حصلت "الصحيفة" على عدة فقرات من لائحة الادعاء في القضية التي كسبها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ضد الصحفي البريطاني روبرت فيسك وصحيفة "الإندبندنت". وتضمنت اللائحة حزمة واسعة من الأكاذيب والأخطاء سواء في الخطاب المزور المنسوب إلى الأمير نايف، أو في مقال فيسك نفسه؛ إذ حمل الخطاب المزيف شعار السيفين والنخلة، فيما يفترض أن يحمل شعار وزارة الداخلية، كما أن وزير الداخلية لا يخاطب رؤساء الشرطة، بل أمراء المناطق، إضافة إلى اللغة الشعبية للخطاب التي تؤكد زيفه، خاصة مع اختتامه ب"لكم جزيل الشكر والتوفيق". أما فيسك، فذكرت اللائحة السعودية أنه أسقط منطقتين إداريتين وأخطأ في أسماء ثلاث أخرى، حين كتب "الباحر، قسير، نجوان". كما بدا جهل الكاتب حين زعم أن "التابعية" تعني العبودية، فيما تشير بوضوح إلى التابعية السياسية، أي الجنسية. تقدمت البحرين بشكوى رسمية ضد الصحفي البريطاني روبرت فيسك وصحيفة "الإندبندنت" وذلك لنشرها مقالين لفيسك حول أحداث البحرين تحوي معلومات مغلوطة وعارية من الصحة، حسبما أبلغ "الصحيفة" المستشار بهيئة شؤون الإعلام البحرينية الشيخ عبدالعزيز آل خليفة. وقال مصدر بحريني رفيع المستوى إن حزب الله اللبناني كان خلف الكثير من الشائعات والتصعيد والتحريض الإعلامي الذي صاحب الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين في فبراير الماضي. وأكد أن هناك أدلة على ذلك ستقدم في الوقت المناسب. وقد حصلت "الصحيفة" على عدة فقرات من لائحة الادعاء التي كسبها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ضد فيسك. واستند الجانب السعودي في دعواه على المادتين الأولى من نظام الصحافة البريطاني والمعروف ب" Editor Code of Practice"، وهما: أولاً، يجب على الصحافة الحرص على عدم نشر معلومات غير دقيقة أو مضللة أو مشوهة، بما في ذلك الصور، و ثانياً، المعلومة غير الدقيقة بشكل كبير، أو البيان المضلل أو المشوه، يجب تصحيحهما على الفور مع الاهتمام الواجب، وعند الاقتضاء يتم نشر اعتذار". وقال مصدر مطلع على تفاصيل القضية إن هناك عدة فقرات تبين جهل روبرت فيسك بالشأن السعودي وإنه معتمد في مقالاته على شائعات عامة وكان يجب عليه التثبت منها قبل النشر. وقال المصدر إن "المغالطات التي ساقها فيسك وتبين جهله بتفاصيل السعودية حين أسقط منطقتين إداريتين وهما "الباحة وحائل" وأخطأ في أسماء ثلاث مناطق وهي عسيروالباحة ونجران حين كتبها وقال "الباحر، قسير، ونجوان". وأطلق فيسك على جهاز المباحث في السعودية اسم "المخابرات" – وحسب المصدر – فإن هذا الاسم يطلق على أجهزة الاستخبارات في بعض الدول العربية ومنها سورية ولبنان. ويضيف المصدر "ومما يدل على جهل فيسك أيضاً حين زعم أن السعوديين يحملون بطاقة هوية باسم (تابعية)، وهي تعني أنهم عبيد – حسب ترجمة فيسك في مقاله - وهذا يدل على جهل كامل بالسعودية، فاسم بطاقة الهوية هو (بطاقة الهوية الوطنية)، أما التابعية فقد تخلت عنها السعودية منذ عشرات السنين. كما أنها لا تعني العبودية، ولكنها تعني التابعية السياسية، أي الجنسية. وتعريف فيسك للتابعية بأنها تعني العبودية فيه إهانة للسعوديين". ويتابع المصدر سرد النقاط التي قدمها الجانب السعودي حول الخطاب المزور بقوله "الشعار المستعمل في الخطاب مزور، وهو السيفان والنخلة، والمفترض استخدام شعار وزارة الداخلية، وشعار الوزارة موجود في موقعها الرسمي. وزير الداخلية في حال أصدر أمرا فإنه يصدر من مكتبه ولا يصدر من إدارة أقل منه. ووزير الداخلية لا يخاطب رؤساء الشرطة وإنما أمراء المناطق. تاريخ الوثيقة المزورة كان في 11 مارس ولا يعقل أن يصدر أمرا بالتعامل مع الموضوع في نفس يومه – والمقصود به ثورة حنين التي تمت الدعوة لها في الإنترنت – ومن طريقة الكتابة للخطاب يتضح أن الخطاب مزور (حين كتب فيه إلحاقاً لخطاباتنا السابقة (أين أرقامها وتاريخها)". ويضيف المصدر سارداً المزيد حين قال "الخطاب مكتوب بلغة شعبية وليست رسمية، حيث انتهى بكلمة ولكم جزيل الشكر والتوفيق وهي جملة شعبية ركيكة لا معنى لها". وفي الشأن البحريني المرتبط بالشأن الإعلامي، قال المستشار في هيئة شؤون الإعلام البحرينية الشيخ عبدالعزيز آل خليفة إن مملكة البحرين تحركت قانونياً وقضائياً ضد الجهات التي استغلت الأوضاع لنشر الشائعات والأكاذيب، وقال "نحن تحركنا قانونياً ضد بعض الجهات الإعلامية، ومن هذه التحركات تحرك قانوني ضد روبرت فيسك وصحيفة الإندبندنت حين كتب أن المملكة العربية السعودية هاجمت واحتلت البحرين، وهذا طبعاً غير صحيح وبعد فترة كتبت الصحيفة أن حكومة البحرين قتلت المتظاهرين وأطلقت النار عليهم من الجو عن طريق المروحيات، وهذا طبعاً أمر غير صحيح على الإطلاق". وكشف آل خليفة أن الشكاوى ليست موجهة ضد فيسك وحده بل ضد صحفي بريطاني آخر وجهات إعلامية أخرى في العالم العربي. وحول الفيلم الوثائقي "صرخة في الظلام" الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية بنسختها الإنجليزية قال الشيخ عبدالعزيز آل خليفة إن هذا الفيلم يحوي مغالطات كبيرة جداً وخالٍ من الحياد تماماً وأضاف "الفيلم صور البحرين وحكومة البحرين بطريقة بشعة، وأمر مضحك أن تقوم حكومة باحتلال جزء منها، وذلك حين عرض مشهدا في الفيلم لدوار اللؤلؤة سابقاً (المسمى بدوار دول مجلس التعاون)، وقالت المعلقة على الفيلم "القوات البحرينية تحتل دوار اللؤلؤة"، وأنا أريد أن أعرف كيف احتلت البحرين جزءا من أراضيها؟ هذه لغة تحريضية وخالية من الحياد تماماً، ونحن ننتظر من الإخوة في قناة الجزيرة إيضاح موقفهم من هذا الفيلم وكذلك الإخوة في قطر ونحن مستغربون".