من جديد، واصل الاتحاد الآسيوي تعامله غير العادل مع الفرق السعودية وهو يحرم الاتحاد من حضور جماهيره في مباراة الإياب أمام العين الإماراتي التي ستقام في ال26 من أغسطس الجاري على استاد الملك عبدالله في جدة، وهو القرار الذي كان صادماً للجماهير السعودية بمختلف انتماءاتها، لاعتبارات عدة، أهمها سياسة الكيل بمكيالين التي يطبقها اتحاد القارة، إذ لطالما اشتكت الفرق السعودية التي تذهب إلى إيران من سوء تعامل الفرق الإيرانية وشغب جماهيرها التي تحول المناسبات الرياضية إلى مناسبات تحاول فيها إثارة الفتنة الطائفية البغيضة، وهي ممارسات لم يلق لها الاتحاد الآسيوي بالاً على رغم تعدد شكاوى الفرق السعودية والمثبتة بالأدلة والبراهين. كلنا نتذكر واقعة حقن مياه الشرب الشهيرة التي تعرضت لها بعثة الهلال في إحدى الفنادق في إيران، وكذلك لن تُمحى من ذاكرتنا الممارسات الإيرانية حين لعب الهلال أمام استقلال طهران، والمصاعب التي واجهتها البعثة بدءاً بالاستقبال السيئ الذي وجدته البعثة منذ أن وطئت أقدام أعضائها أرض المطار وحتى غادروا إيران، مروراً بالتجاوزات ومحاولات الاستفزاز المقززة داخل ملعب المباراة، من شعارات دينية، وأهازيج ولافتات، فضلاً عن رمي دكة البدلاء بالفوارغ والألعاب النارية، ورغم ذلك لم يتجاوب الاتحاد الآسيوي مع شكاوى الهلال، وهو بالمناسبة لم يكن وحده الذي يتعرض لمثل هذا التعامل من قبل الإيرانيين. هل يمكن مقارنة تصرفات فردية قام بها بعض مشجعي الاتحاد، بما يمكن وصفه بمحاولات ترهيب الفرق السعودية والخليجية بشتى أنواع ووسائل الشغب، إن كان مادياً أو معنوياً؟ مؤكدا أنه لا يمكن مقارنة الشغب الإيراني الممنهج بأي تصرفات فردية تصدر عن أي مدرج في أي من دول القارة، لكن أصوات زائري إيران لا تبدو مسموعة في كوالالمبور حيث مقر اتحاد الكرة الآسيوي، وهو سر لا أحد يعرف عنه شيئاً منذ سنوات، بل إن ثمة تساولا آخر يجب طرحه، ويتعلق بتوقيت إقرار العقوبة بحق الاتحاد، والذي يجيء قبل أقل من 15 يوماً من المباراة، في حين أن الفريق لعب آخر مبارياته في البطولة في ال13 من مايو الماضي، فلماذا تأخر إصدار العقوبة لقرابة الثلاثة أشهر؟ لا أحد يعلم عن إمكانية كسب الاتحاد استئنافه للعقوبة، فمع الاتحاد الآسيوي لا يمكن التنبؤ بأي شيء، ولكن جاءت هذه العقوبة لتصادق على أن كرة القدم السعودية لم تعد تحظى بتلك القوة التي تجعل اتحاد القارة يتردد ألف مرة عندما يهم بإصدار قرار كهذا وهو الذي يعلم مسؤولوه أن ماقامت به جماهير الاتحاد لا يقارن بما يحدث في الملاعب الإيرانية، في حين سيكون علينا أن نتساءل عن سبب هذا التحامل على الكرة السعودية، وعن سبب ضعف تواجد الكرة السعودية في الاتحاد القاري، وبالتالي فإن من المهم جداً أن يتجاوب مسؤولو الأندية مع مبادرة رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد التي أطلقها في أبريل من العام الماضي والتي دعا فيها رؤساء الفرق السعودية والإماراتية والقطرية للاجتماع والتكتل والوقوف في وجه الاتحاد الآسيوي وسياسة الكيل بمكيالين التي يغض بها النظر عن ما تتعرض له الفرق الخليجية كافة والسعودية خاصة في الملاعب الإيرانية. والأهم من ذلك كله هو ضرورة تحرك اتحاد كرة القدم برئاسة أحمد عيد للتصدي لقرارات الاتحاد الآسيوي المستفزة من خلال التواصل مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد بصفته رئيساً للجنة الأولمبية وتشكيل فريق عمل يعيد للكرة السعودية هيبتها في القارة الآسيوية وهي الهيبة المفقودة منذ أكثر من عقد، إذ لا يمكن الوقوف موقف المتفرج أمام كل هذا التقصد والاستفزاز الذي يمارسه اتحاد القارة.