مرة تلو الأخرى يسقط أحد كتاب صحيفة الإندبندنت البريطانية المدعو (روبرت فيسك) في مصيدة الجهل بالداخل السعودي. فقبل عدة سنوات حاول التعرض لأحد رموز قيادتنا في المملكة. وبعد خروج مقالته في ذلك الوقت أخبرني أحد المحللين السياسيين والذين من صميم عملهم تحليل كل ما يتم كتابته عن المملكة وخاصة بعد زخم ما يسمى بالربيع العربي بأنه لم يستطع أن يكمل قراءة ما كتبه روبرت فيسك لبعده عن الواقع. وانتهي بروبرت فيسك لكي يخسر قضية قانونية تم رفعها ضده. وفي ذلك الوقت تعرض إلى إهانة كبيرة وإحراج من زملائه بسبب عدم دقة ما كتبه. هذا الكاتب بدأ يفقد مكانته ومصداقية تحليلاته ولكن وللأسف الشديد، كان الشيء الوحيد الذي يعرفه روبرت فيسك هو أن المملكة بسبب مكانتها السياسية والإستراتيجية فإن أي حديث عنها وخاصة في الوقت الراهن يكون مادة مثيرة للانتباه. وحيث إن هذا الكاتب بدأ يخسر الكثير بسبب تحليلاته التي تكون بعيدة كل البعد لجهله الواضح بالشأن الداخلي السعودي، فقد حاول مرة أخرى أن يلعب على وتر يطرب فقط كل من يحسد ويغار من هذا البلد، ليقول إن المملكة لها يد في دعم منظمات متشددة. وبكل هدوء قامت المملكة بالرد عبر سفيرها في لندن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف على ما ذكره. وعند سؤال الكثير من خبراء الصحافة عن أسلوب ما يكتبه روبرت فيسك في الآونة الأخيرة عن المملكة، كان تحليلهم بأن هذا الكاتب بدأ يفقد مكانته ومصداقية تحليلاته غير المنطقية، وكذلك حب الإثارة التي تعود عليها عندما كان العالم مقسوما بين معسكر شرقي وغربي، ولم تكن المعلومة تصل في حينها إلى كل قاريء بسهولة، إضافة إلى أن الساحة الصحفية في ذلك الوقت تعتمد على تحليل كتابها لعدم وجود ما يسمى الآن البث المباشر. وللعلم فقد كان روبرت فيسك يتنقل من صحيفة لأخرى بسبب خلافاته المستمرة مع رؤساء التحرير، فقد كان يعمل (السوندى إكسبرس) وبعدها (التايمز) وغيرها. إلا أنه لاحظ بأن الشرق الأوسط في ذلك الوقت خصوصا أثناء الحرب الأهلية اللبنانية أو الثورة الإيرانية هي أكثر المناطق سخونة و لا يوجد الا القليل من المراسلين الأجانب. ولكنه الآن لم يدرك أن الوقت تغير وأن هناك مراكز تحليل وترجمة لكل ما يحدث. وفي هذا الوقت رأى أن المملكة هى الأكثر إثارة للكتابة عنها مهما كانت المعلومة مختلقة. فالهدوء والثبات والاستقرار السياسي في المملكة كتب عنه الكثير بجمل طويلة ولكن بكلمات فارغة. تويتر @mulhim12