في الوقت الذي تراجع سعر مزيج برنت صوب 104 دولارات للبرميل أمس الأول أكد تقرير اقتصادي أنه برغم بقاء منطقة الشرق الأوسط مصدراً رئيسياً للنفط والغاز، إلا أن احتياطياتها لا تنمو بوتيرة تواكب نمو الاحتياطيات من النفط والغاز في مناطق أخرى من العالم. وبحسب تقارير ميد الاقتصادية فإنه ليست ثمة مؤشرات على احتمالات تراجع الطلب على النفط والغاز حول العالم، برغم ارتفاع الأسعار العالمية والجهود المبذولة لتطوير مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة المتجددة. فقد ارتفع الاستهلاك العالمي من النفط خلال الفترة بين عام 2000 و2013 من 76.9 مليون برميل يوميا إلى 91.3 مليون برميل يوميا وذلك وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن شركة بي بي النفطية. ففي عام 2013 بمفرده، ارتفع الاستهلاك بواقع 1.4 مليون برميل يوميا أو ما يوازي 1.4% عما كان عليه خلال العام الذي سبقه. وكذلك الحال بالنسبة للغاز، حيث ارتفع الاستهلاك العالمي من 2.4 تريليون متر مكعب في عام 2000 إلى أكثر من 3.3 تريليونات متر مكعب في عام 2013، وقد شهد العام الماضي زيادة في الطلب على الغاز بنسبة 1.4% أو ما يوازي 36.9 مليار متر مكعب. مقابل ذلك فإن الأمر المهم بالنسبة للمنتجين والمستهلكين على السواء فهو ما إذا كان بالإمكان الاستمرار في توفير الاحتياجات في ضوء الطلب المتعاظم على النفط، وكان الجواب خلال السنوات العشر الماضية إيجابيا ويتمثل في أن نمو الاحتياطيات العالمية من النفط والغاز سجل معدلات أعلى من معدلات نمو الإنتاج. ووفقا لهذه التطورات فقد خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام 2014 للشهر الثاني على التوالي وقالت إنها تمكنت من زيادة إنتاجها في يوليو رغم العنف في العراق وليبيا وهو ما يشير إلى زيادة الإمدادات العالمية. وقلصت المنظمة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام إلى 1.10 مليون برميل يوميا بانخفاض 30 ألف برميل يوميا، وهذه هي المرة الثانية التي تخفض فيها أوبك توقعاتها. وخفضت أوبك أيضا توقعاتها للطلب العالمي على نفطها الخام في 2014 إلى 29.61 مليون برميل يوميا بما يقل 70 ألف برميل يوميا عن التقديرات السابقة وعزت ذلك إلى انخفاض توقعات الطلب وزيادة توقعات الإمداد من خارج المنظمة. وأظهر التقرير أيضا ارتفاع إنتاج أوبك من الخام في يوليو، ونقل التقرير عن مصادر ثانوية قولها إن الإنتاج زاد بواقع 170 ألف برميل يوميا إلى 29.91 مليون برميل يومياً مدعوماً في الأساس بارتفاع إمدادات ليبيا والمملكة.