طريق «القصيم - المدينة» إنجاز رائع ورقم باهر يسجل في الصفحة الناصعة لإنجازات وزارة المواصلات.. طريق طالما انتظره أهالي القصيم.. وأهالي حائل.. وأهالي الشمال.. وقاصدو بيت الله الحرام من حجاج وعُمّار.. وزائرو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط المملكة وشمالها الشرقي ومن الكويت وغيرها من الدول التي يسلك أهلها هذا الطريق بالآلاف في كل اسبوع.. شارف هذا البناء الضخم على الانتهاء.. ولكن بقي لهذا الطريق شيء مهم جدا هو مكمل له.. إن ما بقي هو مثل الملح والبهارات مع الطعام.. إذا أكل بدونها لا طعم ولا ذوق له.. وكذلك الخدمات «خدمات السيارات وخدمات الإنسان» التي هي من أهم الأشياء في كل طريق.. تصوروا طريقا بدون محطات بنزين أو مطاعم أو مساجد كيف سيعاني المسافرون عليه.. وقد حصلت تجارب مريرة في العديد من الطرق التي لا تتوفر بها الخدمات. وبعض الطرق وزعت عليها الخدمات بشكل غير مناسب.. خذ مثالا على ذلك طريق الرياض - القصيم لا توجد عليه محطات وقود وخدمات إلا في موقعين تابعين لشركة ساسكو ونفذا بشكل مؤثر على تصميم الطريق وحركة المرور.. ثم نفذت بعد ذلك محطتان في موقعين آخرين قرب العتش وقرب المجمعة وشهدتا اقبالا نظرا لموقعهما الصحيح وسهولة الدخول والخروج منهما وتوفر جميع الخدمات الضرورية فيهما من مطاعم متكاملة وبقالات وورش ومساجد ودورات مياه نظيفة وكافية.. وفي المقابل توجد أكثر من 30 محطة في مدخل الرياض وبالاتجاه الذاهب إلى القصيم إلى شرق الطريق وعلى مسافة تقل عن 20 كم..!! بينما لا توجد إلا محطة واحدة في غرب الطريق..!! يجب أن يكون هناك توزيع صحيح للاستراحات ومحطات الوقود واستثمارها بالشكل السليم الذي يخدم المستهلك والمسافر.. انني أوجّه نداء إلى وزارة النقل بأن يكون طريق القصيم - المدينة نموذجاً ومثالاً يحتذى بخدمات الطرق.. واعتقد ان الطريق مشجع جداً للمستثمرين عليه لما يلحظ عليه من حركة مرورية كبيرة.. وبالتالي وجود عائد مجز للمستثمر يشجعه على الاستثمار.. إن المسافر هو بأمس الحاجة إلى خدمات مريحة واستراحات مناسبة وسيدفع مقابل ذلك إذا كانت الخدمة متميزة.. ولكن ما يخشى منه هو نشوء استراحات على مستوى ردىء فنياً وصحياً.. كما هي على معظم الطرق.. حيث تجد المطاعم المتهالكة والرديئة والتي تقدم طعاماً رديئاً.. أو دورة مياه لا تتوفر بها المياه في معظم الأحيان.. أو بنشرياً يجعل من سيارات المسافرين حقل تجارب له لأنها بعيدة عن الرقابة.. إنني أتمنى أن تقوم وزارة النقل بوضع ضوابط تشجيعية وعقابية للمستثمرين على طرقنا ولتبدأ بطريق «القصيم - المدينة» مثل ان تمنح الأرض مجاناً للمستثمر أو ان توصل له الكهرباء مجاناً ويمكن أن يكون ذلك من نوع الاستثمار المنتهي بالتملك لوزارة النقل.. بعد فترة يؤول المشروع الاستثماري فيها للوزارة وبالتالي استغلال عوائده لصيانة الطريق.. إنما المهم والضروري هو تشجيع المستثمرين الذين يهابون الدخول في مجالات الاستثمار في الطرق ويجب أن تكون هذه الاشتراطات ذات نموذج موحد وبتصميم واحد توافق عليه الوزارة كأن تكون هذه الاستراحات على بعد كل 50 كلم وان يشتمل هذا التصميم على كافة الخدمات اللازمة للمركبة وللإنسان مثل «الفنادق أو الغرف - المطاعم - محطة وقود - ورشة وغيار زيوت - بنشر - مسجد - دورة مياه - مركز إسعاف».