الكرم صفة عربية اصيلة، وخلق حث عليه الدين الاسلامي الحنيف، ولا يقتصر الكرم على تقديم الأكل، وذبح الذبائح للضيف، فهذا جزء مهم من الكرم الذي لا يكتمل إلا بطلاقة الوجه، والترحيب بالضيوف بعبارات رنانة تدل على البهجة والفرح بقدومهم، كما يبادلهم الضيف أو الضيوف بنفس الشعور، وبعبارات الشكر والدعاء لهم على كرمهم، وقد يكون الترحيب بالضيف والتعبير عن السعادة بقدومه لدى الضيف أهم مما يقدمه له من أكل يقول المتنبي: لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ ويقول آخر: فليس من الإكرام تكثير مأكلٍ إذا لم يقدم قبله سعة الصدر وجه بشوش وابتسامة معجب فهذا مع هذه مكملة القدر وتختلف العبارات أحيانا من منطقة إلى أخرى وأحيانا من قرية إلى أخرى، حسب العادات والتقاليد لأهل المنطقة، ومن هذه العبارات في بعض مناطق الجنوب إذا كان هناك ضيوف كثيرون وفدوا على القرية أو القبيلة فإن ابناء القرية تصف امامهم في صف واحد ثم يرحب بالضيوف كبيرهم او عارفهم او شيخهم قائلاً: ارحبوا يا ضيفان ارحبوا، والبقية يرددون معه وبصوت واحد، ومن التراحيب ايضا قولهم: مرحباً مليون، مرحباً الوف، مرحباً الف، مرحباً ميات، مرحباً هيل عد السيل، مرحباً تراحيب السيل، مرحباً تراحيب الحيا، حياكم الله. وايضا عند تقليط الضيوف قولهم (والله إن كأنكم جبتوها معكم) وفي المقابل فإن الضيف يرد ايضا بعبارات على المضيف فعندما يصفون المضيفة ويرحبون بهم كما ذكرنا فإن الضيوف يقولون:اهدنا وإيكم، سلام عليكم، ثم يرد الضيوف على المستقبلة بعبارات منها الله يبقيكم، الله بيقيكم ويكثر خيركم، الله يسلمكم، الله يسلمكم ويكثر خيركم، وعند الانتهاء من الأكل يقول: كثر الله خيركم، جاد الله عليكم، جاد الله على من جاد، انعم الله عليك ورحم الله والديك، اخلف الله عليكم. ويصف بعض الشعراء ذلك في لون العرضة بعد العشاء ومنها قول الشاعر: مكثور خيرك يا رفيقنا والله يزيده من نعايمه