لانختلف على أن الأشخاص يرحلون ويبقى الكيان شامخاً لكن رحيل بعض الأشخاص ربما يهز الكيان وربما يتأثر منه الكيان خاصة أولئك الرجال الذين أحدثوا نقلة نوعية في كياناتهم وأحدثوا تغييراً كبيراً يشار إليه بالبنان، ولن يرحل رجل مؤثر إلا ويترك خلفه فراغا كبيرا يصعب تعويضه، هذا حال الشبابيين مع رحيل رئيس ناديهم السابق "الرئيس الاستثنائي" خالد البلطان. قليلاً ما يتفق جميع المحبين على رجل واحد يقود ناديهم خاصة في عالم كرة القدم إلا أن الأغلبية العظمى من الشبابيين اتفقوا على أن البلطان هو الرئيس المثالي، بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك حين تمنت جماهير الأندية السعودية أن يكون رئيساً لها. "الرئيس الاستثنائي" الذي حفر أحرف اسمه بالذهب في جدران النادي العاصمي ترجل عن كرسيه تاركاً حملاً ثقيلاً لمن سيخلفه في الكرسي الكبير ومصعباً المهمة أمام كل من سيفكر في خلافته لأنه قدم أكثر مما يستطيع تقديمه الآخرون، ولأنه سبق الزمن بمراحل من خلال عمله الاحترافي، وتوج مسيرته بعدد كبير من البطولات التي صبغة فترته الرئاسية في السجلات باللون الذهبي، ما خفف من وقع رحيله أن بديله هو "الرئيس الذهبي" الأمير خالد بن سعد الرجل الذي عاصر الشباب طويلاً وتقلد رئاسة النادي أكثر من أي شخص آخر في تاريخ النادي العاصمي الكبير، ولأن البديل هو الأمير خالد بن سعد فكيان الشباب لن يتأثر كثيراً وسيملأ الفراغ الذي تركه خالد البلطان باقتدار. يثق الشبابيون كثيراً في خالد بن سعد وأنه سيواصل المسيرة الذهبية التي بدأت في نادي الشباب على يديه عندما توج "شيخ الأندية" بأول بطولة في تاريخه في فترة رئاسة الأمير خالد بن سعد عام 1408ه، وواصلت مسيرة البطولة عام تلو الآخر وعلى يد أكثر من رئيس إلا أن الرئيس الحالي تميز بأنه توج محلياً وخليجياً وعربياً وقارياً، مما يبعث الاطمئنان في نفوس محبي "الليث الأبيض". رحل البلطان بعد عهد حافل بالذهب افتتحه بالدوري عام 1426ه واختتمه بذهب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الموسم الماضي، ليخلفه في الكرسي الجديد الرئيس الذهبي الذي أشبع الخزينة الشبابية بالبطولات وزينها بالبطولة الآسيوية.