اتجهت عدد من الشركات الآسيوية في الصين والهند وروسيا إلى توسيع دائرة استثماراتها عبر شراء مصافٍ جديدة في القارة الأوروبية، في الوقت الذي يعاني فيه قطاع التكرير هناك من صعوبات مختلفة. وعلل المتخصص في القطاع النفطي الدكتور محمد الشطي ذلك بالتشريعات البيئية المفروضة على صناعة التكرير في القارة الأوروبية وارتفاع أسعار النفط الخام لسنوات فوق المئة دولار للبرميل يقابله ضعف في أسعار المنتجات البترولية، بالإضافة إلى التوسع في مصادر الطاقة البديلة، مبيناً أن التقارير أوضحت أنه تم إغلاق ما يقارب 1.8 مليون برميل يومياً من طاقة أوروبا التكريرية منذ الأزمة المالية العالمية. وأكد الشطي ل"الرياض" أن قطاع التكرير بالأسواق العالمية يعاني من تقلص في هوامش أرباح عملياته، ما دفع بالشركات إلى تبني خطط إغلاق المصافي والمحافظة فقط على المصافي ذات القدرات التحويلية العالية، وأصبح الاستثمار في طاقة التكرير ليس على سلم الأولويات حيث تركز عموم الشركات على الأنشطة التي تزيد من أرباحها وهي في الغالب تأتي من قطاع الاستكشاف والتنقيب والإنتاج. وتابع قائلاً أسهمت هوامش الربحية المنخفضة للتكرير في الأسواق العالمية وسن شروط بيئية صارمة للتحكم في الغازات المنبعثة من مصافي التكرير في الدول الصناعية إلى تقليص الاستثمار في بناء مصاف نفطية جديدة؛ لتواكب الزيادة في الطلب على المنتجات النفطية وخصوصا تحسين النوعية التي يتواصل عليها الطلب مثل المنتجات المتوسطة أي زيت الغاز والديزل، كما كان لإدراج التشريعات البيئية المتعلقة بتخفيض كمية الملوثات في الهواء وما ترتب عليها من ضرورة إنتاج مشتقات نفطية نظيفة في الوقت الذي لم تكن فيه معظم مصافي العالم مهيأة لإنتاج هذه المشتقات بكميات كافية إلى زيادة الطلب على النفط الخفيف منخفض الكبريت وارتفاع أسعاره.