فيما تواصل القصف الصاروخي العنيف على مطار العاصمة الليبية طرابلس أمس ولليوم الثاني على التوالي بين ميليشيات الزنتان من جهة وكتائب مصراتة وثوار غرفة ليبيا من جهة أخرى بهدف السيطرة عليه، انقسمت آراء الليبيين حول قرار للبرلمان يسمح بالتدخل الأجنبي في البلاد. ففي طرابلس احتشد بضعة آلاف من الأشخاص أول من أمس، لإبداء رفضهم لقرار البرلمان، كما احتشد ألوف من المحتجين في بنغازي ومصراتة ومدن أخرى للاحتجاج ضد مجلس النواب الذي دعا الأممالمتحدة إلى حماية المدنيين. من جانب آخر، وفي علامة على الاستقطاب العميق في البلاد خرجت جماعة إلى الشوارع في مدينة بنغازي تؤيد اجتماع البرلمان في بلدة طبرق الشرقية وقراره دعوة الأممالمتحدة إلى التدخل. وكان مجلس النواب الليبي "البرلمان" وهو أعلى سلطة في البلاد أقر الأربعاء الماضي قرارين يقضي أحدهما بحل كافة الميليشيات المسلحة، ويطلب الثاني من المجتمع الدولي التدخل الفوري لحماية المدنيين والمؤسسات الليبية. ورد البرلمان أول من أمس على الانتقادات التي صاحبت صدور هذا القرار بالقول إنه أقدم على هذه الخطوة "مضطرا" بهدف بسط الأمن في البلاد ومنع "تقسيمها" وليس استقواء بالخارج. يذكر أن قتالا عنيفا قد اندلع أمس بين ميليشيات متناحرة في العاصمة الليبية بعد ساعات من إعلان المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة عزمه زيارة طرابلس بحلول مطلع الأسبوع المقبل في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار. ويهدف الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون الذي يتولى منصبه رسميا أول سبتمبر المقبل إلى إنهاء أسوأ أعمال عنف تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011. إلى ذلك، أوضحت وزارة الشؤون الاجتماعية الليبية من جانبها أن أكثر من 10 آلاف أسرة نزحت جراء الاشتباكات الدائرة في طرابلس التي أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة 780 آخرين وخسائر مادية قدرت بنحو 5 مليارات في المطار والمناطق المحيطة به.