بعد التأجيل التاسع لجلسة الانتخابات الرئاسية اللبنانية الى 12 أغسطس المقبل يستمرّ لبنان بالغرق في حال الركود السياسي التي يتخبّط فيه منذ الفراغ الرئاسي قبل شهرين. ويعيد التأجيل التاسع الى الأذهان الدعوات العشرين المتكررة التي وجهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بين عامي 2007 و2008 للبرلمان بغية انتخاب رئيس للجمهورية. ولا يبدو أنّ ثمّة مبادرات فاعلة في الأفق السياسي لغاية اليوم باستثناء أفكار غير مثمرة لأنّها لا تلقى قبولا من الأطراف اللبنانيين الآخرين. وعلمت "الرياض" من مصدر سياسي في قوى 8 آذار أن النقاش يدور حاليا حول الأسماء البديلة عن الاسمين البارزين أي العماد ميشال عون وسمير جعجع، وتبحث الأوساط السياسية المسيحية خصوصا في غربلة أسماء قادرة على استقطاب الموافقة الداخلية من جهة ولا تثير حساسيات دول إقليمية فاعلة. وقال المصدر في قوى 8 آذار ل"الرياض" بأنّ ايّ مبادرات جديدة غير مطروحة على الطاولة لأنّ الكرة لا تزال في ملعب العماد عون الذي يلقى الدّعم الكامل وغير المشروط من قبل حليفه "حزب الله"، والذي يستمر بالحوار مع الرئيس سعد الحريري منذ 8 أشهر، وبالتالي فإنّ أيّ خطّة (باء) ستكون على عاتق الجنرال عون. وأشارت الى أنّ الكلام الأخير للرئيس الحريري حول ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي والتوافق المسيحي واحترام اتفاق الطائف أمور جديرة بالاهتمام أما حديثه المنتقد ل"حزب الله" وتدخله في الحرب السورية فوصفه المصدر بأنّه "ليس جديدا وقد اعتدنا عليه". من جهة ثانية، يبدو بأنّ حرب غزّة وحوادث الموصل قد فكّت عقدة المجلس النيابي إذ دعا رئيس المجلس نبيه برّي الى عقد جلسة عامّة يوم السبت المقبل بغية التضامن مع الفلسطينيين في غزّة ولشجب التعرّض للأقليات في العراق. أمّا أبرز التحديات المطروحة لبنانيا في الوقت الراهن فتتعلق بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، وإدخال الأساتذة المتعاقدين الى ملاك الجامعة اللبنانية، وإقرار الاقتراض ب"اليوروبوند" لتغطية فوائد الدين العام، والتعجيل بإقرار الموازنة. بالإضافة الى هذه الملفات المعيشية الشائكة يستمرّ الجدل السياسي حول الملفات الآتية: الخطط الأمنية في المناطق وخصوصا في الشمال والبقاع، النازحين السوريين، خطة بناء السجون، آلية عمل مجلس الوزراء، وكالة مجلس الوزراء عن رئاسة الجمهورية، الدور التشريعي لمجلس النواب، وهي مواضيع تعبئ الوقت الضائع في انتظار ضوء أخضر إقليميا لم يأت بعد.