من النادر ان ترى صحفيًا غربيًا يفقد صوابه واتزانه بهذه الطريقة! عادة ما يكون للمقال في الصحافة الغربية أصول وقواعد يلتزم بها الكاتب لكن عندما يكون الرد انفعاليًا فانك تعرف ان الكاتب فقد أعصابه واحس بفقدان مصداقيته وهذا ما حدث للصحفي البريطاني ديفيد هيرست بعد الرد المفحم للسفارة السعودية على مقاله السابق! واذا كان ديفيد بكل هذا الحماس لماذا لا يرد على تقرير الاندبندنت الاخير عن مصدر السلاح والذخيرة الاسرائيلية في غزة!. كما هي العادة يعتقد بعض الكتاب الغربيين انهم يعرفون منطقتنا وشعبنا اكثر منا وهذا أدى الى ارتكابهم أخطاء فادحة وفي بعض الاحيان مضحكة! وقد سنت سفارة المملكة في لندن سنة حسنة في الرد على الاعلام الغربي ولها جولات وصولات وانتصارات معه، مما كبح جماح عدم المصداقية الموجود لديهم! وكلنا نذكر كيف كسبت السفارة الدعوى على الكاتب في الاندبندنت روبرت فيسك وخطابه المزور عن الامير نايف -يرحمه الله- وذلك الخطاب المزور بشكل مضحك والذي لو رآه طفل بالسعودية لعرف بتزويره لانه كتب بلغة تختلف كليا عن اللغة الدارجة في الخطابات الرسمية لدينا وحتى الشعار كان مختلفًا مما جعل السيد فيسك أضحوكة في الصحافة الغربية لفترة ويبدو انه ما يزال يحس بقوة هذه الصفعة الى الآن خصوصا في مقالاته الاخيرة لكن المصداقية لديه اصبحت مشكوكًا فيها. وكذلك انتصرت السفارة السعودية في قضيتها ضد صحيفة اخرى هي الصنداي اكسبريس بخصوص الأكاديمية. طبعا سبب الهجوم في الصحافة البريطانية حاليا له اسباب اخرى ولمحاولة تمرير اشياء او صفقات معينة فلقد تعودنا على ذلك وكما كتبنا سابقا هي شنشنة نعرفها من اخزم وكما يقول البدوي (وش ما سوى القهوجي جايزن للمعزب) وهم يبحثون عن تمرير شيء لكن نرددها دائما ليست السعودية الدولة التي يستطيع اي كان ان يبتزها! لكن نلاحظ ان ما تقوم به سفارتنا في لندن هو مجهود فردي منها، وللأسف لا تحاول بقية سفاراتنا حول العالم ان تتبعه فهناك هجوم من بعض الأقلام المتحاملة او المخطئة ولكن لم نر اي ردود للتصحيح من سفاراتنا واذكر اننا ندخل في نقاشات عديدة بخصوص المملكة لتصحيح الصورة المغلوطة مع ان الرد على بعض الكتاب سهل ويسير! بل بعضهم يدعي انه مختص بالشأن السعودي وهو لا يعرف شيء واذكر ان إحدى الكاتبات كتبت مقالًا عن المملكة فيه مبالغات فسألتها هل زرتِ المملكة في حياتك فتحرجت وقالت لا! فقلت لها إذن هذا كافٍ ! فكيف تصف نفسها بمتخصصة في الشأن السعودي!. لا زلت اذكر هجومًا إعلاميًا على المملكة في إحدى الدول فقام احد السياسيين بارتكاب خطأ فادح جداً وتكلم عن موضوع يخص دولة اخرى وهذا يدل على جهله بالمنطقة، كليا فقلت في نفسي هذه فرصة لا تعوّض وان السفارة سترد وانتظرنا طويلا دون رد. للأسف بعض السفارات تطبق طريقة(سوى حالك ما سمعت شيء) مع ان الوقت الحالي مع وجود وسائل الاعلام والتواصل فإن عدم الرد يعني التأكيد! نحن نقدر ان ليس جميع السفراء لديهم موهبة الخطابة والرد، كما في سفارة المملكة في لندن وهذا طبيعي بين البشر لكن على الآخرين الاستعانة ببعض المختصين في الاعلام فجزء مهم من مهام السفارات تحسين صورة البلد والرد على الصور الخاطئة عنه والدفاع عن مواقفه.