توصل استشاري طب الاعماق والعلاج بالأكسجين المضغوط الى تحقيق نجاحات متقدمة في علاج المصابين بالتوحد من الاطفال وأن وضع الأطفال المصابين بمرض التوحد في غرف ذات ضغط جوي مرتفع ومشبعة بالاوكسجين له آثار إيجابية. وقال الدكتور عماد العريشي (استشاري طب الاعماق والعلاج بالأكسجين المضغوط) ان اربعين ساعة من وضع عدد من الاطفال المصابين بهذا المرض في هذه الغرف ظهرت عليهم بوادر تحسن كبير في طريقة تفاعلهم مع المجتمع المحيط بهم وكذلك في رغبتهم في النظر في عيون المتحدثين إليهم. واضاف انه وفقاً للتقديرات العالمية هناك حالة توحد في كل (88) مولودًا، وبذلك فإن احتمالية عدد المصابين في المملكة تصل إلى (322.459) مصاباً قياساً على عدد السكان البالغ (29.195.895). لافتاً الى ان المملكة العربية السعودية تعد أول دولة في الشرق الأوسط يؤسس فيها مراكز للتوحد والتي لابد ان ترافقها مراكز علاجية بالأوكسجين المضغوط. وافاد الدكتور العريشي الى دراسة عالمية اجريت مؤخرا في ستة مراكز أبحاث في الولاياتالمتحدة حيث تم إعطاء 62 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الثانية والسابعة علاجا لمدة 40 ساعة على مدى شهر. وتكون العلاج من 24% أوكسجين تحت ضغط جوي مرتفع (1.3 ضغط جوي) أو هواء طبيعياً في غرفة الضغط الجوي مرتفع فيها قليلا (1.03 ضغط جوي). ووجد الأطباء أن 30% من هؤلاء الأطفال قد أظهروا "تحسنا كبيرا" مقارنة ب 8% لم يعطوا العلاج وكانت نسبة التحسن العام في العينة التي تلقت العلاج 80% بالمقارنة ب 38% ممن لم يتلقوا العلاج. وشدد العريشي الى ان أحد التفسيرات لهذا التحسن هو أن الأكسجين يمكن أن يساعد في الحد من الالتهابات وتحسين تدفق الأوكسجين إلى خلايا المخ. وشرح الدكتورالعريشي كيفية العلاج مبينا ان العلاج بالأكسجين المضغوط هو عمليةاستنشاق أكسجين بنسبة 100% تحت ضغط أكثر من 1.0 ضغط جوي من خلال غرفة الضغط المخصصة لهذا الغرض وتستوعب هذه الغرفة أكثر من شخص (متعددة)، وينتج عن هذه العملية إذابة الاكسجين في الدم بنسبة أكثر من خمسة عشر (15) مرة عن تأثير الاستنشاق العادي، وبالتالي، يصل إلى كل خلايا الجسم مما يعمل على تحسين كل وظائف الجسم ويزيد من ترويه المخ والدماغ بالأكسجين لافتاً الى ان العلاج بالاوكسجين تم اكتشافه في دول أمريكا وأوروبا في أواخر الخمسينيات، حيث أنهم كانوا يستخدمونه في البداية لعلاج أمراض وحوادث الغوص، وبعد ذلك، اكتشفوا تأثيره الايجابى فى علاج كثير من الاعراض لبعض الأمراض المتعلقه بالغوص مثل (الجلطات، الأعصاب،الرئتين السمع، النظر) لذلك تم تطويره ليستخدم فى علاج الكثير من الأمراض اضافه لعلاج أمراض الغوص طبقاً لجداول العلاج العالمية واعتماد منظمة الغذاء والدواء ومنظمة الصحة العالمية. وأضاف د. العريشي، أن العلاج بالأكسجين يفيد بالكثير من العلاجات مثل أمراض القدم السكري ومضاعفات مرض السكر، فقد السمع أوالنظر الفجائي، أمراض التوحد، الشلل الدماغي، الجلطات، التهاب التقرحات والحروق، الزهايمر، الصداع النصفي والأرق واضطرابات النوم، كما أنه يعمل على تأهيل واستشفاء الرياضيين، حيث يزود الرياضي بطاقة نشاط عضلي أكثر 40% عن العادي قبل وبعد المباراة بالإضافة لزيادة النشاط الذهني والتركيز كما أنه يقلل وقت شفاء اصابات الملاعب وسرعة عودة اللاعب لنشاطه الطبيعي، كما أنه يعمل على تحسين صحة البشرة وازالة التجاعيد والهالات السوداء وحب الشباب ويستخدم اساسياً قبل وبعد عمليات التجميل وشفط الدهون من الجسم، ويفيد أيضاً الكثير من المدخنين من خلال جلسات تنظيف الرئة. وحول نسب النجاح في العلاج بالاكسجين أوضح د. العريشي، أن النسبة الأكبر من المرضى الذين يعالجون بالاكسجين حاليا هم فئة الأطفال المصابين بالتوحد والشلل الدماغي، وقد تحسنت أحوالهم بفضل الله بما لا يقل عن نسبة 65%، بالإضافة إلى حالات فقدان السمع والبصري المفاجئ نتيجة استخدام جهاز الجوال أو الصدمات الفجائية وبفضل الله تحسنت حالاتهم بما لايقل عن 90% مشير الى ان هذه الطريقة في علاج المصابين بالتوحد تنتشر في الولاياتالمتحدة حالياً لأن اسر المصابين بهذا المرض تستطيع شراء غرف علاج بالاوكسجين التي يتراوح ثمنها ما بين 14 الى 17 ألف دولار.