من الأحاديث المتداولة بين مجالس أهل نجد المقيمين في العراق والكويت والبحرين والشام عبارة تقول "راح يصيّف" أو فلان جاي يتقيّض بالقصيم ". والقول كله هذا معناه الاستمتاع بالرطب. فمع شدة حرارة شمس المنطفة وسمومها، إلا أن العبارة لم تتغيّر، هيَ هيَ . هذا الكلام قبل أن تتسهل الأمور وتتسع الثروات ويصل أهل الخليج إلى لندن وباريس ونيس من أجل أن " يتقيضون " أو " يصيفون " ومع ذلك تجدهم وهم في منتجعانهم الأوروبية يسألون القادم "طاح التمر؟ " واهل نجد تحدثوا عنه بمحبة.. وولع وشغف وعلاقة ورابطة. ومع الاخيرين الحق.. فقد كانت التمرة عماد غذاء. ومالكها اي النخلة هو صاحب الغنى واليسار والوفرة. وعرفنا التمر بأنه السهل الهين في صبره ونقله وليس عليه تاريخ صلاحية..! وعرفناه ايضاً بأنه سهل التناول، بسيط.. وضرب الشاعر مثلاً بسهولة أكله: لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا وقلت سابقاً إن هذه المادة الغذائية الوفيرة بكل عناصر الاقاتة والاغتذاء لا تحمل تاريخ صلاحية.. رغم ان اسمها بالانجليزي يوحي بمعنى الديمومة والاستمرار DATES. والكلمة الانجليزية DATE تعني ايضاً عند الغربيين شخصاً من الجنس الآخر يكون المرء معه على موعد. هل لاحظتم ان المسألة حميمية؟ ومهما قلنا عن اسرار حبنا للنخلة فلن نتغاضى عن كونها رائحة الفَرَج والارتياح والاسعاف والإعانة لمريم ابنة عمران أن تهز بجذع النخلة.