إن المملكة في حالة تماسك سياسي واجتماعي عميق، وقد خابت ولله الحمد كل المراهنات والتوهمات بوقوع ما كان يروج له بعض ضعاف النفوس وأصحاب الأهواء من خروج بعض المواطنين في مظاهرات، وهو ما شكل صفعة قوية لكل المزايدين على وطنية السعوديين وتلاحمهم مع قيادتهم. وعندما يتعلق الأمر بسمعة البلدان وشؤونها الداخلية وسيادتها على أراضيها فإن المطلوب المصداقية في العمل المهني، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحيفة في حجم الاندبندنت.. وكاتب في حجم روبرت فيسك. عندما تغيب المصداقية عن الكاتب وكذلك عندما تغيب المهنية عن الصحيفة تضيع الحقيقة ولا يصبح لها معنى أو قيمة، وعندما تقع صحيفة عريقة مثل الاندبندنت البريطانية في الخطأ المهني الفادح من خلال كاتبها الصحافي روبرت فيسك الذي غابت عنه المصداقية، تتراجع سمعة صحيفة عريقة بهذا الحجم. إن إلزام محكمة بريطانية صحيفة الاندبندنت الصادرة في لندن ثم كاتبها الصحافي روبرت فيسك بالاعتذار إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بعد أن ثبت أن الصحيفة والكاتب استندا على وثائق مزورة وادعاءات تشير إلى أن النائب الثاني وجه قوى الأمن في المملكة بقمع مظاهرات مزعومة بالرصاص الحي، هو دليل على أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، ودليل على أن الحقيقة تظل هي الحكم والمعيار في كل قضية وفي كل جدل أو حوار. لطالما كانت الرؤية الغربية تنظر إلى العالم العربي والإسلامي من خلال الإعلام الغربي أو من خلال الكتاب في هذا الإعلام، وغالبا ما كانت تفتقر إلى المرجعية السليمة وتغيب عنها المعلومة، ولا ترانا إلا عبر الصورة النمطية المكرسة في هوليوود والفكر الغربي، وهو خطأ استراتيجي في العلاقة ما بين العالمين لا بد من تصحيحه.