كم كان يستبشر النقاد والمتابعون والجماهير بذلك الاجتماع الذي عقده المكتب التنفيذي للاتحاد السعودي لكرة القدم في مدينة جدة برئاسة أحمد عيد لمناقشة إعادة تشكيل لجان الاتحادن وأهمها الحكام والانضباط نظير الأخطاء الكبيرة والفادحة من اللجنتين الموسم الماضي خصوصا لجنة الحكام التي كثيرا ما ظهر لنا فيها رئيس اللجنة بقرارات غريبة تبريرا لقرارات حكامة داخل أرضية الملعب والتي أضرت بالمنافسة بين الأندية، وخذوا على سبيل المثال مباراة العروبة والنصر والتي شهدت ركلة جزاء في غاية الغرابة والدهشة لفريق العروبة في آخر المباراة لم يحتسبها الحكم محمد الهويش، تلاه تبريرا واهيا من قبل الحكم ورئيس لجنته الأمر الذي أعاد لنا قصة وحادثة هدف لاعب الشباب عبدالله الأسطا في مرمى الفتح هدف (الصوت الشهير) في تلك المباراة. لجنة الحكام بقيادة المهنا تعاني من مشكلة كبيرة، وهي عدم الاعتراف بالأخطاء الفادحة في المباريات من قبل الحكام على الرغم من أنهم بشر، والاعتراف بالخطأ ليس عيبا، فلولا الأخطاء لما تعلمنا ووصلنا إلى النجاح لكن المكابرة، وعدم الاعتراف هو الخطأ بذاته، وإعلان صريح لكي يواصل الحكم الأخطاء وعدم التعلم منها، ومسألة الثواب والعقاب، ويجب أن تكون أولى الاهتمامات بالنسبة للاتحاد أولا، ورئيس اللجنة ثانيا حتى نصل للهدف المنشود من أجل خدمة الكرة السعودية وإعادتها للتوهج كما كانت عليه في السابق، وإعادة الحكم السعودي الذي أصبح هزيل المستوى للمنافسة، والمشاركة في البطولات الخارجية بمختلف أنواعها من خلال إعادة الثقة المسلوبة منه من خلال عمل الدورات والاجتماعات وإعادة النظر في المكافآت المقدمة لهم مقارنة بما يقتضيه الحكم الأجنبي القادم إلينا في مباراة واحدة. هذه الدورات التي تكشف لهم كل ما يتعلق بنجاح اللعبة واخفاقاتها من خلال كشف الأخطاء التي يقعون فيها بالاجتماع معهم بعيدا عن الأمور التي تفسد العمل وتحبط الحكم أيا كان سنة، كالاجتماع الدوري الشهري مع الاعلامين من أجل المكاشفة التي هدمت العمل واحبطت الكثير من الحكام، وافقدته الثقة بنفسه نظير مايلقاه الحكم من هجوم شديد اللهجة من قبل رئيس الحكام في تلك الاجتماعات التي يرى كثير من المتابعين والنقاد ضرورة إلغائها. وأخيرا رئيس اللجنة وحكامه في معسكر خارجي في الأراضي التركية، وكأنه تقليد لكثير من الأندية التي حطت الرحال في معسكرات خارجية، وهذا كفيل بأن يكشف لنا حقيقة تلك المعسكرات التي ستنعكس داخل أرضية الملعب، هل هي للاستعداد والمنافسة وتطوير اللعبة، والبعد عن الوقوع في الأخطاء من قبل الجميع، أم للاستجمام والاستمرار في الاخفاق ؟ الأيام المقبلة كفيلة بكشف حقيقة المعسكر التركي من خلال انطلاق البطولات المحلية. همسة العمل التطوعي كثيرا ما يتعرض للأخطاء لأنه اجتهاد وغير مفرغ، ناهيك عن العاطفة التي كثيرا ماتغلفه وتنال منه، فمتى نتخلص من العمل التطوعي والعاطفة ونكون متفرغين لعملنا بكل كفاءة واقتدار حتى نقضي على كل ما يعكر مسيرة النجاح، فالمسؤول الذي لا يستطيع النجاح عليه البقاء في منزله لأن مقولة (نحن متطوعين وغير متفرغين) سئمنا كثيرا من سماعها فنحن نعيش احترافًا لكنه منتحر من قبل المتطوعين فمتى نعيش الاحتراف الحقيقي؟