الجهادية وجد أن أحدهم يسمي نفسه "الناكح بأمر الله"، ثم وضع تحت المعرّف الخاص به "إنني اقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الناكح لصفية بنت حيي!"، مستغرباً درجة السذاجة التي وصل إليها كثير من الشباب والتأثير عليهم لتحقيق أهدافهم.
وعلّق "عبدالمنعم المشوح" على إستراتيجية التغرير، قائلاً: "المؤثر الأساسي في التغرير بالشباب هو فكري بامتياز، والدليل أن هؤلاء المغرر بهم لا يوجد لديهم انتماء لوطنهم، بل لديهم كره شديد لهذا البلد"، مشيراً إلى أن هؤلاء فوضويون في تفكيرهم، ولديهم مسارات مجندين فيها على أرض الواقع أو في الانترنت.
ورأى "د. علي الخشيبان" أن الشباب الذين تم جلبهم للجماعات الإرهابية وتعاطفهم معها - خاصة بعد الربيع العربي - يزداد كثيراً عن تلك الأعداد التي كنّا نشاهدها أيام القاعدة، والسبب أن الفكرة الايدولوجية التي كانت تستخدمها القاعدة لم تكن تتحدّث عن السيطرة والبناء السياسي والخلافة بالشكل الذي نراه في (داعش) اليوم، ولذلك أصبحت هذه المدلولات، خاصة مدلول الخلافة والأمة مغرية لدى الشباب؛ ليكون لهم دور في السلطة.
3- الترهيب واستعراض القوة
وأوضح "اللواء د. سعد الشهراني" أن عملية الترهيب وإثارة الرعب هي أحد أهم إستراتيجيات الإرهابيين للوصول إلى أهدافهم، ومن ذلك مثلاً قطع الرؤوس بالسكين، وتصويرها ونشرها أمام الملأ في الانترنت، كما حدث للصحفي الأمريكي من قبل تنظيم (داعش)، مشيراً إلى أن هذا التنظيم مارس ولا يزال دور الترهيب لتخويف الناس، وإظهار قوته، وبطشه، واستعراض مكانته وسيطرته؛ بحثاً عن مزيد من الاتباع، والضغط على الدول.
4- التسويق لأفكار العنف والكراهية
وأكد "د. عبدالله الرفاعي" أن هذه الجماعات متطورة جداً في فهم الرسالة الإعلامية، وتقديمها بشكل احترافي، مشيراً إلى أن هناك تغيّر حدث خلال العشر السنوات الماضية في الذائقة الإنسانية، حيث أصبح الإنسان يحب العنف، والأخطر أن فئة الشباب تحولت من حالة الحب إلى التلذذ بالعنف، مبيناً أن الإعدامات التي تمارسها (داعش) هي عملية جذب، وتسويق عملي للأفكار التي يؤمنون بها، وبالتالي منظر القتل أصبح يجذب كثيراً من الشباب لدينا؛ لأنه وصل إلى مرحلة التهيئة الكاملة.
وقال:"التسويق للأفكار الإرهابية يبدأ بعد ما تصل تلك الجماعات إلى مرحلة متقدمة من التشكيك في الثوابت، والاحباط، ثم اليأس؛ تمهيداً لتهيئة الشباب إلى درجة من الاستعداد للتضحية والموت مهما كان ثمن الأبرياء".
5- التخوين للدول والمسؤولين
واتفق "د. إبرهيم آل مرعي" مع ما ذكره "د. عبدالله الرفاعي" من أن هؤلاء الإرهابيين يملكون إعلاماً أقوى من الإعلام الذي لدينا، مشيراً إلى أن إستراتيجية التخوين لديهم تعتمد على أن الدولة عميلة والمسؤول فاسد، ولكن يبقى السؤال: كيف نواجه فكر التخوين؟.
وقال: "من وجهة نظري تتم المواجهة بطريقتين، وهما: التواصل التقني، وتقديم الإنجاز بالأرقام"، مشيراً إلى أنه قبل شهرين انتشرت رسالة عن طريق "الواتساب" عن انجازات الرئيس رجب طيب أدوغان، حيث تكررت الرسالة أكثر من 12 مليون مرة، واحتوت على (38) كلمة فقط؛ لذا نحن بحاجة إلى ايصال مثل هذه الرسائل إلى المواطن، موضحاً: "أنا لا أطلب أن نلّمع الدولة، ولكن لدينا انجازات جبّارة حققها خادم الحرمين الشريفين خلال تسع سنوات ونأمل تقديمها بالصوت والصورة بكلمات قليلة، ومدة زمنية مختصرة، كذلك نطلب من الوزراء والمسؤولين أن يقدموا للمواطنين منجزاتهم ومشروعاتهم مبرمجة بالجدول الزمني، لهذا لا بد من لغة التواصل ثم لغة الأرقام".
المشاركون في الندوة
أ.د.إبراهيم الميمن وكيل جامعة الإمام وباحث متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية
أ.د.عبدالرحمن العسيري أستاذ كرسي دراسات الوحدة الوطنية
أ.د.عبدالله الرفاعي عميد كلية الإعلام والاتصال وأستاذ كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والثقافات
د.محد جمال مظلوم وكيل كلية الدراسات الاستراتيجية بجامعة نايف والخبير الأمني في شؤون الشرق الأوسط
د.علي الخشيبان كاتب وباحث في الشؤون السياسية
اللواء د.سعد الشهراني عميد القبول والتسجيل بجامعة نايف متخصص في قضايا الأمن الوطني
العقيد أركان حرب متقاعد إبراهيم آل مرعي باحث في الشؤون الأمنية والجماعات الإرهابية
عبدالمنعم المشوح مدير حملة السكينة لمكافحة الفكر المتطرف بوزارة الشؤون الإسلامية
حضور «الرياض »
سالم الغامدي
د.أحمد الجميعة
هاني وفا
صالح الحماد
محمد الغنيم
أيمن الحماد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.