احتشد بضعة آلاف من الاشخاص في طرابلس الجمعة لإبداء رفضهم لقرار للبرلمان الليبي يسمح بالتدخل الاجنبي في البلاد. كما احتشد ألوف من المحتجين في بنغازي ومصراته ومدن اخرى للاحتجاج ضد مجلس النواب الذي دعا الامم المتحدة إلى حماية المدنيين. وقال مراسل لرويترز ان مسلحين هاجموا ساحة الشهداء في وسط طرابلس وردت الشرطة بالنيران. ولم يتضح ما اذا كانت قد وقعت اصابات. وفي علامة على الاستقطاب العميق في البلاد خرجت جماعة تؤيد اجتماع البرلمان في بلدة طبرق الشرقية وقراره دعوة الامم المتحدة إلى التدخل الى الشوارع في مدينة بنغازي. ويصف ساسة من ذوي الميول الاسلامية وحلفاؤهم من مدينة مصراتة اجتماع البرلمان بأنه غير دستوري لانعقاده في طبرق بدلا من طرابلس او بنغازي. وقال احد منظمي الاحتجاج في طرابلس انهم يحتجون للتعبير عن الرفض التام لأي تدخل أجنبي في ليبيا. ودافع مجلس النواب الليبي الجمعة عن إصداره قراراً يطالب المجتمع الدولي بالتدخل فورا لحماية المدنيين والمؤسسات الليبية، مؤكداً أنه اقدم على هذه الخطوة "مضطرا" بهدف بسط الأمن في البلاد ومنع تقسيمها وليس استقواء بالخارج. وبعد انتقادات وجهت اليه بسبب اتخاذه هذا القرار، اعلن البرلمان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه انه "اضطر الى اصدار هذا القرار الذي دعا مجلس الامن الدولي وهيئة الامم المتحدة للتدخل مبدئيا في ليبيا وممارسة بعض من الضغوط على ذوي العلاقة بالنزاع في الداخل أو الخارج". وأضاف البيان ان القرار جاء "لفرض الامن وحماية المدنيين، ولم تكن الغاية منه الاستقواء بالاجنبي كما يروج البعض وتسوق له بعض وسائل الإعلام في حملات إعلامية غايتها بث الفتنة والتفريق بين أبناء الشعب الواحد". وأضاف ان "أرواح الليبيين عادت لتكون مهددة وفي خطر يفوق الخطر الذي استدعى مجلس الأمن للتدخل إبان بدايات ثورة السابع عشر من فبراير وفي الوقت الذي لم تخل فيه ليبيا من التدخل الأجنبي خفياً كان أو ظاهراً وبأشكال متعددة". وزادت معركة منفصلة تدور في مدينة بنغازي في شرق ليبيا من صعوبة الوضع الأمني في ليبيا حيث طرد تحالف من المتشددين الإسلاميين ومقاتلي المعارضة السابقين الجيش من المدينة. ولا تزال الحكومة الهشة في ليبيا بدون جيش وطني وتصرف رواتب منتظمة غالبا لمقاتلي المعارضة السابقين باعتبارهم قوات أمن شبه رسمية كطريقة لاستمالتهم لتأييد الدولة الجديدة. لكن الفصائل المدججة بالسلاح تتحالف مع فصائل سياسية متنافسة وهم غالبا ما يبدون ولاء لمناطقهم أو مدينتهم أو للقادة العسكريين المحليين أكثر من ولائهم للحكومة المركزية.