على الرغم من اهمية الطرق السريعة كصلة وصل بين مدن المملكة يستفيد من شبكاتها المتشعبة كافة المواطنين والمقيمين, الا ان معظم الاستراحات المنتشرة على جنباتها تعاني من سوء الخدمات واسعارها مرتفعة . محطات تبيع الوقود بأسعار أعلى من الرسمية واظهرت جولة قامت بها «اليوم» على بعض الاستراحات على الطريق السريع بين الدماموالرياض الحال المزري الذي وصلت إليه هذه المنشآت من سوء في التنظيم وإنحدار شديد في الشروط الصحية ويمكن ملاحظة هذه الجوانب بدون أدنى مجهود, وكل هذا يحدث بعيداً عن الجهات الرقابية والمختصة. ويقول مالك المحمد (مندوب مبيعات) انه يتنقل بواسطة هذه الطريق بشكل منتظم , ويستخدم مضطراً استراحات محطات الوقود ,التي اعتبر خدماتها مزرية . ويقول «جميعها سيئة جداً فلا يمكن إيجاد دورة مياه واحدة نظيفة او مياه نظيفة يمكن استخدامها, وزد على ذلك الخدمات الأخرى فالزائر يشاهد القوارير في كل ناحية من محطات الاستراحة والمرافق المخصصة للاستخدام العام تخلو من المتابعة تماماً» . ويتساءل المحمد لماذا لا يخصص لكل مرفق عامل يقوم بالاهتمام بنظافتها وبمقابل مادي بسيط ؟. ولا توجد متابعة من الجهات المختصة للرقي بهذه الاستراحات, فكل الاستراحات تقريباً قد عفى عليها الزمن وتحتاج لإعادة انشاء بمواصفات تليق بالمواطنين وضيوف المملكة. وتابع «ما يدعو للاستغراب انه عندما يتم افتتاح أي استراحة على الطريق تكون في حالة جيدة ومميزة لأول ثلاثة أشهر فقط وبعد ذلك تبدأ في الإنحدار حتى يصل حالها إلى مستوى رديء والسبب يعود إلى إنعدام الصيانة والاهتمام, بالإضافة للذين يقومون بتأجير الاستراحات والمحطات مقابل أجر ثابت لتقوم بعد ذلك العمالة الأجنبية بالسيطرة عليها وفق مقاييسها». وفي إحدى الاستراحات كان المسافر مصطفى يوسف يحاول استخدام دورة المياه كي يتوضأ للصلاة وكان يعلق بقوله : هناك مشكلة دائمة في الاستراحات التي تقام على الطرق وهي مشكلة الصيانة, فجميع الاستراحات تقريباً لا نشاهد بها أي دليل على وجود أي نوع من الصيانة بالإضافة لعدم وجود أي من درجات النظافة وخصوصاً في دورات المياه والغرف المخصصة للعائلات, أضف الى ذلك المطاعم وما فيها من مخالفات صحية والتي لا يمكن حصرها, كل هذه الخدمات تقدم دون المستوى إطلاقاً، وهذا المستوى من الخدمات لا يعكس إطلاقاً ما وصلت له بلادنا الغالية من رقي فيما يقدم للمواطن والمقيم من مستوى راق . هناك عدم متابعة من الجهات المختصة للرقي بهذه الاستراحات, فكلها تقريباً قد عفى عليها الزمن وتحتاج لإعادة إنشاء ولكن بمواصفات تليق بالمواطنين وضيوف المملكة. وأضاف «حتى نكون عادلين مع انفسنا والآخرين هناك بعض الاستراحات التي تتوفر فيها الخدمات مثل المسجد والمقهى وبعض استراحات العوائل لكن بمستوى ضعيف وقد يكون اقل من الحد الأدنى المطلوب. كما توجد هناك حلول قابلة للتنفيذ لإنقاذ هذا القطاع إذا تعاونت هيئة السياحة ووزارة النقل والجهات الأخرى المختصة في وضع خطة عاجلة تتم متابعتها اولاً بأول, فملايين المسافرين يعبرون هذه الطرق في كل عام ولا يجدون خدمات تليق بهم. والجهات المختصة وضعت نماذج عديدة لتصميم الاستراحات ليختار منها صاحب الاستثمار ما يناسبه وفق شروط المتابعة والصيانة. ويضيف خليل الحسيني الذي كان متجهاً للدمام قادماً من الرياض بقوله أشعر بخجل كبير عند مشاهدتي لهذا المستوى من الخدمات في استراحات الطرق, وعند تقييم اي استراحة على هذه الطريق ستحصل على (صفر) من عشرة !. وقال «اود ان الفت الإنتباه بأن الجهات الرسمية المختصة ومنها هيئة السياحة لا يوجد لها أي نشاط يذكر رغم أن اكثر مستخدمي الطرق هم من السياح اثناء الإجازات ويقطعون مسافات كبيرة جداً بمركباتهم ويحتاجون لمرافق تليق بهم ولكن للأسف هذا الأمر نادر الحدوث وذلك من خلال مشاهداتي. كل الاستراحات على الطرق تفتقر للآلية الصحيحة لتحديث خدماتها ومتابعتها كما يحدث في الدول الخليجية المحيطة بنا, فهناك فرق كبير جداً وهذا الفرق يمكن إزالته إذا اقتدينا بهم على الأقل». ويتفق عبدالعزيز بن حسن مع بقية المتحدثين ويقول ان أسوأ الاستراحات التي شاهدها في المملكة تقع على طريق الرياضالدمام السريع, وقال «كل شيء نراه ونبحث عنه نجده في أسوأ حال .. حتى المواد الغذائية والتي انتهت صلاحيتها يمكن مشاهدتها في مثل هذه الاستراحات ويتم توزيعها بعيداً عن الرقابة, ويمكن قياس هذا الأمر على المطاعم أيضاً». الكلاب الضالة تهدد رواد الاستراحات بالخطر (اليوم)