في أربع مناسبات، خرق الإيرانيون تعهداتهم للاتحاد الآسيوي في مبارياتهم أمام الفرق السعودية. أربع مناسبات لم تخل واحدة منها من شعارات سياسية ودينية، واستفزاز صارخ وصريح. رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد تصدر الموقف السعودي حين قال: "نذهب للعب كرة القدم هناك، وليس من أجل الاستماع إلى شتائمهم لنا ولأسرنا واستغلال المناسبة لتمرير معتقدات دينية وسياسية"، لترد وكالة الأنباء الإيرانية عليه قائلة: "تصريحاته مستنكرة، ودفاعه يأتي ضمن الهجوم غير المبرر". وفي موقعه على الإنترنت، نقل ذوب آهان حديثاً لرئيس رابطة المحترفين الإيرانيين عزيز الله محمدي قال فيه: "ادعاءات الصحف السعودية تجاه أنديتنا ليست صحيحة ولا نريد أن نلقي لها بالاً، فنحن نسير وفق المعايير التي يحددها لنا الاتحاد الآسيوي، وعليهم أن يشكروا إيران على حسن استضافتهم في المواجهات السابقة". الأمر يزداد حدة وتصاعداً، والاتحاد الآسيوي للعبة صامت لا يحرك ساكناً، لا يعلق سلباً ولا إيجابا، واللائحة المنشورة على موقعه الإلكتروني تذكر عدداً من العقوبات التي يمكن أن تنفذ لجنة الانضباط أحدها بلا تدرج وهي: الغرامة بخمسة عشر ألف ريال، لعب المباراة التالية بدون جمهور، اعتبار فريق الجمهور المعاقب خاسراً المباراة، خصم النقاط، الإقصاء من المنافسات، اللعب عامين بلا جماهير. وأمام هذا، فالمتابع المحايد أمام خيارين، إما أن يكون ما حدث في الملاعب الإيرانية سلوك طبيعي وأن الضيوف يصعدونه ويضخمونه، وإما أن يكون ما حدث مخالفات صريحة وأن الاتحاد الآسيوي لا يريد أن يعاقب لأنه يخشى أشياء غير ظاهرة، وغير معروفة ولا معلومة. "وقاحة وصفاقة" من جانبه، أبدى رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد استغرابه من ردود الفعل الإيرانية من تصريحاته السابقة، مضيفاً: "أعتذر عن تصريحي السابق عندما اتهمتهم بالوقاحة، بل هي وقاحة وصفاقة أيضاً". وشرح الأمير عبدالرحمن بن مساعد لبرنامج "في المرمى" الاثنين 16-05-2011، تفاصيل ما جرى في إيران، وقال: "اكتشف أخصائي العلاج الطبيعي وجود عبوات مياة مثقوبة من الأعلى، ووجدنا قرابة الخمس عبوات في كل غرفة من غرف اللاعبين"، وأضاف: "عندما بُلغت بالهاتف وبالاتفاق مع الأمير نواف بن فيصل (الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اتحاد الكرة)، طلبت التصرف وفق الأنظمة من خلال إعطاء بعض العبوات لمندوبي الاتحاد الآسيوي المتواجدين مع البعثة". وأشار رئيس الهلال إلى أن الإجراءات التي اتخذتها البعثة كان للحيطة والحذر، وقال: "كنا نعلم أنه من الممكن أن لا يكون في عبوات المياه شيئاً"، وأضاف: "الإدارة تكتمت على الموضوع ولكن من الصعب إخفاء الموضوع مع العدد الكبير من المتواجدين في البعثة"، وتساءل: "حتى لو كانت العبوات سليمة، ما شعور اللاعبين تجاه مثل هذا التصرف؟ بالتأكيد سينعكس عليهم بشكل سلبي ويخلق جواً غير مريح". كما أبدى الأمير عبدالرحمن استغرابه من الهجوم الذي تعرض له مدير الكرة بناديه سامي الجابر، وأكد أنه هذا الهجوم يأتي لصرف النظر عن ما بدر من الإيرانيين تجاههم، مضيفاً: "إذا كانوا يرون أن ما فعلوه يُعد من حسن الضيافة، فلا مانع من رؤية سوء الضيافة في المرات المقبلة فقد يكون أفضل وأهون"، مشيراً إلى أن حسن الضيافة بالفعل هو ما تجده الأندية الإيرانية عند تواجدها في دول الخليج العربي. وطالب رئيس الهلال الاتحاد الآسيوي بإيقاع عقوبات شديدة على الإيرانيين، وذلك بسبب ما تعرضوا له من إهانة وسب أثناء المباريات، وقال: "كيف نطالب اللاعب بتقديم أداء جيد وهو يسمع الجماهير تشتم الأسر الحاكمة في الخليج؟"، واستشهد بما حدث في الموسم الماضي أثناء مباراة الهلال مع بونيودكور الأوزبكي في الرياض عندما ألقى أحد المشجعين ألعاباً نارية انفجرت في الهواء، حيث تدخل مراقب المباراة وأوقفها بضع دقائق وكاد أن يُوقفها نهائياً. كما طالب الأمير عبدالرحمن الاتحاد السعودي باتخاذ موقف صارم وحازم، وأضاف: "إذا لم يتجاوب الاتحاد الآسيوي معنا، فيجب رفع الأمر إلى الاتحاد الدولي ال "فيفا"، وهو الاتحاد الذي يدعوا دائماً إلى فصل الرياضة عن السياسة". 3