تبين وثيقة اليونسكو التوجيهية الجديدة أن 58 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة لايزالون غير مقيدين بالمدارس، مع قليل من التحسن منذ عام 2007، إلا أن هذه الوثيقة تبرز كذلك إمكانية حدوث تغيير إيجابي، بعرض نجاح 17 بلدًا في تقليل عدد سكانها غير المقيدين بالمدارس بنسبة 90% خلال عقدٍ من الزمان تقريبًا. فقد استثمرت هذه البلدان في اتخاذ إجراءات إيجابية مثل إلغاء الرسوم المدرسية، والأخذ بالمناهج الملائمة وتوفير الدعم المالي للأسر المكافحة. من جانبها صرحت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، قائلة: "تتأكد مخاوفنا بشأن عدم إحراز تقدم في مجال تقييد الأطفال بالمدارس، جراء الأنباء الصادرة عن اليونسكو مؤخرًا بأن المعونة للتعليم انخفضت مرة أخرى، ليس ثمة فرصة للبلدان بأن تصل للهدف المتمثل في تعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015،"وأضافت "لا يمكننا مواجهة هذا النبأ بمزيد من القصور على العكس من ذلك، علينا دق ناقوس الخطر واستدعاء الإرادة السياسية لضمان احترام حق كل طفل في التعليم." كما تشير هذه الوثيقة إلى ثغرات حاسمة في تعليم الأطفال الأكبر سنًا والذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة إذ بلغ عدد المراهقين غير المقيدين بالمدارس مجموع 63 مليون مراهق في عام 2012. وعلى الرغم من انخفاض الأرقام بثلث منذ عام 2000 في جنوبي وغربي آسيا، إلا أن هذه المنطقة تضم أكبر عددٍ من المراهقين غير المقيدين بالمدراس بعدد يساوي 26 مليوناً، أما صحراء جنوبي إفريقيا فهي موطن 21 مليون مراهق غير مقيد بالمدارس، وسيبقى هذا العدد في تصاعد إذا استمرت الاتجاهات الحالية. وتتضمن الوثيقة تحليلات جاءت في تقرير الرصد العالمي لتوفير التعليم للجميع، تبين أن 17 بلدًا، تمثل حوالي ربع سكان العالم غير المقيدين بالمدراس في عام 2000، قد سارعت خطواتها في التقليل من عدد غير المقيدين بالمدارس بنسبة 86%، من 27 مليوناً إلى أقل من 4 ملايين خلال عقد من الزمان تقريبا. ففي النيبال مثلا، بلغ عدد الأطفال غير مقيدين بالمدارس نسبة 24% في عام 2000، ولكن سرعان ما انخفض هذا العدد ليصل نسبة 1% بحلول عام 2013، وينطبق هذا المثال على المغرب كذلك حيث انخفض عدد السكان غير المقيدين بالمدارس بنسبة 96% خلال نفس الفترة الزمنية. وقد حددت هذه التحليلات ست سياسات قد أثبتت نجاحها في مساعدة الأطفال في سن التعليم الابتدائي الالتحاق بالمدرسة، وقد تقدم عبرًا مفيدةً لسائر البلدان، وهي: - إلغاء الرسوم: قامت جمهورية بوروندي بإلغاء الرسوم المدرسية في عام 2005 مما أدى إلى ارتفاع عدد الملتحقين بالمدرس الابتدائية من نسبة 54% إلى نسبة 94% خلال فترة ست سنوات. - المساعدات الاجتماعية النقدية: في نيكاراغوا، حيث تم إنشاء نظام المساعدات الاجتماعية النقدية بهدف مساعدة الأسر في تعويض تكاليف الالتحاق بالمدارس في عام 2000، انخفضت بذلك نسبة الأطفال الذين لم يقيدوا بالمدراس أبدًا من 17% في عام 1998 إلى 7% بحلول عام 2009. - زيادة الاهتمام بالأقليات العرقية واللغوية: أدخلت المغرب تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس الابتدائية المحلية في عام 2003، وبذلك انخفضت نسبة الأطفال الذين لم يقيدوا بالمدارس أبدًا من 9% إلى 4% بحلول عام 2009. - زيادة الإنفاق على التعليم: ضاعفت دولة غانا إنفاقها على التعليم، وبذلك شهد عدد الأطفال المقيدين بالمدارس ارتفاعًا من 2.4 مليون في عام 1999 إلى 4.1 ملايين في عام 2013. - تحسين نوعية التعليم: قامت دولة الفيتنام بتقديم منهجٍ جديدٍ أولت من خلاله اهتمامًا خاصًا بالمتعلمين المهمشين، فنقصت بذلك نسبة الأطفال الذين لم يقيدوا بالمدراس أبدًا إلى أكثر من النصف بين عامي 2000 و2010. - التغلب على الصراع: في نيبال، تم سد الفارق بين عدد الأطفال المقيدين بالمدارس في مناطق الصراع وعددهم في الأماكن الأخرى مع نهاية الحرب الأهلية في عام 2006، وذلك بفضل البرامج التي رفعت من فرص التعليم، لا سيما في مجال المنح الدراسية للفئات المهمشة. وأشارت إيرينا بوكوفا إلى أن "هذه البلدان تواجه ظروفًا مختلفةً جدًا، ولكنها تشترك جميعها في سياساتها التي تهدف إلى إحراز تغيير حقيقي في التعليم". وأضافت "وبالرغم من إحرازهم تغييرات بالغة الأهمية، إلا ان مهمتهم لم تكتمل بعد والآن يجب عليهم ضمان إتمام كل طفلٍ لدراسته وتعليمه المهارات اللازمة لعيش حياة صحية ومنتجة. واليوم، يجب على الآخرين الأخذ بتجربة هذه البلدان: فإنها تبين أن التقدم الحقيقي ممكن ونحن مدينون للأطفال بتحقيق ذلك." 58 مليون طفل غير مقيدين بالمدارس اليونسكو يقدم مجموعة من التوصيات لعلاج القصور