لقد احتفى النقاد بديوان الشاعر سعد الحميدين الأول الموسوم ب"رسوم على الحائط" الصادر عام (1976م)، ومنهم من كان ينكر التجديد على النحو الذي مارسه الحميدين مثل: عزيز ضياء ولكنه قَبِلَه وأشاد به فرأى فيه معلماً لريادة الشعر الحر، ولكنه لاحظ ما أسماه جراحاً موسيقية يصدم الأذن وتشتت تدفق اللحن وانسيابه، وقد وصفه بعض النقاد العرب كأحمد كمال زكي بأنه يظل بين شعراء المملكة نبرة متميزة آسرة، وأنه يخوض حواراً فنياً مع الكلمة، وكذلك فعل الدكتور حسن ظاظا الذي وصفه بأنه شاعر يملك زمام فنه، وقد أصدر ديواناً ثانياً وذلك عام (1986م) وهو "خيمة أنت والخيوط أنا" ثم أصدر ديواناً ثالثاً عام (1990م) وهو "ضحاها الذي" واتبعه بديوان "وتنتحر النقوش أحياناً" عام (1992م). ويبدو الشاعر في بعض قصائده منشغلاً بذاته، مما جعل الصوت أحادياً مجهض العبارة أحياناً في حواريات تنبئ عن حس درامي لم يتوفر له من زخم التجربة ما يعينه على مدها بمدخور أوفر يتصاعد في مقاطع القصيدة ويجعلها قابلة للتحويل والتنامي، ولهذا كثيراً ما تنطفئ العبارة في سكونية نثرية لا ينتشلها منها إلا حرص الشاعر على الإيقاع هادئ (فعولن) تنم عن هدوء نثري وسردية هادئة كما يتضح ذلك في قصيدته "رحلة خارج المكان". توكل.. فما أنت.. أنت فأنت الذي كنت.. وكنت فما بالهم قد أشاروا بأن الطريق هناك طويل.. كأي طريق..