تدرس الأندية السعودية المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي كافة الخيارات المتاحة للتأكد من تأمين وسلامة البعثات الرياضية عندما تحل على الفرق الإيرانية في الجولات المقبلة من البطولة الآسيوية. وكانت الأنباء قد أشارت إلى اتفاق تام بين الفرق الأربعة الهلال والاتحاد والنصر والشباب على ضرورة تأمين مبارياتها المقبلة في إيران كون الأوضاع السياسية المشتعلة في المنطقة قد تنعكس على المجال الرياضي خصوصاً إن ما يبث عبر وسائل الإعلام كفيل بإثارة الجماهير التي قد تنزلق إلى تصرفات لا تحمد عقباها. وناشد المسئولين في الأندية السعودية بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة من قبل الاتحاد الآسيوي والاهتمام بهذا الموضوع كون التجارب السابقة شهدت بعض الأحداث البسيطة لكنها قد تتطور في الوقت الراهن نظير الوضع الساخن في المنطقة. وتجري اتصالات مكثفة بين الأندية السعودية والاتحاد السعودي بهدف التأكد من سلامة كل الخطوات التي سيتم إتباعها عند المشاركة في هذه الجولات ، حيث يولي المسئولين في الاتحاد السعودي اهتماما بالغاً بأمن البعثات الرياضية ويشرعون في تذليل كافة الصعوبات التي تواجه الأندية لاسيما الأمني منها وكذلك الدعم المعنوي والمادي وتسخير كل الإمكانات أمام ممثلي الوطن. من جهة أخرى حذر مراقبون من مغبة السفر إلى إيران في مثل هذه الظروف أن لم تكن هناك إجراءات مطمئنة لسلامة اللاعبين والأجهزة الفنية. فيما حذر بعض المراقبين من سفر الكابتن حسين عبد الغني تحديدا إلى إيران كونه تبرع مؤخرا لقناة وصال الفضائية والتي تعيش صراعاُ إعلاميا مع وسائل الأعلام الإيرانية حيث سخرت برامجها للرد على ما يبث في تلك الوسائل فيما تعاني من محاولات تشويش على بثها عبر الأقمار الصناعية ، ويرى بعض المراقبون إن عبد الغني قد يستهدف من بعض ممن يتأثر بما يبث عبر الآلة الإعلامية الإيرانية والتي تهاجم السعودية وتحاول تشويه صورتها بشكل سافر لم يسبق له مثيل. مسئولي الأندية السعودية أكدوا في أكثر من مناسبة إن سلامة لاعبيهم وأطقمهم الفنية أهم بمراحل من أي بطولة ويرون إن لهم الحق في الحصول على ضمانات أمنية قبل السفر إلى الأراضي الإيرانية ، ويرى مراقبون أن التلويح بالانسحاب إحدى أوراق الضغط على الاتحاد الآسيوي التي ربما يتم اللجوء لها في حال استحال الحصول على مثل تلك الضمانات. وكان خبير في القانون الرياضي أكد لسبورت إن انسحاب الأندية السعودية من دوري المحترفين الآسيوي قد لا يترتب عليه عقوبة من الاتحاد القاري إذا كانت الأسباب الداعية إلى ذلك تختص بالجانب الأمني ومثبته رسمياً. ويرى مراقبون إن أهم الضمانات الأمنية التي يمكن الحصول عليها عن طريق الاتحاد الآسيوي هي تلك التي تقدمها الجهات الأمنية الإيرانية وتحملها المسئولية كاملة عن امن البعثات الرياضية مع نقل المباريات المقررة خارج العاصمة طهران لتكون كافة المباريات في ملاعب العاصمة الإيرانية ، فيما يرى آخرون إن من الأهمية بمكان لعب المباريات بدون جمهور أو نقل المباريات إلى خارج إيران او تأجيل موعدها إلى وقت لاحق . ورغم إن الشغب داخل الملاعب ليس الخطر الوحيد الذي يتهدد الأندية السعودية إلا إن الانفلات الأمني الذي حدث مؤخرا في مباراة الزمالك والإفريقي التونسي كون صورة مرعبة لما قد يحدث في إيران فيما لو خرجت الجماهير عن السيطرة خاصة إن البطولة الإفريقية لا تقل أهمية عن بطولة المحترفين الآسيوية من حيث القوانين الصارمة والأنظمة ومع ذلك حدث ما حدث في القاهرة وخلف 20 إصابة. الجماهير السعودية من جانبها تؤكد إن سلامة اللاعبين أهم بكثير من المشاركة في البطولة القارية رغم ما تعنيه البطولة من ثقل كبير في خارطة بطولات الموسم لكنها تشاطر مسئولي أنديتها بضرورة تأمين بعثاتها الرياضية قبل خوض غمار المباريات على أراضي جمهورية إيران الإسلامية . من جانب آخر قلل بعض الرياضيين من الهم الأمني الذي بات يساور الفرق السعودية مؤكدين إن الرياضة بعيدة عن المجال السياسي وان الاتحادين الآسيوي والإيراني لكرة القدم قادرين على السير بتلك المواجهات لبر الأمان.