«يلهث مبهوراً من ضوء الماضي. يأتي. لا يأتي؟! لكن صداه. يتثاءب فوق سرير الذاكرة المنخورة. عيناه تمسح خارطة الماضي.. ف .. الصفحة لازالت مفتوحة. والسهم يشير إلى الآتي». بجزء من هذه القصيدة، التي أحتلت الغلاف الأخير من المجموعة الشعرية الجديدة وعنوانها «وعلى الماء بصمة» (دار الجمل)، يقدم الشاعر سعد الحميدين تجربته الجديدة، التي بقي يواصل مراكمتها في مثابرة لافتة تستحق الانتباه النقدي، هو الذي يعد في رأي الباحثين ومؤرخي الأدب أحد رواد الشعر الحديث، حين أصدر أول ديوان شعر تفعليه في العام 1977. تضم المجموعة، التي يأتي ترتيبها ال8 ضمن مجامعه الشعرية، 14 نصاً شعرياً جديداً. وكانت آخر مجموعة شعرية صدرت بعنوان «غيوم يابسة 2007». يذكر أن الحميدين سبق أن صدرت له عن دار المدى «الأعمال الشعرية 2003» للمرحلة الأولى التي تنحصر بين عامي 1976 و 1998، وهي المجموعات التالية: « رسوم على الحائط 1977، خيمة أنت والخيوط أنا 1986، ضحاها الذي 1990، وتنتحر النقوش أحياناً 1991، أيورق الندم 1995 وللرماد... نهاراته 2000». . وقدم لها الدكتور عبدالله الغذامي. تُرجم ديوانه الثاني إلى الإنكليزية وكتب مقدمة له حسن ظاظا، كما ترجمت بعض قصائده إلى الإنكليزية والفرنسية. وتناولت نقدياً تجربة الشاعر الحميدين عبر كتابين «الحداثة في الشعر السعودي: قصيدة سعد الحميدين نموذجاً 2002» للناقد السوري عبدالله أبو هيف، وللناقد عبدالملك مرتاض كتاب «رحلة نحو المستحيل 2007».إضافة إلى عدد من الدراسات المطولة كما في كتاب «القصيدة والنص المضاد» للدكتور الغذامي، وكتاب «ظاهرة التعالق النصي في الشعر السعودي» للدكتور علوي الهاشمي، كما كتب عن شعره عدد من النقاد العرب البارزين نشرت في المجلات المتخصصة والتي نشر فيها بعض القصائد. ويجمع الحميدين بين كتابة الشعر والمقالة، إذ يواظب النشر في زاويته «لمحات» بجريدة «الرياض».