كثرت في الفترة الأخيرة بين أوساط الناس وفي مجالسهم ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى مواقع الانترنت، فتاوى مخترعة جديدة وأراء غريبة لم نسمع بها من قبل، ولم ينزل الله بها من سلطان، وتنتشر بسرعة تقدر ألف ميل بالدقيقة، خصوصاً مع وجود بيئة خصبة لنشر الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبح هناك من يسميها فتاوى من الكيس. مثال على إحدى هذه الفتاوى، الفتاوى التويترية وبرودكسات الواتساب، وسوف اذكر مجموعة من غرائب الفتاوى التي حفلت على الصعيد الديني بقوة، كتحريم جهاز أيفون فايف اس، وتحريم أكل السمبوسة بدعوى أنها تحتوي أضلاعا مسيحية تشبه الثالوث المقدس المسيحي، وأيضاً تحريم استخدام كلمة مساء الأنوار لان فيها إسراف والأفضل استخدام عبارة مساء النور، وختاماً تحريم مشاهدة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2014م. يقوم بتأليف هذه الخزعبلات مدعو الدين أو أشخاص لا يمتون للإسلام بصلة ،ويبدؤون بنشر أكاذيبهم بزعم أنها فتاوى وفي بعض الأحيان تنسب لمشايخ ورجال دين أفاضل معروفين لكي يصدقها الجميع، حاولت أن ادخل إلى أصحاب العقول الفارغة واعرف ما هو مقصدهم ومبتغاهم من تأليف هذه الفتاوى، لم أجد أي سبب، فلا الحصول على الشهرة ولفت انتباه الآخرين، ولا أي سبب اخر يجعلك تكفر من أجله، فالمحصلة الدنيوية من هذا الفعل هي كره ونفور الناس بالإضافة إلى عقاب الآخرة، والأدهى والأمر من ذلك أن هناك شريحة كبيرة من الناس تقوم بإعادة نشر هذه الخرافات بحسن نية ورغبة وطعماً في الأجر من الله تعالى، من دون أن تتأكد من مصداقيتها، فيذهب معها الأجر والمصداقية. إلى متى ونحن نصدق هذه الخزعبلات التي لا صحة لها من الدين، ولا يستوعبها أي عقل طبيعي. فهذه الفتاوى الساخرة ما هي إلا مدعاة للضحك ومثار للسخرية وتعبر عن جهل مؤلفيها وناشريها، ومع الأسف أصابنا إدمان الفتوى ففي مجتمعاتنا لم تعد الفتاوى مقتصرة على الأمور الدينية فقط بل موجودة في جميع الميادين المختلفة، كالطبخ والطب والسفر وغيرها. عودوا نفسكم على تحكيم العقل والمنطق قبل أن تقوموا بإعادة نشر أي فتوى وصلتكم، بإجراء بحث صغير عنها في مواقع دينية موثوقة تقوم عليها لجان شرعية، أو اتصل على هيئة كبار العلماء استفسر منهم، وكما تعلمون تقلصت مشاق السؤال عن الأحكام الدينية فبلدنا قبلة للإسلام والمسلمين، ولله الحمد نحن في بلد مليء بعلماء الدين الأفاضل، ولن تجد صعوبة في الحصول على المعلومات الصحيحة، ونمتلك درجة عالية من الوعي الديني التي تؤهلنا للتمييز بين الغث والسمين، لقد انتهى وقت الدجل والجهل وجار عليه الزمان، لذلك احرص في المستقبل وتأكد من كل ما يصلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من وسائل الاتصال الحديثة، التي أصبح نشر المعلومات بها يسير بسرعة البرق.